افتتحت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والاثار اليوم الخميس (24 نوفمبر / تشرين الثاني 2016)، الشيخة مي بنت محمد آل خليفة الندوة الدوليّة بعنوان" صورة الآخر: نظرات متقاطعة"، والمندرجة ضمن مشروع نقل المعارف التابع لهيئة البحرين للثقافة والآثار.
وشارك في الندوة نحو 60 مفكراً ومتخصصاً بارزاً في مجالات العلوم الانسانية والاجتماعية من دول عربية وأوروبية، فيما تستمر فعاليات الندوة على مدى يوميّن.
وقالت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة ميّ بنت محمد آل خليفة أن مشروع نقل المعارف "جاء ليعوض النقص الموجود في النقل المعرفيّ الدقيق، إذ بدأ المشروع عام 2014 ليترجم خمسين كتاباً من الكتب العالميّة إلى اللغة العربية في مجالات تتنوع في انتمائها الثقافيّ واللغوي.
كما ويقوم المشروع بتنظيم الملتقى العربي الأوروبي لشباب الباحثين في العلوم الاجتماعيّة، وإقامة هذه الندوة الدولية والتي تعزز من مكانة مملكة البحرين العالميّة ويعكس انفتاحها على الثقافات الأخرى".
وأضافت "اليوم نشهد، ضمن سنة شعارها وجهتك البحرين، حضور نخبة من المتخصصين في مجالات العلوم الانسانية والاجتماعية تجمعهم البحرين في مؤتمر يعكس أهمية صورة العالم العربي في مجتمعاتنا الحاليّة".
كما وجّهت خالص الشكر للقيّمين على الندوة وعلى رأسهم المفكر العربي وعالم الاجتماع الدكتور الطاهر لبيب الذي كان وراء فكرة مشروع نقل المعارف لما يعكسه هذا المشروع من أهمية في مضمونه ومن دورٍ فعّال لخدمة مجتمعاتنا العربية.
وأضافت الشيخة مي "بأن الندوة التي تعقد في البحرين عن صورة الآخر تمثل المعاناة التي يمر بها كل مواطن عربي عن الصورة التي اختلت لدى الاخر وأن مناقشة هذا الموضوع ورؤيته بعد ربع قرن من انعقاد الندوة الأولى بتونس عن صورة العرب لدى الاخر، مؤكدة ان هذه الندوة تناقش ماهية الصورة التي اختلت وكيف ينظر اليها العالم الآخر وليس الغرب فقط وأيضا ماهي الصورة التي ترتسم في مخيلة الاخر عندما يرى المفكر العربي او المجتمع العربي.
من جانبه قال مدير مشروع نقل المعارف الطاهر لبيب إنه قبل ما يقارب ربع قرن عقدت ندوة تحمل عنواناً مشابهاً لندوة اليوم، نشرت أعمالها باللغتين العربية والإنجليزية.
وأضاف: من دوافع هذه الندوة هو معرفة ما تغير في تعريف الآخر والنظرة إليه والمسافة والحواجز بعد مرور تلك المدة التي تضمنت تفاعلات ملفتة وملحوظة للمنطقة.
كما توجه لبيب بالشكر إلى رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار لدعمها المشروع وإيمانها بأهمية تعميق الحوار بين الثقافات عبر التأمل الفكري والبحث العلميّ.
ونوه طاهر لبيب بأن الندوة الأولي كانت قبل ثلاث وعشرين سنة في تونس، تحت عنوان "النظرات المتقاطعة" كانت تعني تحديداً، العربي، ناظراً ومنظوراً، وقد نشرت أعمال تلك الندوة بثلاث لغات عربية وإنجليزية وفرنسية.
ثم بدأت فعاليات اليوم الأول من الندوة على محاضرة بعنوان أشكال الآخر الشرقي: الاستشراق الأقصى وأقصى الاستشراق، والتي قدمتها آن شنغ أستاذة الفكر الصيني في كوليج دي فرانس وفي هذا الصدد استشهدت بما كتبه المفكر المعروف الراحل أدوارد سعيد عن الاستشراق منذ ثلاث عقود تقريبا، مضيفة بأن الصين كانت النموذج للاستشراق.
بعد ذلك كانت هناك محاضرة بعنوان صورة الآخر في فن الأزمنة الحديثة، والتي قدمها فيكتور ستويشيتا أستاذ تاريخ الفن الحديث وما قبل الحديث بجامعة فريبوغ سويسرا، ومحاضرة عنوانها الآخر المسلم في المخيال الإسباني الحالي: بين أوروبا متعددة الثقافات والسرد التاريخي القومي ومشاكل الزمن الحاضر، والتي قدمها خويسه أنطونيو ألكنتود أستاذ الانثروبولوجيا الاجتماعية بجامعة غرطانة في إسبانيا، ومحاضرة بعنوان، أن تكون بهوية أو بلا هوية هذا هو السؤال، التي قدمها فالح عبدالجبار مدير معهد دراسات عراقية في بيروت.
فيما تتشكل يوميّ الجمعة والسبت القادميّن، أربع مجموعات، تناقش موضوعاتٍ مهمة تحت عناوين (مقاربات نظرية لمسألة الآخر والآخرية)، (الأديان والاثنيات في علاقتها بالآخر)، (الآخر في الخطاب والآداب والفنون)، و(رؤى ومقاربات متقاطعة). إذ تهدف الندوة الدولية إلى تعميق المعرفة العلمية بمسألة الآخر والآخرية، بما يحد من تكوين الأفكار والأحكام المسبقة التي كثيراً ما تشوِّه العلاقة بالآخر وتُعطِّل الحوار معه، سواء كان فرداً أو جماعة أو شعبا أو ثقافة.