فاز المغني الأسطوري الأميركي بوب ديلان أمس الخميس (13 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) بجائزة نوبل للآداب، التي تمنح للمرة الأولى إلى مؤلف أغاني ما أثار ذهول الحضور.
وقالت الأكاديمية السويدية في حيثيات قرارها إن بوب ديلان (75 عاما) كوفئ "لأنه ابتكر تعابير شاعرية جديدة داخل التقليد الغنائي الأمريكي العظيم".
وشكل الإعلان عن فوز ديلان مفاجأة للحضور في قاعة البورصة العريقة في ستوكهولم التي علا التصفيق فيها.
وسبق أن ورد اسم مغني الفولك الأميركي بين المرشحين في السنوات الماضية لكنه لم يعتبر يوما مرشحا جديا للفوز.
ووفق تقرير لصحيفة "الاقتصادية" السعودية اليوم الجمعة (14 أكتوبر/ تشرين الأول 2016)، وأوضحت الأمينة العامة للأكاديمية سارا دانيوس للتلفزيون السويدي العام "اف في تي"، "بوب ديلان يكتب شعرا للأذن" مؤكدة أن أعضاء الأكاديمية عبروا عن "تماسك كبير" في إطار هذا الخيار.
وكتبت الأكاديمية في نبذتها عن الفنان الأمريكي أن "ديلان يعتبر أيقونة. تأثيره على الموسيقى العصرية عميق جدا".
وتضاف هذه الجائزة إلى مكافآت كثيرة نالها المغني، الذي قطع شوطا طويلا منذ بدايته المتواضعة في دولوث في ولاية مينيسوتا، حيث ولد في عام 1941.
و تعلم روبرت آلن زيمرمان وهذا اسمه الأصلي، بمفرده العزف على الهرمونيكا والغيتار والبيانو.
وقد أعجب كثيرا بموسيقى مغني الفولك وودي غوثري واتخذ اسم بوب ديلان تيمنا على ما يبدو بالشاعر الويلزي ديلان توماس وبدأ يغني في بلدته دولوث. وبعدما أوقف دراسته الجامعية، انتقل إلى نيويورك في عام 1960.
وتضمن ألبومه الأول أغنيتين أصليتين فقط إلا أن البومة "ذي فريويلين بوب ديلان" الذي حقق له شهرة تضمن أعمالا من تأليفه فقط ومن بينها أغنيته الشهيرة "بلوينغ إن ذي ويند".
وكافح بوب ديلان متسلحا بالهرمونيكا والغيتار، الظلم الاجتماعي والحروب والعنصرية فاستحال سريعا ناشطا بارزا في مجال الدفاع عن الحقوق المدنية.
وقد سجل عددا مذهلا من الأعمال بلغ 300 أغنية في السنوات الثلاث الأولى من مسيرته.
وتناول الشريط الوثائقي "دونت لوك باك" جولته الأولى في بريطانيا العام 1965 وهي السنة الذي صدم فيها محبو الفولك باستخدامه جيتارا كهربائيا في مهرجان نيوبورت فولك في رود ايلاند.
ولاقى ألبوماه التاليان "هايواي 61 ريفيزيتد" و"بلوند أون بلوند" استحسانا كبيرا لدى النقاد إلا أن مسيرة بوب ديلان توقفت عام 1966 بعدما أصيب إصابة خطرة في حادث دراجة نارية وتراجعت تسجيلاته في السبعينيات. لكن في مطلع التسعينيات استعاد حيوية بدايات مسيرته الفنية.
ومنذ مطلع الألفية وإضافة إلى ألبوماته المسجلة المنتظمة، قدم بوب ديلان برنامجا إذاعيا منتظما بعنوان "ثيم تايم راديو آور" كما أصدر كتابا بعنوان "كرونيكلز" في عام 2004 لاقى استحسان النقاد والجمهور أيضا. وكان محور فيلمين آخرين هما "نو دايركشن هوم" لمارتن سكورسيزي عام 2005 و"آي ام نوت ذير" في عام 2007 وهو من بطولة كريستيان بايل وهيث ليدجر وكايت بلانشيت. وفاز بوب ديلان خلال مسبرته الفنية بـ 11 جائزة غرامي، فضلا عن جائزة غولدن غلوب وجائزة أوسكار في عام 2001 عن أفضل أغنية أصلية في "ثينغ هاف تشينجد" في فيلم "ووندر بويز". و أصدر في آيار (مايو) ألبومه 37 المسجل في الاستوديو بعنوان "فالين انجيلز" حيث يؤدي أغنيات أمريكية كلاسيكية اشتهرت بصوت فرانك سيناترا.
ويخلف الأمريكي وهو أول موسيقي ينال مكافأة الأكاديمية منذ استحداث الجوائز في عام 1901، البيلاروسية سفيتلانا اليسكييفيتش. وتترافق جائزة نوبل للآداب مع مكافأة مالية قدرها ثمانية ملايين كورونة سويدية (906 آلاف دولار). واختتمت جائزة الآداب موسم نوبل لعام 2016.
ويتسلم الفائزون بجوائز نوبل مكافأتهم في مراسم رسمية تقام في ستوكهولم في العاشر من كانون الأول (ديسمبر) في ذكرى وفاة ألفرد نوبل الذي استحدثها.
وتقام مراسم منفصلة في أوسلو للفائز بجائزة نوبل للسلام في اليوم نفسه، إذ إن لجنة نوبل النروجية هي التي تمنح هذه الجائزة. وقد فاز هذه السنة بنوبل السلام الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس.
Congratulations to one of my favorite poets, Bob Dylan, on a well-deserved Nobel. https://t.co/c9cnANWPCS
— President Obama (@POTUS) October 13, 2016
اوباما: بوب ديلان "من شعرائي المفضلين"
من جانبه هنأ الرئيس الأميركي باراك اوباما أمس (الخميس) بوب ديلان على فوزه "المستحق جداً" بجائزة نوبل للآداب قائلا إن المغني والمؤلف الموسيقي الأميركي الشهير "هو من شعرائي المفضلين".
وتضمنت تغريدة اوباما عبر "تويتر" رابطاً إلى قائمة بأفضل أغاني بوب ديلان أعدتها منصة سبوتيفاي للبث الموسيقي التدفقي وتضمنت إعمالا مثل "نوكينغ اون هافنز دور" و "لايك ايه رولينغ ستون".
واضاف اوباما "تهاني إلى احد شعرائي المفضلين بوب ديلان".