تفكك شرطة الهند حاليا شبكة ضخمة للاحتيال الهاتفي في غرب البلاد تدرب عناصرها على اتقان الانكليزية باللكنة الاميركية ونفذوا عمليات نصب بمئات آلاف الدولارات طالت اميركيين بعدما ادعوا أنهم عناصر من السلطات الضريبية.
ولا يزال أكثر من سبعين شخصاً معتقلين بعد سلسلة مداهمات للشرطة خلال الشهر الجاري في مدينة بومباي العاصمة الاقتصادية للهند. غير أن السلطات تشتبه بضلوع ما لا يقل عن الفي شخص بدرجات متفاوتة في هذه العملية.
وقد ادعى اعضاء الشبكة أنهم عناصر من دائرة الايرادات الداخلية (آي ار اس)، وهي الهيئة الضريبية في الولايات المتحدة، واتصلوا بمكلفين اميركيين مطالبين اياهم بأموال بحجة تسديد متأخرات ضريبية متوجبة عليهم، وفق الشرطة.
وكانت عملية النصب هذه المستمرة منذ أكثر من عام تدر يوميا أكثر من عشرة ملايين روبية (150 الف دولار) وفق المحققين.
وقال باراغ مانيري نائب مفوض الشرطة في ثانه وهي احدى ضواحي بومباي ومركز عملية الاحتيال هذه، لوكالة فرانس برس "إنها احدى اكبر عمليات الاحتيال التي كشف عنها اخيرا في بومباي".
وفي الرابع من تشرين الاول/اكتوبر، ادت مداهمات للشرطة على مراكز اتصالات عدة في ثانه الى توقيف ما لا يقل عن سبعمئة موظف. وتم اطلاق سراح اكثرية هؤلاء بانتظار استكمال التحقيقات.
ولفت مفوض الشرطة في ثانه بارامبير سينغ لوكالة فرانس برس الى ان "ثمة اسبابا تدفعنا الى الاعتقاد بأن عملية الاحتيال هذه تمتد على الهند بأسرها".
وتجري حاليا عمليات بحث لتوقيف الرأس المدبر المفترض للعملية ساغار ثاكار الملقب بـ"شاغي" وهو شاب في الثالثة والعشرين من العمر متحدر من مدينة احمد آباد في ولاية غوجارات المجاورة.
وبحسب السيناريو الموضوع من المحققين، درب المسؤولون عن هذه العملية موظفيهم على التحدث بلكنة اميركية قبل مباشرتهم بمهامهم.
ولفت مانيري لوكالة فرانس برس الى ان "التوظيف كان مهمة سهلة اذ كانت توزع منشورات عن وظائف جديدة شاغرة وتقدم الترشيحات خصوصا من اشخاص توقفوا عن تحصيلهم الدراسي".
وكان بعض الضحايا يتلقون تهديدات بإيداعهم السجن مباشرة إذا لم يدفعوا الاموال المترتبة عليهم، سواء عبر تحويل مصرفي او من خلال شراء بطاقات مصرفية مدفوعة مسبقا يتم تزويد الجهة الضالعة بالاحتيال بأرقامها.
ونفذت الجهة الضالعة في هذه الارتكابات عملياتها بإتقان اذ انها كانت تتصل من ارقام هاتفية عليها رمز التخابر الدولي للولايات المتحدة. كذلك كانت تقنيتهم محبوكة بعناية لدرجة ان الضحايا كانوا يزودون بأرقام حقيقية لبطاقات تعريفية لموظفي الهيئة الضريبية الاميركية.
عمل ليلي
وحذرت الهيئة الضريبية الاميركية خلال السنوات الاخيرة من عمليات احتيال تطال دافعي الضرائب في الولايات المتحدة. وبحسب وسائل اعلامية اميركية، فإن شبكات احتيالية عدة من هذا النوع تتخذ مقرا لها في الهند.
وفي كانون الثاني/يناير، اعلنت الحكومة الاميركية تحديدها هويات خمسة الاف شخص تعرضوا لعمليات ابتزاز مماثلة ودفعوا حوالي 26,5 مليون دولار منذ تشرين الاول/اكتوبر 2013.
وكان اعضاء الشبكة الاحتيالية الجاري تفكيكها يعملون خلال الليل تماشيا مع فرق التوقيت مع الولايات المتحدة.
وكان جزء من الموظفين مكلفين اجراء اتصال اول مع الضحايا في حين اوكل آخرون بالتدخل لـ"انجاز العملية".
وكانت احدى ضحايا هذه العمليات الاحتيالية قد ابلغت قناة "ان بي سي" العام الماضي انها شعرت بـ"الاحراج والذنب والخجل" بعدما ادركت انها وقعت ضحية خداع.
وعلى إثر مداهمة الشرطة في ثانه، حصلت مداهمات اخرى في مدن مختلفة في غوجارات، بحسب مسؤول في الشرطة طلب عدم الكشف عن اسمه.
وفي الانتظار، لا يزال "شاغي" العقل المدبر المفترض للعملية طليقا. وتخشى الشرطة أن يكون قد غادر الهند الى وجهة خارجية يرجح ان تكون دبي.
ويبدو أن هذا الشاب لم يكن يعتزم التوقف في منتصف الطريق اذ "كان ينوي فتح خمسة مراكز اتصالات اضافية بحلول كانون الاول/ديسمبر" وفق ضابط في شرطة احمد آباد.