( كلمة بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة الفساد الموافق 9 ديسمبر / كانون الأول العام 2016)
لقد شكلت خطة التنمية المستدامة لعام 2030 البيان العالمي الجديد الملهم من أجل تحويل عالمنا وبناء مستقبل أفضل للجميع. بيد أننا إذ نخوض غمار رحلة التنفيذ، تعترض سبيلنا عقبة كأداء هي الفساد.
وإذا لم يكن هناك بلد محصّن ضد الفساد، فإن كل بلد يتحمل مسئولية القضاء عليه. ذلك أن الفساد يعرقل نهضة الشعوب والمجتمعات والأمم، ويضعف نظم التعليم والصحة، ويقوض العمليات الانتخابية، ويعزّز مظاهر الظلم بإفساده نظم العدالة الجنائية وسيادة القانون. كما أن الفساد، بتحويل الأموال الداخلية والأجنبية عن وجهتها، يدمّر التنمية الاقتصادية والاجتماعية ويؤدي إلى تفاقم الفقر. وإذا كان الفساد آفة تؤذي الجميع، فإنه أشد وقعاً على الفقراء وعلى الذين لا حيلة لهم ولا قوة.
وشعار الاحتفال هذا العام هو «الفساد عقبة أمام تحقيق أهداف التنمية المستدامة». فالهدف 16 يحث على الحد بدرجة كبيرة من الفساد، والرشوة وبناء مؤسسات فعالة وخاضعة للمساءلة وشاملة للجميع على جميع المستويات. وإذا كانت اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، التي تقوّيها آلية استعراض الأقران الموضوعة في إطارها، تحشد الجهود من أجل تعزيز النزاهة والشفافية والمساءلة في شئون الحكم، فما زال يتعين القيام بالكثير.
فلنعمل ونحن نحتفل باليوم الدولي لمكافحة الفساد على تجديد التزامنا بالقضاء على مظاهر الاحتيال والغش التي تهدّد تنفيذ خطة عام 2030 كما تهدّد ما نبذله من جهود في سبيل تحقيق السلام والرخاء للجميع فوق كوكب يتمتع بالصحة الكاملة.
إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"العدد 5207 - الخميس 08 ديسمبر 2016م الموافق 08 ربيع الاول 1438هـ
كلام في كلام خريط في خريط .