عندما بلغت سيلفي الرابعة عشرة من عمرها تزوجت من رجل أساء معاملتها ودفعها للعمل بالدعارة.
وتحولت رحلة هروبها على مدى عشر سنوات لتصبح واحدة من أوائل سائقات سيارات الأجرة في الهند موضوعا لفيلم وثائقي بعنوان (القيادة مع سيلفي) تقول مخرجته إنه يهدف إلى إلهام النساء للخروج عن الأدوار التقليدية التي يجدون أنفسهم فيها.
وقال إليسا بالوتشي مخرجة الفيلم في حديث مع مؤسسة تومسون رويترز "العديد من الفتيات في القرى الصغيرة والمجتمعات المهمشة في الهند لم يتعلموا أن يحلموا."
وأضافت "أعتقد أن (قصة) سيلفي تظهر أن بإمكانك أن تحلم وقد تلهم أشخاصا للتفكير في تغيير مستقبلهم."
وتقع في الهند ثلث زيجات الفتيات الصغيرات في العالم ونحو 50 بالمئة من نساء الهند تزوجن قبل سن 18 سنة وفقا لبيانات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف).
ويزيد الزواج المبكر من احتمالات خروج الفتيات من نظام التعليم ويقول مدافعون عن حقوق المرأة إنه يزيد كذلك مخاطر استغلالهن وتعرضهن للعنف الجنسي والعنف الأسري والموت أثناء الولادة.
وتقول سيلفي في الفيلم موضحة كيف دفعتها علاقة زوجية تتسم بالعنف إلى محاولة الانتحار "شعرت أن حياتي انتهت."
وأضافت "فضلت قتل نفسي على البقاء في هذه الحياة. لكنني أدركت أنني لو مت لما استطعت إثبات نفسي. لذلك هربت."
وصلت سيلفي إلى مأوى للفتيات في مدينة ميسورو في جنوب غرب الهند حيث تعلمت قيادة السيارات.
وبعد بضع سنوات تمكنت من تأسيس أول شركة لسيارات الأجرة التي تقودها نساء والتقت بالمخرجة بالوتشي التي بهرتها شخصية سيلفي.
وقالت بالوتشي "يمكنك القول أن بها درجة من العظمة."
واستغرق إعداد الفيلم 11 عاما وعرض في لندن لأول مرة يوم الجمعة الماضي ومن المقرر عرضه على التلفزيون الأمريكي اليوم الثلاثاء في ذكرى اليوم العالمي للفتاة.
وحظي الفيلم بإشادات من مدافعين عن حقوق المرأة.
فقالت ليلي كابراني نائبة المدير التنفيذي لمكتب اليونيسيف في لندن بعد عرض الفيلم يوم الجمعة "إنه يوضح بقوة أن الفتيات عندما يمنحن فرصة للتمكين ومهارات ورعاية ودعم يمكنهن تغيير ظروف حياتهن."
وتبدأ بالوتشي وسيلفي الآن رحلة بحافلة في جنوب الهند لعرض الفيلم في القرى الصغيرة والمجتمعات المهمشة في إطار حملة تهدف إلى تحدي تهميش المرأة.