أكد الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس يوم الأربعاء (23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) "تصميمه" على مواصلة المفاوضات مع زعيم القبارصة الاتراك مصطفى اكينجي للتوصل الى اتفاق يعيد توحيد الجزيرة، وذلك بعيد دعوة وجهها اليهما الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون لعدم التخلي عن المساعي السلمية.
وقال اناستاسيادس في خطاب الى الامة بثه التلفزيون "اود ان اؤكد انني مصمم على اخذ الاجراءات اللازمة لمواصلة الحوار".
واضاف "انا مستعد لمواصلة للحوار انطلاقا من النقطة التي توقف فييها في مون بيلرين" في سويسرا، مشيرا الى انه على اتصال مع قادة الاتحاد الاوروبي لإبقاء "الباب مفتوحا" امام استئناف الحوار.
وحمّل اناستاسيادس الجانب القبرصي التركي المسؤولية عن فشل المفاوضات بسبب عدم تحليه بالليونة الكافية.
وكشف الرئيس القبرصي ان الجانبين كانا قريبين من التوصل الى اتفاق بشأن مساحة الاراضي التي ستخضع لإدارة القبارصة الاتراك في الدولة الفدرالية المقبلة، مشيرا الى ان اكينجي طالب بأن تكون هذه المساحة 29,2% من مساحة الجزيرة بينما طالب الجانب القبرصي اليوناني بأن تكون النسبة 28,2%. ويسيطر القبارصة الاتراك على 36% من مساحة الجزيرة على الرغم من ان نسبتهم السكانية اقل من ذلك بكثير.
ولكن اناستاسيادس قال ان الخلاف الاكبر بين الطرفين كان بشأن عدد القبارصة اليونانيين الذين سيحق لهم استعادة اراضيهم وممتلكاتهم التي تم تهجيرهم منها، اذ ان اكينجي أصر على التقليل قدر الامكان من عدد القبارصة الاتراك الذين سيضطرون لإخلاء هذه الممتلكات لإعادتها الى اصحابها الاصليين.
واتى خطاب الرئيس القبرصي بعيد مناشدة وجهها بان كي مون الى طرفي النزاع في قبرص الى مواصلة الجهود للتوصل الى حل يعيد توحيد الجزيرة المتوسطية.
وقال بان كي مون في بيان ان المفاوضات التي جرت في سويسرا وتواصلت لعشرة ايام "لم تعط النتائج المتوخاة حول معايير تقسيم الاراضي".
وقال انه "يتشارك في خيبة الامل" مع الزعيمين "ويدعوهما الى القيام بكل ما بوسعهما لتجاوز هذه المشكلة الاساسية وانهاء العمل الواعد الذي باشراه".
وأعلن انه سيبقى على اتصال بالزعيمين القبرصيين اليوناني والتركي "لمناقشة المراحل المقبلة" وهو "يحث الطرفين على تجنب اي تصريح او عمل يمكن ان يعقد استئناف المحادثات".
واعتبر انه "من غير المفاجئ ان تظهر مشاكل عابرة عندما تصل المحادثات الى مراحلها النهائية".
كما دعا بان كي مون الدول الضامنة وهي اليونان وتركيا وبريطانيا الى "دعم الزعيمين خلال الايام والاسابيع المقبلة التي ستكون حاسمة للمفاوضات ولمستقبل قبرص".
وكان الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسياديس وزعيم القبارصة الاتراك مصطفى اكنجي فشلا الاثنين الماضي في التوصل الى اتفاق حول الاراضي ولم يحدد اي موعد لاجتماع جديد.
وكان الوفدان التقيا الاحد في سويسرا بهدف رسم خارطة للحدود الداخلية الفاصلة بين الكيانين اليوناني والتركي داخل الدولة القبرصية الفدرالية المقبلة التي يجري التفاوض حولها. كما هدف الاجتماع الى تسوية قضية الاراضي المسلوبة.
وهذه الملفات بالغة التعقيد بعد أكثر من اربعين عاما من تقسيم الجزيرة في 1974.
في ذلك العام، اجتاح الجيش التركي الشطر الشمالي من الجزيرة ردا على انقلاب هدف الى الحاقها باليونان. وأعقب الغزو نزوح كبير للسكان اذ اضطر عشرات الالاف الى التخلي عن ممتلكاتهم بين ليلة وضحاها.
ومذ ذاك، لا تمارس جمهورية قبرص، العضو في الاتحاد الاوروبي منذ 2004، سلطتها سوى على الشطر الجنوبي حيث يعيش القبارصة اليونانيون. اما القبارصة الاتراك فيقيمون في الشمال حيث اعلنت "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى انقرة.