بعد إعلان فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسيَّة في الولايات المتحدة الأميركيَّة، خيَّمت المخاوف على القادة الأوروبيِّين فيما يخصُّ مستقبل العلاقة بين أميركا وباقي الأعضاء الغربيين في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وذلك بسبب تصريحات سلبيَّة لترامب أثناء الحملة الانتخابيَّة حول الحلف، والذي يعتمد على قيادة وتمويل أميركا لعمليَّاته الاستراتيجيَّة. وهذا الحلف كان يقود الجهد العسكري للغرب في مواجهة حلف وارسو الذي كان يقوده الاتحاد السوفياتي، ومع تفكك الاتحاد السوفياتي وانتهاء الحرب الباردة، انهار حلف وارسو في 1991، وترك الميدان لانفراد الناتو.
ولكن في العام 2001 بادرت الصين وروسيا إلى تأسيس «منظمة شانغهاي للتعاون»، وضمَّت هذه المنظمة كلاًّ من الصين، روسيا، كازاخستان، قيرغيزيا، أوزباكستان، وطاجيكستان... وعلى رغم أنَّ أهدافها المعلنة تتمثَّل في مكافحة الإرهاب ومواجهة التطرف والحركات الانفصاليَّة، والتصدي لتجارة الأسلحة والمخدرات، إلا أنَّه يتردَّد أن هذه المنظمة ليست سوى نواة لتشكيل تحدٍّ مستقبليٍّ لحلف الناتو.
ويوم أمسِ، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنَّ تركيا قد تصرف النظر عن رغبتها في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، الذي يعرقل باستمرار محاولات دخول بلاده إليه، لتنضم إلى منظمة «شنغهاي». وعلى رغم أنَّ أردوغان تعذَّر بمماطلة الاتحاد الأوروبي في قبول عضويَّة بلاده، فإنَّ منظمة شنغهاي ليست تشكيلاً منافساً للاتحاد الأوروبي، وإنَّما لحلف الناتو، وفي حال انضمَّت تركيا إلى هذه المنظمة، فمن المُحتمل أنْ يتحرك حلف الناتو لفصل تركيا من الحلف؛ لأنَّه لا يمكن للاعب في فريق كرة قدم أنْ ينضمَّ الى فريق آخر لكرة القدم يتنافس في المجال نفسه أو الدورة نفسها.
كما أنَّه إذا صدقت أنقرة في رغبتها في الانضمام إلى منظمة «شنغهاي»، فإنَّ هذا سيؤدي إلى انتقال تركيا من إطارها الغربي إلى حلف ترعاه الصين مع روسيا، والأخيرة كانت حتى وقت قريب في حالة عداء مع تركيا بسبب إسقاط الطائرة الحربيَّة الروسيَّة على الحدود مع سوريَّة في نهاية العام الماضي. كلُّ هذه التقلبات في التصريحات ربما تتبعها قرارات فعليَّة، وهي بمجملها تُعتبر مؤشراً لمزيد من الهزَّات السياسيَّة التي تولّدها الاضطرابات الكبرى في المنطقة والعالم.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 5189 - الأحد 20 نوفمبر 2016م الموافق 20 صفر 1438هـ
تنبأت بهذا التطور في موقف أردوغان بعد الانقلاب الفاشل ضده والذي رعته دول حلف الناتو
لا أعتقد ذلك فهو سيخسر كثيرا بانسحابه من الناتو والانصراف عن الدول الغربية. إنها هو مجرد تهديد خاوى وخاصة بعد تأكيد فرنسا أن لا مكان لتركيا في أوربا.