أصدرت المرجعية الدينية في النجف الأشرف بياناً هذا العام، تضمّن عشر توصيات مهمة، بمناسبة حلول شهر محرم، وكان لافتاً أن الخطاب موجّه تحديداً إلى «الخطباء».
المرجعية تلتقي بالناس بشكل يومي، وأبوابها لا تغلق أمام زوارها من داخل وخارج العراق. لكن عنوان الرسالة كشف الأهمية التي توليها للخطباء، حيث تفترض فيهم أن يكونوا صوتاً مبلّغاً لرسالة الإسلام.
البيان يبدأ بالإشارة إلى ذكرى «أعظم حركةٍ قادها المصلحون في مجال تطوير المجتمعات وبعث إرادة الأمم وإصلاح الأوضاع»، وهو ما يعظّم المسئولية للحفاظ على وهجها في القلوب، سواءً كان «عالماً دينياً أو مثقفاً أو متخصصاً في أحد العلوم المادية والانسانية». ومن العام ينتقل إلى الخاص: «ولكن الخطباء يتحملون المسئولية الكبرى حيث يجسّدون الوجه الإعلامي لحركة سيد الشهداء (ع)». وهو ما دعا المرجعية لطرح السؤال الكبير: هل يقوم المنبر بتجسيد هذه المسئولية بما ينسجم مع مقتضيات الزمان ومستجدات العصر؟
هذا السؤال يُعاد طرحه كل عام، منذ زمن طويل، في المجتمعات التي تحتفي بهذه الذكرى الدينية التاريخية، وصدور مثل هذا البيان بعد طول سكوت، قد يُفسَّر على أن الكأس قد فاض. فما يجري لا يدل على صحوةٍ دينيةٍ أو انتشار وعي، وإنما زيادة تقوقع على الذات، تسهم فيه تطورات الأحداث السياسية وزيادة حدة الصراعات في المنطقة.
البيان يدعو إلى ضرورة تنوّع أطروحات الخطيب، حيث يحتاج المجتمع إلى موضوعات روحية وتربوية وتاريخية، وأن يكون الخطيب مواكباً لثقافة عصره. ويوصي بتحرّي الدقة في ذكر الآيات والأحاديث والروايات التاريخية الثابتة، فعدم التدقيق في مصادر القصص والروايات يفقد الثقة بمكانة المنبر الديني. وهي التفاتةٌ مهمةٌ، تغيب عن أذهان الكثير من الخطباء الذين يتساهلون في نشر الروايات الضعيفة والمتهافتة دون تحقيق أو اكتراث، فيسهمون في تنفير الأجيال الجديدة من الإسلام. وتؤكدها توصيةٌ أخرى بضرورة ترفّع المنبر عن الاستعانة بـ»الأحلام والقصص الخيالية التي تسيء إلى سمعته، وتظهره كوسيلةٍ إعلاميةٍ هزيلة، لا تنسجم مع المستوى الذهني والثقافي للمستمعين». وتلك كارثةٌ كبرى لا يدركها الكثير من الخطباء.
البيان يذكّر الخطباء بأصالة هذا التاريخ الإسلامي العظيم بأفقه الإنساني الرحب، ما يستدعي اختيار الطروحات «التي تشكّل جاذبيةً لجميع الشعوب على اختلاف أديانهم ومشاربهم الفكرية والاجتماعية»، وهو ما عجز عنه المنبر الحسيني المعاصر، الذي يعيش فراغاً كبيراً بعد رحيل عميده الكبير الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله، حيث كان يمثل مدرسةً قائمةً بذاتها.
البيان يرشد الخطباء أيضاً إلى أحد أخطائهم التقليدية، حين يطرحون المشاكل الاجتماعية كالتفكّك الأسري أو الطلاق أو الفجوة بين الأجيال، نقداً وتذمراً دون تقديم حلول. ولمعرفته بواقع الخطباء وملابساته، ينصحهم المرجع الأعلى بـ «استشارة ذوي الاختصاص من أهل الخبرة الاجتماعية وحملة الثقافة في علم النفس وعلم الاجتماع لتحديد الحلول الناجعة للمشاكل الاجتماعية المختلفة». والهدف من ذلك أن ينتقل المنبر، من حالة الجمود إلى التفاعل والريادة لإصلاح المجتمعات. وفي الإطار نفسه، يوصي بتقديم المسائل الفقهية في إطار سلس ومشوّق للأجيال الصاعدة التي تعيش بعيداً عن روافد الدين التقليدية من مساجد وجوامع، ومآتم وجمعيات دينية.
البيان التوجيهي فيه اعترافٌ بالواقع المتراجع للمنبر الديني، وتخلّفه عن مواكبة العصر. وتغلُب على هذه الوصايا الرغبة الواضحة في الإصلاح، مع محاولة التزام الحيادية، بالدعوة إلى تجنّب الخوض في الخلافات الداخلية، سواءً تعلقت بالأفكار أو الشعائر، تجنباً لإثارة فوضى اجتماعية أو زيادة الانقسام.
لقد أوردت المرجعية التوصيات أو الوصايا العشر، بأسلوب أبوي حنون، فهل تجد لها أذناً واعية؟
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 5144 - الخميس 06 أكتوبر 2016م الموافق 05 محرم 1438هـ
التوسل بالماضي و الاصرار علي بقائه هو الخوف من المستجد و الاعتراف اللاشعوري بعدم التمكن مو مقارعته. اليوم و بعد ارشادات المرجعية هل نتوقع بان تحصل قفزة في عقول الوعاظ مرة واحدة و تحصل ثورة التغيير؟للعلم انا عراقي و جميع زملائي الفاشلين في الدراسة تعمموا و إلتحوا و ارتدوا اليونيفرم الديني او التحقوا باجهزة الأمن ....
الكلمة الطيبة والسلوك الحضاري هما اللي اراح يوصل رسالة الحسين السامية وما اعتقد ايذاء النفس وشق الصدور او مثل تلك الاعمال راح نثبت للعالم حب الحسين عليه السلام او راح تصل رسالتنا وكل هذا من مسئولية الخطيب وما يوصل من معلومات ومن تصرف مثل احد الخطباء يقفز من منبره الى اسفل المنبر ليضرب في هامته
يجب على الخطباء الامتناع التام عن نقل الروايات المسندة إلى المصادر الضعيفةوالابتعاد عن التهويل بقصد شد الانتباه ونترك عنا الجمهور عايز كده
هذا امر بالمعروف ونهي عن المنكر وهى اساس نهضة الحسين ع كما بين في خطابه، والامر واضح فقهيآ ومجمع عليه فماذا ينكر على الخطيب تذكيره بالاحكام الفقهية الواضحة؟!!
مسؤولية الخطباء كبيرة لكن اكثرهم لا يدركون ذلك. ويتخذونها مهنة كاية مهنة اخرى.
الحل في القراءة
مشكلة المجتمعات العربية أنها لا تقرأ! وإذا قرأت ففي الدين فقط وكأن الدول المتقدمة اخترعت الموبايل والتلفزيون والسيارة والطائرة وووو.... من خلال تخريج الآلاف من علماء الدين سنويآ ! لماذا نعتمد على رجال الدين فقط لنفهم كيف نعيش بطريقة متحضرة؟
القراءة والعلم والتعليم ربما يبني مجتمع مرفه ومتحضر بمقايس الغرب لكنه لن يخلق مجتمع متدين او اخلاقي صحيح. الانسان بحاجة للدين الصحيح مهما كان مستواه وثقافته، والدينً يؤخذ من أهله ومن أراد تحديد الدين بفهمه الشخصي دون أن تكون له أهلية من علم وتقوى فقد أضل نفسه
فعدم التدقيق في مصادر القصص والروايات يفقد الثقة بمكانة المنبر الديني
نتمنى ذلك
الخطابة فن وثقافة وهذا ماينقص غالبية الخطباء اليوم الله يحفظهم جميعا ، نحن الشباب بحاجة لطرح المواضيع الاجتماعية المتأزمة في حياتنا نحتاج من يرشدنا للطريق الصحيح نذهب للحسينية كي نجد الحل ولكن للاسف الخطيب يذهب بنا للمواضيع ضعيفة لا تحمل اي طابع علمي مجرد بعض القصص والاحاديث البسيطة ، هناك مشكلة لدى الخطباء ويجب حلها بالاطلاع والبحث العميق العلمي المواكب لعصرنا، السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين واصحاب الحسين ع
اي والله والمخجل لايستفيد من هذا الحضور العظيم وصرف الوقت في ان يركز في حديثه على ظهور شعر المراءه من الحجاب او العباءه المخصرة والتبرج حتى تجد الكثير من الشباب بعد ذالك يعزفون عن الحضور بدل ما يحببهم يتحدث عن الأحداث التاريخية والنصيحة العامه في أمور كثيره يفيد الجنسين