إلهي هل عليَّ أن أقولب في الظلام بينما تمر على أذني أصوات أعجز كثيراً عن فهمها؟!
أسمع الآن صراخ أمي مرعوباً فأنا أتدحرج بعنف بين أحشائها... هل طرحها أحدهم أرضاً؟ من فعلها؟
إنها تبكي كثيراً! يا إلهي ما الذي يجري؟ وما هذا الضجيج الهائل؟
لا زلت أسمع تأوه أمي مشدوهاً...
بني لا تمت أتوسَّلك بني... سنفرُّ من هذا الجحيم... أعدك... لا تمت!
حركت قدماي بقوة لتدرك أني حيٌّ أرزق...
من فعلها بأمي رباه؟! أهو أبي؟! جعلتني قادراً على السمع فقط! أخبرني بما يجري أو اجعلني أبصر!
ضجيج آخر يخترق الجدار لا أعلم ماهيته... ما أعلمه أن صوت أمي غاب
وتعالت أصوات كارثية أخرى.
- أنقذونا... توقفوا عن قتلنا... لا نملك السلاح!
- أترك ابني... لا أرجوك...
- لنهرب من هنا...
أين غابت أمي؟ يا إلهي هل أصابها مكروه؟ ركلتها بشدة وبسرعة من يود الخروج للنور...
آه بني... كفى... أنت تؤلمني... لن ألدك الآن... آه انتظر ريثما يغادر هؤلاء القتلة... آه... أرجوك...
لم أحتمل تأوّهاتها فتوقفت عن ذلك...! لا شيء يهدّئ روعي الآن سوى الهدوء الذي عمَّ قبل ساعتين من الآن وإيقاع خطى أمي البطيئة السريعة نحو جهة لا أعلمها...
اصعدي سيدتي ستكونين بأمان...
إلى أين ستصعدين يا أمي؟ ما أعلمه من أبجدية الصعود هو صعود الغداء إلى خلاياي والصعود إلى الله... أيهما تقصدين أمي؟
شيء ما يغمرني الآن... تُرى هل سال ماء المشيمة؟
أمي إنني أختنق...!
أ
م
ي...
- صغيري! هذا البحر القاسي يأخذنا نحو السماء!
المشاركات قليلة جدا!!!!! هل يعقل مشاركتين فقط في فئة الكتاب العرب ومن قطر واحد?
رائعة .. لكن لو أثريتي النهاية ببعض العبارات التوضيحية لكانت أجمل وأكثر تأثيرا
هذه مناجاة.... أعتقد أن حرية الكتابة المطلقة قد حدت من تطور القصة القصيرة في الوطن العربي، فالهروب من تكاليف القصة ومطلوباتها، عمل على إقحام العديد من أنماط الكتابة في دائرة القصة القصيرة... هناك شبهة سردية فيما نُشر من نصوص حتى الآن لكنها مباشرة.