(كلمة بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة بحق الصحافيين الموافق 2 نوفمبر/ تشرين الثاني العام 2016 )
إن الاعتداءات التي يتعرض لها الصحافيون تشكل انتهاكاً لحقوق الإنسان الواجبة للأفراد، وهي تقوّض حرية الإعلام والتعبير في مختلف المجتمعات. والإفلات من العقاب، الذي يزيد هذا الوضع المريع سوءًا، إنما هو ظاهرة متفشية. فمن بين حالات قتل الصحافيين التي وثقت على مدى العقد الماضي، والتي بلغ عددها 827 حالة، تُظهر المعلومات المتاحة أن نسبة من خضع من الجناة فيها للمحاسبة لم تتجاوز 8 في المئة.
وإنني لأثني على الشجاعة التي يتحلى بها جميع أفراد وسائط الإعلام الذين يخاطرون بحياتهم من أجل إظهار الحقيقة. وأدعو إلى اتخاذ إجراءات فورية تكفل إقامة العدل في حالات الاعتداء على الصحافيين أو التحرش بهم أو قتلهم.
وتعمل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) على حشد جميع الشركاء من أجل تنفيذ خطة عمل الأمم المتحدة المتعلقة بسلامة الصحافيين ومسألة الإفلات من العقاب. ويتوقف نجاح هذه المساعي على التعاون من أجل تهيئة ثقافة تسودها حرية التعبير، وتوقع فيها الجزاءات على من يعمدون إلى تقييد عمل الصحافيين ويعاقب فيها جميع من يعتدون عليهم.
وتحقيقاً لهذه الغاية، أدعو جميع البلدان إلى الاحتفال باليوم الدولي لمكافحة الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة بحق الصحافيين، من خلال اتخاذ إجراءات ملموسة تضمن أن يتاح لكل العاملين في وسائط الإعلام الحيز الذي يحتاجونه للعمل في منأى عن أي شكل من أشكال التحرش أو التخويف. وبذلك، نعزّز سبل حصول الجمهور على المعلومات، وهو أمر أساسي لبلوغ أهداف التنمية المستدامة. فالمشاركة الواعية من جانب الجميع في عمليات صنع القرار إنما تؤدي إلى النهوض بالتنمية المستدامة وبناء مجتمعات مستقرة وعادلة وقادرة على الصمود.
وسيجري تنظيم أنشطة لإحياء هذا اليوم في الكثير من بقاع العالم، بما في ذلك ميانمار التي ستحتفل رسمياً بهذا اليوم للمرة الأولى، في إطار انتقالها نحو الديمقراطية، وذلك من خلال مناقشات ستعقدها في المؤتمر السنوي لتطوير وسائط الإعلام. وفي الاتحاد الروسي، تتعاون منظمة اليونسكو مع اتحاد الصحافيين الروسي لدراسة الظروف السائدة وتكريم من ضحوا بحياتهم والتوعية بشأن إنهاء الإفلات من العقاب. وتشترك اليونسكو مع المسئولين في باكستان في مناقشة تركّز على تعزيز سلامة الصحافيين هناك. أما في تنزانيا، فتعمل اليونسكو مع المسئولين من أجل عقد حلقة عملٍ للإحتفال بهذا اليوم.
وإني أحثّ جميع البلدان على الاحتفال بهذا اليوم، خاصة حيثما كان الصحافيون معرضين للتهديد. فلنعقد العزم على بذل قصارى جهدنا للإسهام في إيجاد مناخٍ أكثر أماناً للصحافيين وتهيئة مجتمعات أكثر حرية للجميع.
إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"العدد 5172 - الخميس 03 نوفمبر 2016م الموافق 03 صفر 1438هـ
والدليل قضية فيصل هيات وإخوته ممن سبقه ممن اعتقلوا