ما أن دخلت قاعة الفعاليات في فندق جراند حياة - مسقط حتى جذبت الأنظار من جميع الحضور الذين ينتمون إلى قطاعات مختلفة، إلا أن عيون الإعلاميين لم تفارقها أبداً، وما أن تم دعوتها إلى المنصة حتى ساد الصمت الجميع مع أول كلمة نطقت بها.
هي دعاء السعود الشابة المصرية التي تقيم وتعمل في سلطنة عمان، ناجية من السرطان وتسعى حالياً إلى نشر رسالة توعية واعية للمرضى والمجتمع للتعايش مع مرض السرطان، وإن عليهم تحدي ذواتهم وجعل هذا المرض سبباً في تحول حياتهم إلى تجديد هادف لأنفسهم وللآخرين. تتحرك بنشاط وقوة وثقة رغم أن الشعر لا يغطي رأسها، فقد تساقط جراء العلاج الكيمائي.
«الوسط الطبي» التقتها في العاصمة العمانية مسقط، وأجرت معها لقاءً حصرياً على هامش فعاليات الجمعية العمانية للسرطان والذي استضاف دعاء لتقدم تجربتها للمشاركين.
تعرفنا في اللقاء التالي على قصة الأمل الذي قاد الحياة:
بدايةً، عرفينا على نفسك؟
اسمي دعاء السعود، فتاة مصرية أبلغ من العمر 30 عاماً أعمل مضيفة جوية وأسكن حالياً في سلطنة عُمان.
متى اكتشفت إصابتكِ بالسرطان؟
اكتشفت إصابتي بسرطان الثدي، وسرطان الغدد اللمفاوية في يوليو من العام الجاري، ورجح الأطباء أن سبب الإصابة وراثي فقد أصيبت والدتي به أيضاً.
كيف اكتشفت الإصابة به؟
كنت أعيش حياتي بشكل طبيعي ما بين العمل والإلتقاء بالأصدقاء متمتعةً بالحياة في هذه المرحلة من عمري. حتى ظهر ورم في صدري فاعتقدت أنه ورم عادي. راجعت على إثره الطبيب الذي حثني على الخضوع لعملية في أقرب وقت ممكن لإزالته. وعلمت أنه ورم سرطاني.
صُدِمت ولم أكن أعتقد أن سرطان الثدي يصيب النساء في هذه السن المبكرة من المعروف أن عوامل خطورة الإصابة بسرطان الثدي ترتفع عند بلوغ النساء الخمسين عاماً] وقفزت صورة أمي لعقلي وقلبي، فقد أصيبت بسرطان البنكرياس وتوفيت بسببه، وذكرتُ حالتها وترديدها بأنها فقدت الأمل واستسلمت للمرض، إذ لم تتابع العلاج الكيميائي. وتأثرتُ كثيراً لرؤية السرطان يسلب أمي الأمل ومن ثم روحها.
بعد اكتشافي للمرض كان أصعب شيء عليّ اخبار أهلي والأصدقاء باصابتي في وقت لم نتجاوز فيه مأساة فقد أمي.
صارعتني هواجس كثيرة واعتقدت أن حياتي توقفت، وأني خسرت كل شيء صحتي، حياتي الاجتماعية، ووظيفتي، ومستقبلي.
توكلت على الله وقررت الدفاع عن حياتي والخضوع للعلاج الكيميائي، الصدمة جعلتني أدرك أني امرأة قوية وأحب أن أعيش حياة أطول في صحة وعافية. وتيقنت بأن الله لن يخذلني.
تجربة قررت خوضها وصورة أمي لم تبارحني، ودعمني الأهل والأصدقاء في مسيرة لم تفارقني فيها الابتسامة للوصول لهدفي.
ما هي التحديات التي واجهتكِ في رحلة العلاج؟
التحدي الأكبر هو التعايش مع المرض، وقبول العلاج الذي سيؤدي لتغيرات جسدية قد تحدث تأثيرات نفسية من شأنها أن تفقد الشخص ثقته في نفسه أبرزها فقد الشعر الذي يعد تاج جمال المرأة].
ومن التحديات أيضا ضبط حياتي الاجتماعية لتتناسب مع وضعي الصحي من خلال ممارسات عديدة أبرزها تجنب مخالطة الأشخاص المصابين بالأمراض حتى لا أصاب بالعدوى لأني عرضة للإصابة بها بسبب انخفاض المناعة في جسمي بسبب العلاج الكيميائي.
واضطررت لتعديل نظامي الغذائي ليكون صحياً أكثر، فقاطعت الحلويات، واللحوم الحمراء، والوجبات السريعة، وكذلك الملح.
وأصعب ما واجهني هو التوقف عن العمل أثناء العلاج لأني أحب عملي، وشخصيتي نشطة جداً.
بماذا واجهتِ المرض؟
الإيجابية، فهي الطريقة المُثلى لمحاربة السرطان، وكان إيماني بالله يعطيني القوة والصبر. وساعدني المحيطين بي ودعموني وآمنوا بقدرتي على التغلب على المرض وساهموا في تغلبي على الآلام.
كيف تقيمين حجم التثقيف الصحي بأمراض السرطان؟
في اطلاعي وجدت الكثير من الناس ترغب في عرض خبراتها حول السرطان لتوعية الآخرين. ولمستُ نمواً في معرفتي بالمرض من خلال التعليم الذاتي بالإطلاع على المعلومات الموجودة في الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
ولا أنسى دور جمعية عُمان للسرطان الفعّال والكبير في تثقيف الناس بالأورام السرطانية.
هل شعرت بالحرج بعد فقدكِ شعركِ؟
أبداً لم أشعر بالحرج على الإطلاق. بل وجدت منظري أبلغ وسيلة يمكن أن تلهم المصابين بالسرطان خصوصاً الآخرين بأنه يمكن الشفاء من الأورام السرطانية. وهي وسيلة لجعل المجتمع يتقبل المرضى المصابين بالسرطان بغض النظر عن تأثيراته الجسدية عليهم.
هل وجدتِ في أعين الناس نظرات عطف تجاهكِ؟
لا نستطيع وصفها بنظرات عطف، والأدق هي نظرات تظهر الحب والرعاية تجاهي، وهذه المشاعر الطيبة تجعلكِ محبوبةً بين الناس.
كيف ترين نفسكِ الآن؟
أصبحت أكثر قوة وصبراً وتسامحاً، بدأت أشعر بقيمة حياتي وصحتي، وصرت أكثر اتصالاً بذاتي.
ماذا تقولين للنساء؟
أحث كل امرأة على إجراء فحوص الثدي الذاتية في المنزل، والانتظام في إجراء الفحوص الطبية، وبالأخص لمن لديهن مصابات في العائلة. وأعتقد أن اتباع أنظمة غذائية صحية كفيلة في الحفاظ على الصحة.
حالياً أتلقى العلاج والرعاية الصحية في مسقط، وألمس حراك الجمعية العُمانية للسرطان لدعم ومساعدة الجميع في التعريف بالسرطان، من خلال المحاضرات في المدارس والجامعات.
وتساهم الجمعية في رفع الوعي وكذلك تقديم عروض الفحص بالتصوير الإشعاعي للثدي «الماموغرام» بالمجان. والجمعية تنشر رسالتها في كل أرجاء السلطنة.
هل من كلمة أخيرة؟
رسالتي هي الأمل، فيجب أن لا نفقد الأمل وأن نثق بالله وكذلك في أنفسنا، ويجب التمسك بالحياة من أجلك ومن أجل الأسرة والأصدقاء. وأدعو الجميع لدعم مرضى السرطان واحترام مشاعرهم وتفهم حالتهم، ومقابلتهم بالحب والرعاية.
أما رسالتي للمصابين بالأورام السرطانية فهي يجب أن يتذكروا بأن الإصابة بالمرض مرحلة في العُمر وستمضي لتبقى في الذاكرة قصة كفاحٍ من أجل الحياة. واستلهمت من هذه التجربة القاعدة التالية «أنا أحارب وأنت تحارب من أجل الحياة».
العدد 5167 - السبت 29 أكتوبر 2016م الموافق 28 محرم 1438هـ
الله يصبرك....فعلا انها من أحسن المضيفات اخلاقا...الله يشفيكي ويشفي جميع المسلمين.....حمود الحارثي
بجد بنت تدي درس في الإيمان بالله و الإرادة و الثقة بالنفس ليكي يا بنتي كل التقدير و الاحترام و الدعاء بالشفاء و اكيد ربنا هايكون جنبك و بيرعاكي و هايشفيكي ان شاء الله
الله يحفظك يارب مثل القمر ما شاء الله واجمل من القمر اتمنى لك الشفاء وايظا اتمنى الشفاء الي بنتي وولدي الحمدلله على كل اللهم اشفى جميع مرض المسلمين بارب العالمين اللهم امين
دعاء انسانه قويه لطالما كانت و ستظل و باْذن الله سوف يكتب لها الشفاء التام،كإمراه و وأم انا أحييكي يا دعاء ،وتذكري دايما انتي اجمل الجميلات ،،شخصيا انا احييك ع الاراده و القوه،كي مني كل الدعاء والتشجيع يا دعاء بالشفاء التام ،انتي مثال يحتذى به
لقاء عفيفي
دعاء انسانة اكثر من رائعة و تملك روح المحاربين و انا متأكدة انها سوف تنجح اما بالنسبة لتاج الجمال فالإنسان لا يقيم بشعره لان نماتمامه دعاء لا تملكه اصحاب الشعور الطويلة.