اختتم اليوم السبت (10 ديسمبر/ كانون الأول 2016) اجتماع دولي في باريس خصص لسورية والوضع في حلب بالدعوة الى وضع حد لمعاناة المدنيين والمطالبة بالتوصل الى حل سياسي، فيما غلب على المجتمعين شعور بالعجز.
وطالب وزراء خارجية فرنسا والولايات المتحدة وقطر والمانيا في مؤتمر صحافي ختامي بـ "وضع حد للحرب الهمجية" و"مواصلة التحرك لتخفيف معاناة المدنيين"، معتبرين ان المفاوضات تشكل "الطريق الوحيد للسلام في سورية".
واتهم وزير الخارجية الاميركي جون كيري النظام السوري بارتكاب "جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب" في حلب، وحض موسكو ودمشق على انهاء المأساة في هذه المدينة التي باتت قوات النظام على وشك السيطرة على شطرها الشرقي بالكامل.
وقال كيري ان "القصف العشوائي من قبل النظام ينتهك القوانين او في كثير من الحالات (يعتبر) جرائم ضد الانسانية، وجرائم حرب".
واضاف "يمكن الوصول الى حل، لكن هذا رهن بخيارات مهمة تقوم بها روسيا"، مذكرا بان خبراء روسا واميركيين يلتقون السبت في جنيف في محاولة للتوافق على خطة تكفل "انقاذ حلب".
وتابع كيري الذي يغادر منصبه في 20 يناير/ كانون الثاني من دون ان ينجح في تسوية النزاع السوري، "احيانا في الدبلوماسية، من المهم اظهار بعض التعاطف".
وشاركت في اجتماع باريس خمس دول غربية بينها الولايات المتحدة وفرنسا والمانيا واربع دول عربية بينها قطر والسعودية اضافة الى تركيا والاتحاد الاوروبي. وتزامن مع تواصل القصف على الاحياء التي لا تزال تحت سيطرة الفصائل المعارضة في حلب.
وشدد الوزراء على ان سقوط حلب لن يكون نهاية للحرب في سورية. وتساءل وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت "اي سلام اذا كان سلام القبور؟"، مشددا على ضرورة "تحديد شروط انتقال سياسي فعلي من شأنه ضمان مستقبل لسورية يسودها السلام".
وقال "يجب ان تستأنف المفاوضات على اسس واضحة في اطار القرار 2254" الصادر عن مجلس الامن والذي حدد في كانون الاول/ديسمبر 2015 خارطة طريق للتوصل الى تسوية.
واكد آيرولت ان "المعارضة (السورية) مستعدة لاستئناف المفاوضات من دون شروط مسبقة"، لافتا الى ان ممثل المعارضة رياض حجاب الذي شارك في اجتماع باريس ابدى الاستعداد للتفاوض.
لكن مصدراً دبلوماسياً أوضح ان الهيئة العليا للمفاوضات التي يترأسها حجاب لن تجلس الى طاولة المفاوضات الا اذا ادرج الانتقال السياسي في سورية بوضوح على جدول الاعمال.
ومنذ بداية 2016، فشلت جولات عدة من التفاوض غير المباشر بين النظام والمعارضة برعاية الامم المتحدة في جنيف.
من جهته، طالب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير النظام السوري وحليفيه الروسي والايراني ب"افساح المجال امام الناس للخروج" من حلب.
وقال "اذا كانت روسيا وايران والنظام تواصل التأكيد ان مقاتلين متطرفين لا يزالون في المدينة، لا يمكنني ان اشكك في ذلك، لكن وجود مقاتلي (جبهة) فتح الشام (النصرة سابقاً) لا يمكن ان يبرر تحويل مدينة برمتها الى رماد".
بدوره، شدد الموفد الاممي الى سورية ستافان دي ميستورا على اولوية اجلاء المدنيين من حلب.