دعا قسم من كبار المانحين من الحزب الجمهوري أمس الخميس (13 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) إلى التخلي عن المرشح الرئاسي دونالد ترامب بعد سلسلة الاتهامات الموجهة اليه بتحرشات جنسية، حسبما أوردت صحيفة "نيويورك تايمز".
ونقلت الصحيفة عن مانحين من الذين قدموا ملايين الدولارات الى الجمهوريين بان الفضيحة المحيطة بقطب الاعمال تهدد بإلحاق أضرار دائمة بالحزب اذا لم يتخل عنه، مما يسلط الضوء على مدى عمق الانقسامات في أوساط الجمهوريين.
وتعرضت حملة ترامب لضربة قوية مع نشر فيديو يعود الى العام 2005 تباهى فيه ترامب بسلوك يمكن تصنيفه كاعتداء جنسي مستخدما ألفاظاً بذيئة.
وعلق رجل الاعمال من ميزوري ديفيد همفريز بالقول لصحيفة "نيويورك تايمز"، "في مرحلة ما عليك ان تنظر في المرآة وتقر بانه ليس من الممكن تبرير دعمك لترامب امام ابنائك". تقول الصحيفة ان همفريز كان ساهم باكثر من 2,5 ملايين دولار (2,3 ملايين يورو) في السنوات الاربع الاخيرة.
كما قال المستثمر من نيويورك بروس كوفنر في رسالة الكترونية إلى الصحيفة "انه ديموغاجي خطير، ليس قادرا ابدا على تحمل مسؤوليات رئيس الولايات المتحدة".
واضاف في رسالته "حتى الاوفياء يصلون إلى نقطة معينة لا يعود من الممكن بعدها التغاضي عن الاخطاء الاخلاقية الواضحة لمرشح ما"، وقال "هذا الخط تم تجاوزه بوضوح".
انقسامات متزايدة
تشمل الانتقادات ايضا المسؤولين الجمهوريين الذين يواصلون دعم ترامب على غرار رئيس الحزب رينس برايبوس.
وقال المستثمر من كاليفورنيا وليام اوبرندورف "يجب أن يطرد رينس ويستبدل بشخص يتمتع بالكفاءات وصفات القائد لاعادة بناء الحزب".
لكن كبار المانحين إلى الحزب لا يتمتعون بنفوذ كبير على ترامب الذي يستفيد خصوصا من ثروته الشخصية ويعتمد على منح صغيرة من قاعدته الانتخابية من اليمين المتطرف.
وازدادت حدة الانقسامات الاثنين بعدما أعلن رئيس الغالبية الجمهورية في مجلس النواب الأميركي بول راين امام مئات النواب الجمهوريين انه سيتوقف عن القيام بحملات انتخابية لصالح ترامب خوفا ليس فقط من خسارة السباق الرئاسي بل ايضا من فقدان النفوذ في الكونغرس الذي سيعاد تجديد اعضائه جزئيا في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر المصادف يوم الاقتراع الرئاسي.
وتابع راين انه سيركز في المرحلة المتبقية من الحملة الانتخابية على حماية الغالبية التي يتمتع بها الحزب في مجلسي النواب والشيوخ.
بعدها تقدمت ست نساء على الاقل بشكاوى اتهمن فيها ترامب بالتحرش بهن جنسيا، غالبيتهن بعد ان اكد خلال المناظرة الرئاسية الاحد امام منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون بانه لم يعتد جنسيا على امراة ابدا.
وبدأت الاتهامات بعد نشر تسجيل الفيديو الذي يتباهي فيه بالتحرش بالنساء مستغلا شهرته، مما انزل السباق الرئاسي الى مستويات غير معهودة من البذاءة.
الا ان ترامب (70 عاما) لا يزال ماضيا في خطه وقال الخميس ان متهميه "يكذبون" وان كلينتون تتامر مع وسائل الاعلام لتقويض حملته.
وعلق المسؤول المالي السابق في الحزب الجمهوري آل هوفمان لصحيفة "نيويورك تايمز"، "نحن سائرون نحو الدمار".
لكن كلينتون باتت الان الاوفر حظا في السباق مع ان التوازن في الكونغرس لا يزال اقل وضوحا.
فالجمهوريون يسيطرون على مجلسي الكونغرس طيلة الولاية الرئاسية الثانية لاوباما واحبطوا العديد من مشاريعه.
من جهتها، هددت ميلانيا زوجة ترامب بملاحقة مجلة "بيبول" امام القضاء بتهمة "نشر اخبار ملفقة" وذلك حول مقال للصحافية ناتاشا ستويكوف تحدثت فيه عن لقاء بينهما في نيويورك امام برج ترامب، في معرض كتابتها ان ترامب قبلها بالقوة خلال مقابلة حول ذكرى زواجه من ميلانيا التي كانت حاملا في العام 2005.
وقال ترامب خلال تجمع في وست بالم بيتش الخميس "هذه الادعاءات المشينة بانني اساءت التصرف مع نساء خاطئة تماما".
خراب العالم كله من ورى أمريكا الشيطان الأكبر .