شنّت إيران حملة عنيفة على وزير الخارجية الأميركي جون كيري، مشددة على وجوب «إجبار» الولايات المتحدة على «التزام تعهداتها» الواردة في الاتفاق النووي المُبرم بين طهران والدول الست.
وكان كيري قال لمجلة «فورين أفيرز» إن الولايات المتحدة بذلت جهوداً أكثر مما يجب، لطمأنة «المصارف التي تمتنع عن التعامل مع إيران، لأسباب كثيرة». وأضاف: «رفعنا كل العقوبات التي كنا اتفقنا على رفعها، لكن هناك مشكلات أخرى. حين تتدخل إيران في اليمن وتدعم (الرئيس السوري بشار) الأسد وحزب الله (اللبناني)، وتطلق صواريخ يعتبر العالم أنها تشكّل خطراً، هذا يُعقّد الجهود إلى حد بعيد».
واستغرب عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، «مزاعم» كيري، واعتبرها «خاطئة ومغلوطة» و»ذريعة لتنصُّل بلاده من تنفيذ التزاماتها إزاء الاتفاق». وأضاف: «قلنا بوضوح خلال المفاوضات النووية، إن المسائل الأمنية والباليستية والدفاعية وسياستنا الإقليمية، ومبادئ الثورة (الإيرانية) وقيمها، غير قابلة للتفاوض وليست مرتبطة بالمفاوضات النووية. وليس مقبولاً أن يتحدّث كيري الآن عن شروط جديدة».
وتابع عراقجي أن «كيري والمسؤولين الأميركيين والأوروبيين الذين يطلقون مزاعم مشابهة بأنهم طبّقوا التزاماتهم، ينسون أن هذه الالتزامات لا تنحصر في إلغاء العقوبات أو تجميدها أو تعديل قوانينهم، بل كذلك ضمان وتسهيل وصول إيران إلى أسواق المال والمصارف والطاقة والتكنولوجيا والتجارة». وزاد: «إذا ذهب كيري إلى أوروبا وتحدّث إلى مالكي المصارف، فإن ذلك يأتي في إطار التزامات أميركا في الاتفاق النووي». واعتبر أن واشنطن «لم تعمل بنيات حسنة، ويجب إجبارها على التزام تعهداتها في الاتفاق».
أما الجنرال مسعود جزائري، نائب رئيس الأركان الإيراني، فأكد أن بلاده «لن تسمح لأميركا بأن تبرّر تملّصها وعدم وفائها في تطبيق الاتفاق، بالقضايا الدفاعية في إيران ومسائل ترتبط بمصالح محور المقاومة وأهدافه». واعتبر أن «عقدة كيري إزاء القوة الدفاعية الإيرانية، لا يمكنها تسوية مشكلات البيت الأبيض وأزماته».
إلى ذلك، بدأ الجيش الإيراني مناورات جوية في إقليم أصفهان تستمر ثلاثة أيام وتشارك فيها مقاتلات وطائرات استطلاع وطائرات بلا طيار. ولفت الجنرال مسعود روزخوش إلى أن التدريبات «لن تكشف سوى أجزاء من قدرات حماية المجال الجوي» لإيران، مضيفاً أن «التدريبات هدفها التصدي لأي هجوم جوّي يشنّه العدو».
في غضون ذلك، بثّ موقع «ميزان» التابع للقضاء الإيراني تسجيل فيديو يظهر فيه للمرة الأولى رجل الأعمال الإيراني - الأميركي سيامك نمازي الذي تحتجزه طهران منذ سنة.
ويتضمّن التسجيل، ومدّته دقيقة، مونتاجاً للقطات تُظهِر طائرة استطلاع إيرانية تحلّق فوق حاملة طائرات أميركية، وبحارة أميركيين جاثمين بعدما احتجزهم «الحرس الثوري» لفترة وجيزة مطلع السنة. كما يُظهِر جواز السفر الأميركي لنمازي، وبطاقة هوية له أصدرتها دولة الإمارات، ومقطعاً له في قاعة مؤتمرات، رافعاً ذراعيه.
وفي نهاية التسجيل، تظهر صورة ثابتة للنائب الأميركي إد رويس، وهو جمهوري من ولاية كاليفورنيا يرأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، كان رأى في اعتقال نمازي «أحدث واقعة على ازدراء أميركا».
وسيامك نمازي هو نجل باقر نمازي، وهو ممثل سابق لـ «يونيسيف» كان حاكماً لإقليم خوزستان الغني بالنفط في إيران خلال عهد الشاه. وأوقف باقر نمازي في إيران أيضاً، بعد استدراجه كما يبدو في إطار قضية اعتقال ابنه.
وتواصل قوات الأمن الإيرانية استهداف مواطنين يحملون جنسية مزدوجة، وأي شخص مرتبط بعلاقات مع الغرب، بعد إبرام الاتفاق النووي. وبين هؤلاء الإيراني - الأميركي روبن شاهيني، والبريطانية - الإيرانية نازنين زاغري - راتكليف، واللبناني نزار زكا الذي يحمل بطاقة إقامة دائمة في الولايات المتحدة.
لن تفي أمريكابإلتزاماتهاوستظل تماطل وتسوف لأنها حسوده
ليس لأنها حسودة، بل لانها متجبرة و من يقودها شركات رأسمالية.