العدد 516 - الثلثاء 03 فبراير 2004م الموافق 11 ذي الحجة 1424هـ

هل أصبح المدرس الحلقة الأضعف لدى إدارات المدارس؟

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

عندما كنا صغارا كان الأستاذ يمثل لنا كل شيء، نقوم له، نحترم فيه تضحيته لأجلنا وكنا دائما ما نردد بيت شوقي:

قم للمعلم وفِّه التبجيلا

كاد المعلم أن يكون رسولا

كانت عيوننا لا ترتفع أمام عينيه لأنه كان بالنسبة الينا المثال والقدوة. قد يخطئ أحيانا، قد يقع تقصير هنا أو هناك في عدم ايضاح درسٍ من الدروس، أو ... لكن كل ذلك لا يمنعنا من ان نحترمه، كان المدرس في مدارس البحرين سابقا له قدسية خاصة، واحترام خاص لذلك نشعر ان كل هذا الاحترام لا يذهب عبثا، جاء بنتائجه، فغالبية من تعلم على يد مثل هؤلاء الأساتذة أصبحوا أساتذة وذوي شهادات عليا وأصبحوا منتجين في مجتمعاتنا.

لكن ما أشعره الآن أن المدرس أصبح الحلقة الأضعف في القطاع التعليمي، فهو دائما ما يدفع الثمن في غالبية القضايا. طبعا هذا لا يعني أنه لا يوجد معلمون أساءوا إلى مهنة التدريس، ولكن ما أعتقده ان المدرس في الاعم الأغلب أصبح الورقة الخاسرة. لقد قل الاحترام للمدرس هذا ما لحظته عبر عدة قضايا، فحتى المدرس المحترم والكفء أصبح عملة رخيصة في عرف بعض المديرين وبعض إدارات مدارسنا التي فاضت روائح بعضها حتى وصل إلى الصحافة.

قبل شهرين حدثت واقعتان في مدرسة واحدة من مدارس المنطقة الشمالية وكلتاهما تشيران إلى ما أشرت اليه من حديث في بداية المقال، سأستعرض واحدة أما الأخرى فسأتركها لأعلم إلى اين تنتهي لانها وصلت إلى وزارة التربية وسنتابع كيف سيتم التعاطي معها وخصوصا أن ادلتها بين يدي حتى ورقة والد التلميذ الذي أرسلها إلى الوزارة ومن خلالها سأضع الشارع البحريني أمام قضية لو قرأوها وعرفوا تفاصيلها قد تعلن جرس إنذار خطير.

القضية الأولى:

تغيب التلميذ عن المدرسة في يوم من الأيام. فأخطرت إدارة المدرسة والد الطفل بتغيب التلميذ، الأب بدوره مسك ابنه فسأله عن سر غيابه... أجاب: «ابي انا لم أكن غائبا كنت في المدرسة وقد حاصرني أحد الأساتذة في إحدى الغرف المعزولة من الحصة الثانية إلى السادسة» جن جنون الاب... وذهب مفزوعا في اليوم الثاني إلى المدرسة باحثا عن هذا المدرس وخصوصا أن كلام الطفل كان يحمل ايحاءات لا تخلو من اشارات اتهام لا تحتاج إلى عمق ذكاء لمعرفتها... اصر الاب على المدير لمعرفة هذا الاستاذ... المدير سأل التلميذ: هل انت متأكد فكان الطفل مصرا على ما طرحه واخذ يسرد مواصفات هذا المدرس... رجل طويل، يلبس الثوب والعقال و...، المدير المحترم استشاط غضبا فأراد أخذ التلميذ مع ابيه ليمرره على كل المدرسين فيختار من يريد منهم أو على حد زعمه «من قام بمحاصرته لحاجة في نفس يعقوب، ما أنقذ الموقف هو تدخل أحد الإداريين من المدرسة ذاتها إذ قال للمدير: «اني اعرف تلميذا صديقا لهذا التلميذ والغريب انه تغيب في اليوم ذاته» جيء بالتلميذ الآخر وسئل عن سر غيابه في ذلك اليوم فأجاب: «نعم كنت غائبا وكان برفقتي صديقي (...) وكان يشير إلى الطفل المدعي». الطفل صاحب القصة انهار أمام الإدارة وأمام ابيه قائلا: «نعم انا كنت غائبا وذهبنا إلى الحديقة المائية وكل ما قلته من ان مدرسا حاصرني و... كان كذبا» فتأثر الجميع.

الخبر تسرب إلى المدرسين الذين يعانون من سوء تعامل من الإدارة ذاتها ويعيشون أزمة علاقة وعدم قبول من هذه الإدارة... تأثروا لسماعهم هذه القصة وكيف أنهم كانوا سيوضعون في موقف حرج لا يحسدون عليه لو مرر الطفل عليهم ولو أنه اختار له ضحية من بينهم. السؤال: هل كان موقف المدير سليما، وماذا سيحدث لو ان هذا الإداري لم يتدخل في اللحظات الأخيرة وأمسك بالخيط الذي قاده إلى كذب الطفل؟ المدرس هو الحلقة الأضعف في بعض مدارسنا، والسؤال يبقى: أين هي وزارة التربية؟ لاشك ان بعض القراء يريد معرفة القصة الخطيرة الأخرى. لن أتحدث عنها الا عند معرفة حكم المحقق المصري، فان تمَّ بإنصاف سنغلق الملف والا فسأسرد كل ما لدي بما في ذلك الأدلة القطعية بما فيها رسالة الأب التي تكشف خطورة ما جرى

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 516 - الثلثاء 03 فبراير 2004م الموافق 11 ذي الحجة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً