في كل أنواع الأمراض الجسدية يوجد بالتأكيد جانب نفسي من المهم الالتفات إليه، وكثيراً ما أستغرب عندما يقول الناس لي «هذي برع عندهم النفسية مهمة مب عندنا»، وكأننا نختلف عن المجتمعات الأخرى والمصيبة الأكبر عندما يصدر هذا الكلام من قبل الأطباء والمتخصصين «ويكون ردي لزملائي الأطباء بضحكتي المعتادة وما تبون تنطقون»، والحمد الله أنهم يتقبلون مزاحي بروح طيبة أقدرها لهم وأشكرهم عليها، ولهذا فإني في هذا الأسبوع قررت أن أكتب عن مرضى الجلطات الدماغية حيث إنه كلما بدأت الإجراءات العلاجية أسرع كلما كانت التأثيرات الناتجة أقل نوعاً وكماً.
إن ما يحصل جراء النزف الدماغي أو انقطاع الدم عن أي جزء من أجزاء الدماغ إنما يعني نقصاً في حصول تلك الأجزاء على الأوكسجين وبالتالي حصول الاحتقان والاستسقاء (الوذمة الدماغية ـ أي تجمع السوائل، وهو أصعب حالات الجلطة)؛ مما يسبب تلف أو تعطيل خلايا الدماغ، وكلما عادت التروية لذلك الجزء المتضرر أسرع، كلما تكون نتائج وفرص الشفاء أكبر حيث وفي الكثير من الأحيان تكون الجلطات الدماغية عابرة وتتلاشى خلال 24 ساعة وبعضها تستمر إلى أكثر من ذلك ينتج عنها الإعاقات المختلفة. إن الجلطات الدماغية عادة تصيب الأعمار المتوسطة والمتقدمة وغالباً ما تحصل أثناء النوم أو العمل.
ويأتي دور العلاج النفسي في تهيئة مرضى الجلطات الدماغية في التعامل مع حالة الاكتئاب التي من الممكن أن تصيبهم حيث ذكر أن ما يقارب من ثلث المصابين بجلطات دماغية يصابون بالاكتئاب النفسي، ومع العلاج الدوائي واستخدام مضادات الاكتئاب التي يقوم بصرفها الطبيب النفسي، يساعد الأخصائي النفسي الإكلينيكي في عمل اختبار ومقاييس نفسية وعصبية تساهم في تحديد مدى تضرر أجزاء الدماغ، والتي تؤدي بالتالي إلى تدهور في المهمات الوظيفية للشخص المصاب وتؤثر في نمط وأسلوب حياته، وخاصة مع وجود تضرر لاماكن القدرة المكانية وتحديد الاتجاهات، كذلك تحدث تغيرات في السلوك الشخصي واتخاذ القرارات التي من الممكن أن تكون في بعض الأحيان مخالفة لما اعتاد علية الأهل من قبل الشخص قبل الإصابة بالجلطة الدماغية والتي تكون متهورة ومناقضة للمنطق، كما يصاب أغلبهم بالشعور بالذنب أو النقص ولوم الذات.
كما يكمن دور الأخصائي النفسي الإكلينيكي في تهيئة الفرد نفسياً وعائلته والدعم العاطفي والنفسي إضافة إلى العلاجات النفسية لمقاومة الاكتئاب والقلق والعدوان الخارجي (والذي يكون موجهاً للأسرة والمجتمع أو داخلي والذي يتكون لأذية الشخص نفسه لنفسه أو حتى محاولة الانتحار)...
إقرأ أيضا لـ "فاطمة النزر"العدد 5215 - الجمعة 16 ديسمبر 2016م الموافق 16 ربيع الاول 1438هـ
اسم الله عليج يا الحلوة .
بصراحة كل ما هو حولنا مخيف ويدعوا للقلق من أكل وشرب و أجهزة كهربائية وأجهزة ذكية وغيرها وكل يوم تظهر أخبار جديدة عن اكتشاف مسببات مرض السرطان و الله يستر .