طلب مدافعون عن حقوق الانسان من المحكمة العليا اليوم الإثنين (21 نوفمبر / تشرين الثاني 2016) ان تأمر بنقل رفات الديكتاتور الفيليبيني الاسبق فرديناند ماركوس من المقبرة المخصصة لابطال الامة.
وكان ماركوس دفن الجمعة بعد مراسم عسكرية تكريمية في هذه المقبرة، في خطوة اثارت استياء الذين يتهمون الرئيس الاسبق بالفساد وانتهاك حقوق الانسان بشكل واسع.
وطلب اقرباء ضحايا حكومته من المحكمة العليا ان تأمر باخراج الجثمان لانهم لم يمهلوا الوقت الكافي للطعن في قرار هذه المحكمة السماح بدفنه في "مقبرة الابطال".
وقال ايدشل لاغمان محامي شقيق معارض لماركوس خطف وما زال مفقودا "كيف يمكن لرجل ارتكب عمليات نهب، لطاغية ومرتكب انتهاكات لحقوق الانسان ان يكون له شرف ان يدفن في نصب الرجال الطيبين؟".
وكانت المحكمة العليا وافقت قبل اسبوعين على قرار الرئيس رودريغو دوتيرتي بنقل رفات ماركوس الى "مقبرة الابطال" في مانيلا. ونقل رفات ماركوس الى مانيلا بتكتم شديد بهدف تجنب تظاهرات على ما يبدو.
وماركوس الذي انتخب رئيسا في 1965 واعيد انتخابه في 1969، اعلن حالة الطوارئ في 1972 وحكم الارخبيل لعقدين بقبضة من حديد حتى ثورة 1986 عندما نزل ملايين الاشخاص الى الشوارع في ثورة "قوة الشعب"، مما اضطره للفرار مع عائلته الى الولايات المتحدة.
والديكتاتور السابق متهم مع زوجته ايميلدا ماركوس ومقربين منه باختلاس عشرة مليارات دولار من خزينة الدولة، كما يقول محققو الحكومة ومؤرخون.
كما يتهم بانه يقف وراء انتهاكات واسعة لحقوق الانسان لابقاء سيطرته على البلاد. وتقول حكومات فيليبينية سابقة ان آلاف الاشخاص قتلوا في عهده.
وكان الرؤساء السابقون رفضوا السماح بدفن ماركوس بسبب الجرائم التي يتهم بارتكابها. وجثة ماركوس محنطة ومحفوظة في مقبرة في مقر العائلة في ايلوكوس نورتي بشمال الفيليبين.
وصنفت منظمة الشفافية الدولية في 2004 ماركوس في المرتبة الثانية بين القادة الاكثر فسادا في العالم.
وعادت عائلة ماركوس إلى الحياة السياسية اذ ان زوجته ايميلدا انتخبت في مجلس النواب لولاية ثالثة واعيد انتخاب ابنته حاكمة. اما ابنه فرديناند "بونغبونغ" ماركوس فاصبح عضوا في مجلس الشيوخ وكاد ينتخب نائبا لرئيس الدولة هذه السنة.
وطلبت جمعية اخرى للدفاع عن ضحايا الحكم الديكتاتوري لماركوس الاثنين من المحكمة العليا ملاحقة عائلة ماركوس والجيش لتسرعهما في دفنه.