قالت "هيومن رايتس ووتش" في رسالة إلى رئيس "الاتحاد الدولي للكرة الطائرة" ،آري غراسا، إن على الاتحاد التوقف عن منح إيران الحق في استضافة بطولات دولية مالم تضمن حضور المرأة لمباريات الكرة الطائرة. أُعيد انتخاب غراسا هذا الشهر رئيسا للاتحاد في المؤتمر العالمي الـ35 في بوينس آيرس.
وتابعت في بيانها " في يوليو/تموز 2016، منع منظمو مباريات الدوري العالمي للاتحاد في طهران النساء من شراء التذاكر وحضور المباريات بحرّية، في ما بدا أنه انتهاك واضح لمبدأ عدم التمييز، الذي يعتبره الاتحاد الدولي "مبدأ أساسيا".
تُنافس إيران على استضافة الدوري العالمي للكرة الطائرة، وهو أهم حدث كرة طائرة، وتُنافس أيضا على استضافة بطولة الكرة الطائرة الشاطئية. من المتوقع أن يُعلن الاتحاد عن الجهة المستضيفة لبطولة عام 2017 خلال الأسابيع القادمة.
قالت منكي وردن، مديرة برنامج المبادرات العالمية: "أخلف مسؤولو الكرة الطائرة الإيرانية بوعدهم، في يوليو/تموز، ولم يتيحوا تذاكر الدوري للنساء، دون أن يواجهوا أي عواقب. إن استضافت إيران دورة دوليّة أخرى، فإن ذلك سيشجع المسؤولين على الإمعان في السياسات التمييزية ضدّ المرأة".
عبّرت هيومن رايتس ووتش مرارا عن قلقها للاتحاد خطيا وشخصيا في اجتماعات لوزان، مقر الاتحاد. طلبت هيومن رايتس ووتش، في رسالة إلى غراسا في مايو/أيار 2016، إجراء تحقيق رسمي بشأن استبعاد الجمهور النسائي من بطولة 2016 في جزيرة كيش. يجب أن يتضمن هذا التحقيق معاينة القيود التي فُرضت على الجهور النسائي خلال دوري 2016.
ادعى موقع الاتحاد الدولي بالفارسية، قبل طرح تذاكر بطولة يوليو/تموز للبيع، "امتلاء المقاعد" المخصصة للنساء في "ملعب آزادي" ("الحرية") في طهران، وأنه "لن يُسمح لمن اشترى التذاكر من الجنس الآخر التواجد في الملعب". كان الاتحاد قد وعد بالسماح للنساء بشراء التذاكر، وانتشرت بعض الصور لنساء في الملعب. مع ذلك، تُظهر صور البطولة فراغ معظم المقاعد المخصصة للنساء. أفادت وكالة أنباء "تابناك" الناطقة بالفارسية أن هذه التذاكر لم تُطرح للبيع للعموم، بل خُصصت فقط لزوجات المسؤولين الإيرانيين، والمسؤولات والرياضيات الإيرانيات، وفي بعض الحالات لزوجات الدبلوماسيين الأجانب.
قالت وردن، "يبدو أن اتحاد الكرة الطائرة الإيراني أنشأ نظاما يمنع أي فرصة لحضور النساء المباريات رغم تعهده بوضع حد للتمييز في الملاعب. على الاتحاد الدولي أن يؤكد بوضوح أن إيران لن تستطيع استضافة منافسات الكرة الطائرة حتى يفي الاتحاد الإيراني بوعوده".
حُرمت النساء الإيرانيات من شراء تذاكر لمباريات الكرة الطائرة في إيران منذ عام 2012. في يونيو/حزيران 2014، أُلقي القبض على غنجة قوامي، طالبة بكلية الحقوق، ونساء أخريات لدى محاولتهن حضور مباراة لدوري الكرة الطائرة في ملعب آزادي. أُفرج عن معظم المقبوض عليهن بعد وقت وجيز، لكن أوقفت السلطات قوامي مجددا، ووجهت لها تهمة "الدعاية ضد الدولة"، واحتجزتها في سجن إيفين قرابة 5 أشهر، قضت جزءا منها في الحبس الانفرادي.
في فبراير/شباط 2016، أكد الاتحاد الدولي للكرة الطائرة لـ هيومن رايتس ووتش والجمهور الإيراني أن بطولة جزيرة كيش المفتوحة، أولى بطولات الكرة الطائرة الشاطئية في إيران، "ستُفتح للجماهير من جميع الفئات العمرية وللجنسين". لكن بحسب تقارير إعلامية، وبحسب ما قالته نساء إيرانيات لـ هيومن رايتس ووتش، وبحسب تغريدات على تويتر، فإن النساء اللاتي حاولن حضور البطولة قيل لهن إن الدخول "ممنوع"، وأُطردن بسبب جنسهن.
في أغسطس/آب، شارك فريق الكرة الطائرة الإيراني في دورة الألعاب الأولمبية للمرة الأولى. ذهبت بعض الإيرانيات إلى البرازيل لرؤية فريقهن الوطني، وبعضهن رفعن لافتات تحتج على حظر إيران حضور النساء في مباريات الكرة الطائرة.
قالت هيومن رايتس ووتش إن على الاتحاد الدولي للكرة الطائرة الإصرار على ضمان الاتحاد الإيراني حضور النساء مباريات الكرة الطائرة في البلاد بحرية. على الاتحاد الدولي أيضا إعداد ونشر خطة لمعالجة التمييز، وإبلاغ السلطات الإيرانية أنه لن يكون بإمكانها استضافة البطولات الدولية مستقبلا مالم تتمكن النساء من الحضور بحرية.
قالت وردن: "ربما يرغب الاتحاد الدولي للكرة الطائرة في تطوير هذه الرياضة في إيران، لكنّ ذلك لن يحدث في ظلّ التمييز بين الجنسين والمعايير المزدوجة القائمة".