تُعتبر مكتبة الكونغرس الأميركية هي الأكبر عالميًا، وتحوي أكثر من 160 مليون من الكتب والدوريات والمخطوطات، وغيرها من مصادر المعرفة، وهذا ما يؤكد المقولة القديمة بأن الكتب تحتاج إلى «عُمُرِ نوح ومالِ قارون وصبرِ أيوب». ولكن الخبر السار أن قِراءة كتاب واحد في كل باب تغني عمَّا سواه.

هناك أكثر من ألف كتاب -متوافر مجانًا على الإنترنت-، إذا قرأت أيًا منها أكثر من 5 مرات وبتمعنٍ، سيصبح هذا الكتاب من أهم الكتب التي قرأتها في حياتك، وسيُغنيك عن قِراءة العشرات من الكتب في هذا الباب، وسيكون من أكثرها نفعًا لك في حياتك المهنية والاجتماعية.

والسبب أنك في كل مرة تُعيد قِراءة الكتاب ستفهم منه أكثر وأكثر، وستتركز المفاهيم في عقلك، وستقترب من التطبيق لها، وهذا هو المُراد.

ولعل هذا هو أحد أسرار توجيه الديانات السماوية كافة مريديها على تكرار قِراءة كتبها المقدسة، وبصورة يومية ومتكررة، شريطة أن تكون قِراءة تدبر واعتبار، لا قِراءة من أجل البركة فحسب. اقرأ 10 كتب لمؤلف ما، وسيصبح هذا المؤلف من أفضل المؤلفين من وجهة نظرك.

اقرأ في مجال ما، 10 كتب فما فوق، وسيصبح هذا المجال هو الأهم والأفضل برأيك.

استخدم عطرًا ما، لمدة سنة أو أكثر، وسيصبح هذا العطر من أفضل العطور عندك، تعود شرب شراب ما، وسيكون أفضل الأشربة لديك، كما هي الحال بالنسبة لي، فأنا مُدمن كوكا كولا:

لقد لامني في حب كولا أقاربي

أبي وابن عمي وابن خالي وخاليا

يقولون كولا للحياة عـدوة

بنفسي كولا من عدوٍ وماليـا

مع الاعتذار لمجنون ليلى.

استمع لمقرئ قرآن مرات كثيرة، وسيصبح هذا المقرئ هو المفضل عندك.

استمع لإذاعة أو محطة تلفزة لفترات طويلة، وستصبح هي المفضلة عندك، كذلك برنامج ما ستدمن عليه بعد استماعك له 10 مرات أو أكثر.

ادخل لموقع ما على الشبكة العنكبوتية مرارًا وتكرارًا، وسيكون هو الأحظى عندك.

وبالنسبة لطلبة الجامعة؛ سَجِّل لأكثر من مقرر عند أستاذ معين، وسيصبح هو أُستاذك المفضل، لاسيما إذا مَنَحَكَ درجة «A» ، وكذلك هي الحال مع المُدربين؛ فلو حضرتَ أكثر من 3 دورات تدريبية عند مدربٍ مُعين، فستعشقه وتود أن تحضر المزيد من الدورات معه. ولكل منا خطيبُه المفضل، وواحد من الأسباب هو إدمانه الاستماع لهذا الخطيب.

ينطبق هذا على الأصدقاء وعلى اللباس والطعام والمقاهي والمطاعم والأماكن السياحية وغيرها.

فلكل منا أماكن معينة يعتبرها الأفضل، والسبب هو اعتياده عليها، ليس إلا.

وهذا يُعد تحذيرًا من إدمان ما لا ينفع، «يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون»، ففي الحديث الشريف عن الرسول الأعظم (ص) «ولَو أنَّ رَجُلاً أحَبَّ حَجَراً لَحَشَرَهُ اللهُ مَعَهُ».

وهذه بعض الكتب -على سبيل المثال لا الحصر- التي تُغني عمَّا سواها، نهج البلاغة، الصحيفة السجادية، غُرر الحِكَم ودُرر الكَلِم، جامع السعادات، المحجة البيضاء، مكارم الأخلاق، مرآة الكمال، وغيرها كثير. يحوي كل كتاب من تِلْكُم الكتب الكثير من الأفكار والمعلومات والنصائح التي تسمو بالإنسان إلى معارج الكمال، وأُكرِر أنَّ كتابًا واحدًا منها يَكفي ويُغني عن الجميع، باستثناء القرآن الكريم لما له من قداسة وخصوصية، فهو كلام الله سبحانه وتعالى، ومقارنة كلام الله جل جلاله بكلام خلقه، كمقارنة الله الكامل والمطلق بعباده المحدودين، لا تصح بحال من الأحوال.

خطبة المتقين للأمام علي (ع)، خطبة تتضمن أكثر من 300 سِمة وصفة من صفات المؤمنين المتقين.

أما إن كنت أخي القارئ الكريم ممن يفضلون قرءاة الكتب الورقية فعليك بمنشورات مكتبة جرير وكذلك مكتبة العبيكان، فقد ركزتا على ترجمة ونشر الكتب التي تُصَنَّفُ ضمن قوائم الكتب الأكثر مبيعًا في العالم، ولا يُضَمَّن الكتاب في تِلْكُم القوائم إلا إذا بيع منه مئات الآلاف من النسخ، ما يدل بوضوح عن عُلو محتواه وأهمية ما يحويه من معلومات وأفكار، وقد كفاك غيرُك مؤونةَ الفحص والاختبار وانتقى -نيابة عنك ومن أجلك-، أفضل الكتب.

وهذا رابط يرشدك إلى عشرات من الكتب التي تُعنى بالتطوير الذاتي والمهني، وأي منها يمكن أن يرتفع بمستواك إلى مراتب السمو والعُلا، ويرشدك إلى معالي الأمور، ويغنيك عمَّا سواه من الكتب في هذا الباب.

download-human-development-pdf-ebooks.com/99-1-library-books

وقد تسأل هل من الأفضل أن أقرأ 10 كتب قِراءة مَسْحية أم أن أقرأ كتابًا واحدًا قِراءةَ مُعمَّقة لخمس مرات أو أكثر؟

وأقول إن لكل خيار ميزاته، فالقِراءة المسحية تُوسِّعُ المدارك، وتُرشد إلى الكثير من المجاهيل، أمَّا القِراءة الواعية لكتابٍ واحدٍ قَيِّمٍ ولعدة مرات، فهي تقود إلى الفهم، ومن ثم إلى التطبيق، وهذا ما له أكبر الأثر في إحداث عملية التغيير، التي هي الهدف الرئيس من القِراءة والاطلاع.

كما أن المعلومات والأفكار تتكرر في معظم الكتب التي تندرج تحت تخصص واحد. فدِراسة كتاب في الاقتصاد -مثلًا أي كتاب مقرر للدراسة الجامعية ضمن مستوى Econ 101»»- في الغالب يحوي أكثر من 80 في المئة مما يحتاج المثقف الاعتيادي معرفته عن الاقتصاد. وهكذا هي الحال في بقية المجالات والتخصصات.

ومن هذه الكتب التي تكفي قِراءته عما سواه في بابه، كتاب «ابدأ بالأهم ولو كان صعبًا» لمؤلفه الكاتب والمدرب الأميركي الشهير بريان تريسي Brian Tracy، وهو الكتاب الذي سيُناقـــَش ضمن برنامج -مجموعات القِراءة- والذي سيُعقد في مقر «الجمعية الأهلية لدعم التعليم والتدريب» بمنطقة الجُفير بالمنامة، يوم السبت الموافق 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016.

هذا الكتاب يقع في 132 صفحة من القِطْع المتوسط، ويحوي خلاصة لأهم الأفكار الإدارية في التطوير الذاتي والمهني لكبار المؤلفين والمدربين الغربيين.

فلو أن إنسانا قرأ هذا الكتاب قِراءةً واعية 5 مرات أو أكثر، فسيَكتسب -وبكل تأكيد- مفاهيم متقدمة في التطوير الذاتي والمهني ستكون -حتمًا- خير عَونٍ له في حياته الشخصية والمهنية.

فإذا رغبت في الترقية السريعة في العمل، أو الارتقاء بعملك الخاص، والتخلص من المماطلة Procrastination وإنجاز الأعمال المتأخرة لديك، وخلق توازن بين عملك وبيتك ومجتمعك، والعيش بسلام وسكينة، وتوفير الوقت، والتخلص من القلق والضغوط النفسية، واكتساب الكثير الكثير من المهارات الحياتية والعملية، فما عليك سوى قِراءة الكتاب خَمْسًا، وتطبيق ما ورد فيه من نصائح ذهبية، لتكتسب جميع -أو بعض- ما ورد من فوائد، وأنا بذلك زعيم.

وهذه دعوة لك أخي القارئ الكريم أن تقرأ الكتاب وهو موجود على الرابط التالي: Http://ktaab.com/books/9930913/

ومِنْ ثَمَّ تَحضر (مجانًا) في الموعد المُحدَّد وهو التاسعة والنصف من صباح السبت 12 نوفمبر الجاري ولمدة ساعة ونصف، لحضور مناقشة الكتاب وإبداء رأيك -إن رغبت- في الكتاب وأفكاره، واستماعك لوجهات نظر المشاركين في المؤلِف والمؤلَف، فإلى اللقاء هناك يومئذٍ بإذن واحدٍ أحد.