تقارير التنمية الإنسانيَّة العربيَّة، هي تقارير نوعيَّة بدأت في الصدور في مطلع الألفيَّة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. والمميّز في هذه التقارير، أنَّها الأولى من نوعها، التي تتوجَّه إلى الدول العربيَّة، وهي أول اعتراف أمميٍّ بوجود العالم العربي بهموم وقضايا مشتركة.
وقد صدر في العام 2002 التقرير الأول، الذي تحدَّث عن «خلق الفرص للأجيال القادمة». وحضّ التقرير العالم العربي على التغلب على ثلاث عقبات رئيسيَّة: احترام الحرِّيات الإنسانيَّة، وتمكين المرأة، واكتساب المعرفة.
بعد ذلك، صدر تقرير العام 2003 الذي تحدَّث عن أهميَّة إقامة مجتمع المعرفة، وخلُص هذا التقرير إلى أنَّه على رغم وجود رأسمال بشري في المنطقة العربيَّة، لاتزال هناك قيود مكبِّلة، تعوق اكتساب ونشر وإنتاج المعرفة في المجتمعات العربيَّة.
وفي 2004 صدر تقرير تحت عنوان: «دعوة للحريَّة وللحكم الصالح في العالم العربي»، وطرح التقرير معالجة سريعة ومعمَّقة لنقص الحرِّيَّات والحكم الصالح، ودعا إلى الإصلاح في المجال السياسي والقانوني.
وفي العام 2005 صدر تقرير تحت عنوان: «نحو نهوض المرأة في الوطن العربي»، وقدَّم برهاناً على أنَّ التحقيق الكامل لطاقات المرأة العربيَّة مطلبٌ جوهريٌّ لازمٌ للتنمية في البلدان العربيَّة كافة.
وفي 2009 صدر تقرير بعنوان: «أمن الإنسان»، والذي أوضح مفهوماً جديداً للأمن يختلف عما هو معمول به في البلدان العربيَّة، وتحدَّث عن أنَّ أمن الإنسان (وليس أمن الدولة فقط) شرطٌ ضروريٌّ لتحقيق التنمية البشريَّة، وأنَّ انعدام وجوده في البلدان العربيَّة يزعزع خيارات الناس الذين يعيشون فيها.
في العام 2011 انفجرت الأوضاع في عدد غير قليل من الدول العربيَّة، ومن قرأ تقارير التنمية الإنسانيَّة العربيَّة كان يدرك أنَّ العالم العربي على فوَّهة بركان؛ بسبب انعدام الحريَّات وعدم تفعيل رأس المال البشري.
وكان من المفترض أن يصدر التقرير بعد ذلك عقب اندلاع احتجاجات وثورات الربيع العربي، لكنَّ تقلبات السياسة أخَّرت إصداره إلى نهاية العام 2016. وهكذا صدر قبل يومين التقرير الأخير تحت عنوان: «الشباب وآفاق التنمية في واقع متغيِّر»، والذي حذَّر من أنَّ الاستمرار في تهميش الشباب العربي، وتجاهل أصواتهم، يهدِّد بإجهاض جهود التنمية في المنطقة. هذا التحذير ربما سيقع على آذان صماء، لا تلتفت إلى ما يقوله المفكرون مراراً وتكراراً، وبذلك قد تستمرُّ الأزمات لعدم معالجة جذورها.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 5199 - الأربعاء 30 نوفمبر 2016م الموافق 29 صفر 1438هـ
شكر دكتور على المقال ونشكر ايضا جمعية البحرين النسائية على قيامها بعمل ملتقيات عن تقارير التنمية اﻻنسانية جميعها مع نقد التقرير وبيان اﻻزمة الحقيقية مع ترجمتها الى برامج عمل متميزة