الدوحة - مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش)
تحديث: 12 مايو 2017
عقد مكتب التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، مؤخراً، مؤتمراً لاستعراض مسألة انتشار اضطراب التوحد بين الأطفال وتشخيصه وعلاجه في قطر والعالم، وذلك في أكاديمية العوسج بالمدينة التعليمية.
وجمع مؤتمر التوحد 2016 أكثر من 400 من الأخصائيين الدوليين ممن شاركوا في منتدى التوحد، الذي أقيم على هامش فعاليات مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش)، إلى جانب مُقدمي خدمات التعليم المحليين، وآباء الأطفال المصابين بالتوحد، والجهات المعنية الرئيسية الأخرى التي تؤدي دورًا فعالًا في تطوير خطة التوحد الوطنية القطرية.
وصرَّحت مدير الشئون الأكاديمية في مكتب التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر عبير آل خليفة، قائلةً: "يوفر هذا المؤتمر فرصة رائعة للجمع ما بين الجهات المعنية بتقديم خدمات علاج التوحد وآباء المرضى المصابين بالتوحد في قطر للتحاور مع بعضهم البعض والاستماع إلى نتائج الدراسات الدولية، التي يمكننا تطبيقها على خدماتنا الخاصة التي نقدمها في أكاديمية ريناد".
وترأس الاجتماع، الذي أقيم برعاية مؤتمر ويش ومركز السدرة للطب والبحوث، رئيس مجموعة العمل الوطنية للتوحد محمد وقار عظيم، الذي صرَّح للحضور بأنه وفقًا للتقديرات العالمية الحالية، من الوارد أن تتراوح أعداد المصابين باضطراب التوحد دون سن الثامنة عشر في قطر ما بين 3 – 5 آلاف شخص. وذكر أن المعلومات الخاصة بتقييم اضطراب التوحد لا يتم تلقيها في السياق العيادي فحسب، ولكن يتم تلقيها أيضًا بشكل عام من خلال المعلومات الأسرية، التي توصف بأنها "مهمة للغاية".
وقال عظيم، الذي يشغل أيضًا منصب رئيس قسم الطب النفسي بمركز السدرة للطب والبحوث: "كنت ولا زلت أعتقد بأن العائلات تؤدي دورًا حيويًا في حياة الأطفال، وخصوصًا عندما يتعلق الأمر بالأطفال المصابين باضطراب التوحد. ومن المهم للغاية مساعدة هؤلاء الأطفال على تطوير المهارات والاستراتيجيات المفيدة لجعل حياتهم اليومية أسهل. وغالبًا ما يحتاج الأطفال المصابين بالتوحد إلى طريقة مصممة خصيصًا لهم لمساعدتهم على النجاح في ممارسة حياتهم اليومية. كما يحتاج هؤلاء الأفراد إلى امتلاك القدرة على الانفتاح وبناء علاقات مع عائلاتهم وأصدقائهم، ونحن نسعى لمساعدتهم على القيام بذلك".
من جانبها، قالت نوف الصديقي، والدة طفل قطري عمره أربع سنوات مصاب بالتوحد يدرس حاليًا في أكاديمية ريناد، التابعة لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع: "بصفتي أم، تعد مقابلة الآباء الآخرين، وتبادل التجارب والمعرفة معهم في حدث مثل هذا مسألة حيوية للغاية. وقد حققت قطر تطورًا كبيرًا في مجال توفير التعليم لمرضى التوحد والتركيز على آباء الأطفال المصابين باضطراب التوحد لتنمية معارفهم بشأن القضايا التي يتعاملون معها هم وأبناؤهم في البيت كل يوم".
وتحدث في المؤتمر، التي عُقد يوم الخميس الماضي، خبيران دوليان شاركا في المنتدى العالمي للتوحد، الذي أقيم على هامش مؤتمر ويش، وهما نوربرت سكوكاوسكاس، أمين عام الجمعية العالمية للطب النفسي، قسم الأطفال والمراهقين، الذي استعرض ظاهرة تداخل اضطراب التوحد مع حالات ذهنية معقدة أخرى، وكريم منير، مدير الطب النفسي في مركز التميز الجامعي في إعاقات النمو بمستشفى بوسطن للأطفال، الذي تحدث عن أحدث التدخلات العلاجية للأطفال المصابين بمرض التوحد، وذكر أن التدخل المبكر مهم للغاية، وأن الأطفال الذين يعانون من اضطراب التوحد بجميع مستويات خطورته ينبغي أن يتلقوا العلاج الكافي.