ها هي الصحافة القطرية، تنبؤنا بما لم يدر في خلدنا الآن. أو بما لم يدر في حلمنا أو منامنا. تحيطنا علماً بما أعلنه الديوان الأميري القطري: «بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ينعى الديوان الأميري فقيد الوطن المغفور له بإذن الله صاحب السمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، الذي وافته المنية مساء الأحد الموافق 23 أكتوبر 2016م عن عمر يناهز 84 عاماً». ليصحب ذلك البيان الأميري، أمر أصدره حفيد الراحل الأمير الثامن لدولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بإعلان الحداد العام في كل أنحاء الدولة لمدة ثلاثة أيام.
صمت الخبر، وأخذ ينصت إلى القلم والورق والذاكرة التاريخية:
هو الشيخ خليفة بن حمد بن عبدالله بن قاسم بن محمد آل ثاني، الأمير السادس لدولة قطر: (22 فبراير/ شباط 1972م - 27 يونيو/ حزيران 1995م). هو المولود في «الريان» 17 سبتمبر/ أيلول 1932م، والمتوفى في الدوحة 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2016م... وبين الولادة والوفاة، ثمة مهمات نفذت، ومناصب تقلدها الراحل طيلة رحلته الحياتية، مشت في سيرها على نحو متصاعد كالتالي: قائداً لقوات الأمن ومسئولاً عن المحاكم المدنية في دولة قطر، ثم نائب حاكم الدولة في 24 أكتوبر 1960م، فوزير المالية في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 1960م، ثم أول رئيس للوزراء في 29 مايو/ أيار 1970م، إضافة إلى منصبه كوزير للبترول واحتفاظه بمنصبي نائب حاكم الدولة ووزارة المالية. وفي 3 سبتمبر 1971م، أعلن خطاب استقلال قطر عن الاستعمار البريطاني، وملغياً معاهدة العام 1916م. في 21 فبراير 1972م تولى منصب رئيس مجلس استثمار احتياطي الدولة، وفي 22 فبراير 1972م تولى مقاليد حكم دولة قطر، ليكون أميرها السادس، وفق شجرة الحكم القطرية التالية: (الشيخ محمد بن ثاني: 1850م - 18 ديسمبر 1878م، الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني: 1878م - 17 يوليو 1913م، الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني: 1913م - 20 أغسطس/ آب 1949م، الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني: 1949م - 24 أكتوبر 1960م، الشيخ أحمد بن علي آل ثاني: 1960م - 22 فبراير 1972م، الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني: 1972م - 27 يونيو 1995م، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني: 1995م - 25 يونيو 2013م، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني: 2013م – حتى الآن).
نعم، صمت خبر الرحيل الجسدي لأمير دولة قطر الأسبق، ليأخذ بالإنصات إلى القلم الذي أخذ بالهمس في أذن الورق الذي يستمد بياناته من ذاكرة تاريخية لا تغيب عن الزمان والمكان:
في بداية عهده تمت إقامة علاقات دبلوماسية مع عدد من الدول على مستوى السفراء لأول مرة، وفي عهده ساهمت قطر العام 1981م بتأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وشارك الجيش القطري في حرب تحرير الكويت بقوات برية وبحرية وجوية تمثل 23 في المئة من إجمالي القوات المسلحة القطرية، فشاركت القوات البرية في معركة الخفجي، كما نفذت القوات الجوية أكثر من 60 مهمة جوية.
وفي عهده زاد إنتاج قطر من البترول نتيجة لزيادة عدد اتفاقيات الشراكة في الإنتاج والتي وقعتها الحكومة مع عدد من شركات النفط الأجنبية، إذ أبرمت «اتفاقيتا مشاركة» في الإنتاج مع شركة «ستاندارد أويل أف أوهايو» في يناير/ كانون الثاني 1985م، ومع «أموكو» في فبراير 1986م، كما أبرمت اتفاقية أخرى مع شركة «ألف أكتين» الفرنسية، وتم تصدير أول شحنات الغاز الطبيعي في أواسط العام 1991م من «حقل الشمال»، ثاني أكبر حقل منفرد للغاز غير المصاحب في العالم، واحتياطيه المثبت نحو 500 تريليون قدم مكعب.
نعم، هكذا صمت خبر الرحيل الجسدي لأمير دولة قطر الأسبق: (الشيخ خليفة بن حمد بن عبدالله بن قاسم بن محمد آل ثاني)، بعد مسيرة سياسية واقتصادية واجتماعية كمواطن من دولة قطر وحاكم لها.
هكذا وُلِدَ، وهكذا انتقل إلى الرفيق الأعلى، لتتوشح «قطر» الخليج، «قطر» المحبة، «قطر» الأرض والدولة والوطن، برداء الحزن لفقيد جدها وسادس أمرائها وولي أمر حكمها الأسبق، لتعلن منطقة الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية وداعها لواحدٍ من سياسييها العرب العظام: «رحمه الله، وطيب ثراه، وجعل قبره روضة من رياض الجنة».
إقرأ أيضا لـ "عبدالله السبب"العدد 5167 - السبت 29 أكتوبر 2016م الموافق 28 محرم 1438هـ
انقلبوا عليه حتى طواه النسيان و لم نسمع لك او لغيرك صوتا . و الٱن صار من العظام . و لا تصدق أنه مات !!!! يا أرباب الجبن و نسل النفاق .
عجبا " لماذا لم يدر في حلمنا أو منامتا " تقصد حلمك و منامك . أليست نفسه ذائقة الموت ؟؟؟؟ لا ... أنه ميت !!!