الواقع يقول، كيف لا نقبل بأن يسيطر علينا شخص واحد طوال عمرنا كيفما يريد، سواء أكان أباً أم مسئولاً، فنعلن التمرد ضده في كثير من الأحيان، ونقبل بأن نصبح أسارى وتحت تنويم آلي لأبيات من شعر النياح والهوان ولعدد محدود من الأسماء، ولا نقوم بأي تمرد في البحث عن كلمات ومعاني حماسية جديدة تصب في نفس قضية كربلاء الحسين (ع)؟ أليس مشروعاً هذا التساؤل ولو لمرة في حياتنا؟
ومن بين ثنايا هذا التساؤل وغيره؛ وضمن سياق إعادة قراءة واعية لواقعة الطف، يقول سالم النويدري: «... وهذا لا يعني أن أخبار السيرة الحسينية -كغيرها من نصوص التاريخ- قد سلمت عبر الأزمنة والعصور -وبخاصة المتأخرة منها- من التشويه والتزييف، والإضافة والحذف؛ استجابة لنوازع نفسية أو فكرية، ولم يكن ذلك بدعًا، فإن سيرة المصطفى (صلَّى الله عليه وآله) وحديثه من قبل، قد شابهما الكثير من الوضع، والخلط، والتدليس، حتى قال (صلَّى الله عليه وآله) فيما نقل عنه: (مَن كذب عليَّ متعمدًا، فليتبوأ مقعده من النَّار)».
فالقضية إذاً في النص المكتوب والممارسة العزائية التي بُنيت على ذاك النص. ولذا فمن الضرورة التركيز على تنقية كتب «المقاتل» التي تضم أحداثاً تاريخية تغطي وقائع مقتل الإمام الحسين (ع). ذلك أن مثل هذه الكتب كانت عند استشهاد الإمام الحسين (ع) في محرم عام 61هـ(680)؛ مختصرة ومحدودة لعدد من الشخصيات ورجال التاريخ الإسلامي، لكنها كثرت بعد سنوات من واقعة كربلاء، حتى غدت عنواناً بارزاً في أدب المقاتل في التراث العربي والإسلامي.
وهنا سنورد بعضاً مما نفذ من تحريفات ورؤىً بعيدة عما ورد في النصوص الأولى التي دونت عن عاشوراء. وأهمها قضية استشهاد الإمام الحسين (ع)، ونرى أين نضعها، وفي أي فئة من أنواع الموت؟
فالموت والوفاة أنواع متعددة، منه القتل والموت على طريقة التضحية والفداء والشهادة، حيث يكون للمقتول في العملية إرادة واعية لدى التعرض للقتل، فهو يكون قد تقدم نحو الموت بهدف الدفاع عن أهداف وعقيدة راسخة في أعماقه، وهي له ذات أبعاد مُقدّسة تتطلب التضحية بكل شيء من أجل تحقيقها.
ومنه الموت غير الطبيعي، بواسطة القتل المتعمد مثلاً، والذي لا يكون فيه للمقتول أي ذنب يذكر، بل يقع عليه القتل وهو بريء. ومن هنا فإن الإنسان يأسف من جهة على ضياع نفس المقتول البريء، ويتأسف في الوقت نفسه على دناءة، وفساد، القاتل، وانحطاط سلوكه، وأخلاقه. وهنا جرت عادة أصحاب المنبر الحسيني في ذكر واقعة كربلاء تاريخيا ووجدانيا، كما يقول مطهري، بأن شهادة الإمام الحسين (ع) هي من باب كونها من النوع الثاني، لذا يتم التركيز على إظهار براءة المقتول بأرض كربلاء ومظلوميته وذهاب نفسه هدراً وضياعها، في حين أن شهادة الإمام الحسين (ع) هي من القسم الأول من الموت وليس الثاني.
فماذا يجب علينا؟
أولاً، ألا نشجع أو نركن لمن يقول للعلماء، اننا نصغي إلى أقوالكم 11 شهراً في السنة، ولكن عليكم في هذا الشهر (محرم ) أن تصغوا أنتم إلى أقوالنا وأفعالنا دون مناقشة، وإن كانت لا تعجبكم في ممارساتها.
ثانياً، لا يمكن أن ندعي هنا أننا بمجرد جرة قلم سنغير العالم من حولنا، ولكن دعونا نفكر سوياً بصوت عال ولو لمرة واحدة في هذه الذكرى العظيمة، ونقول:
- يجب التوصية بقدر الامكان في الامتناع التام عن نقل الروايات المسندة إلى المصادر الضعيفة.
- الموازنة بين التركيز على المصرع والمقتل، وتمجيد إنجازات الحسين (ع)، وهي الثورة والشهادة؛ لأن مفردات من قبيل «المصرع» و«المقتل»، لا توحي إلا بمعاني الاستعطاف والعزاء النابعة من منطق العاطفة في تراجيديا عاشوراء. أما كلمات مثل «الثورة» و»الشهادة»، فتدلّ ـ في أصدق دلالاتهاـ على الاستنهاض والحماسة، وهي معانٍ نابعة من حماسة السياسة وسياسة الحماسة عند عاشوراء.
- ينبغي إضافة المواضيع التي تُطرح باعتبارها (لسان الحال) من قبل الخطباء والمنشدين، ثم تحولت إلى (لسان المقال)؛ إلى قائمة النصوص الضعيفة.
- يجب أن يقوم خطباء المنبر الحسيني الذين يستندون في معلوماتهم على الروايات التاريخية، ببذل الجهد في نقد النص التاريخي؛ للاطمئنان إلى صحته، وذلك من حيث:
-الإسناد، وسلامته من العلل الروائية، كالانقطاع، والإرسال، أو ضعف الرواة، أو الطعن في وثاقتهم.
-الانسجام مع الظروف الموضوعية للأحداث وأبطالها، وعدم التناقض والنصوص التاريخية المجمع على وثاقتها لدى العلماء المعتمدين.
ويا حبذا أن يستمر حوارنا، باسلوب علمي رصين، وبشفافية وعقول ونفوس راقية في محافل المجتمع الثقافية؛ بشأن النقاط التالية:
- كيف نعيد قراءة ما وصلنا من حادثة عاشوراء؟ هل ننسف ما وصلنا كله؟ هل نغربله؟ هل نعتمد ما هو موثق وكيف نـحصل على هذا الموثق؟ هل نعقد دورات للباحثين والمتخصصين لتنقية هذا التراث؟
- في ضمن الحدث التاريخي هناك بعض المرويات أصبحت مقدسة لا يمكن المساس بها، فكيف نعمل على تنقيتها.
- التركيز على دعوات الإصلاح وتنقيح الحدث الكربلائي وجهود المصلحين وجعلها منطلقاً في جلساتنا الحوارية اليومية وخصوصاً خلال الموسم السنوي لعاشوراء الحسين.
- أن نحدد ما يمكننا التركيز عليه في هذه الجلسات الحوارية، ونسعى إلى تصحيحه كي نفيد من خلاله المنبر، وتوثيق السيرة التاريخية لواقعة كربلاء بشكل صحيح بقدر الإمكان. والله من وراء القصد في كل ما نسعى إليه.
إقرأ أيضا لـ "محمد حميد السلمان"العدد 5144 - الخميس 06 أكتوبر 2016م الموافق 05 محرم 1438هـ
موضوع في غليو الاهمية لكن وقت الطرح متأخر كلش، كان المفترض يطرح قبل العشرة للمناقشة وطرح الآراء بس في الوقت القليل من القراء يلتفت للجريدة، الكل مشغول بالتعزية.
تحياتي
التركيز على حوار الاصلاح وتنقيح الحدث الكربلائي والجلوس في الماءتم للتعزيه وليس الخروج في الطرقات والنظر للمحرمات هذا الكلام موجه للصوبين
طلع لنا هذي الايام الرواديد وكل ما كان صوته انعم كان الحظور اكثر وفي الاخير .....
أشياء تاريخية تذكرتها و لا يعرفها الأغلب ، أن عمر مسلم بن عقيل هو رديف للإمام الحسين(ع)، و أن عبيدالله بن زياد كان عمره في الحادثة ٣٧ سنة و كان طويلا حتى كان يظن الناس من طوله أنه راكب و هو راجل، و كان لا يجيد العربية لأن زوج أمه هو الذي رباه و هو فارسي و كان بن زياد ينطق الحاء (هاء) بلحن الأعجمية فيقول "هرورية" و ليس حرورية. وكان كثير من الجيش الذي حاصر الإمام الحسين من الموالي و ليس العرب و يظن أنهم من ديلم الفرس أو الكتائب الحمراء التي أسسها زياد بن أبيه. و هناك الكثير وعلينا القراءة و البحث
واقعة الطف جزء اساسي من مذهب الشيعة ولكن الجزء الاخر مهمل وهو نشر علوم اهل البيت ع فالائمة كان لهم دور كبير في الحفاظ على تشاريع الاسلام على الرغم من محاولات ال امية والعباسيين في ارجاع عهد الجاهلية
عهد الجاهلية؟؟!! ومن الذي نشر الإسلام في أصقاع الأرض وأسس دولة وحضارة إسلامية تمتد من الصين شرقا إلى الأندلس غربا. هل تعلم أخي الكريم أن دول كبيرة مثل إندونيسيا وماليزيا والهند وباكستان وأفغانستان وبنجلاديش بالإضافة إلى دول آسيا الوسطى والمغرب العربي، كلها دخلها الإسلام في عهد الدولتين الأموية والعباسية؟ هل سمعت عن العصر الذهبي للحضارة الإسلامية والذي امتد 1000 عام ملأ فيها المسلمون الدنيا في مختلف العلوم والمجالات؟ الاختلاف العقدي والمذهبي لا يمنع من بعض الإنصاف والاعتراف بفضل هاتين الدولتين.
العهد الذهبي بدأ بعهد المأمون و لو قرأت التاريخ لعرفت لماذا استطاع المأمون فعل ذلك ؟ و الدولة الأموية في الأندلس هي التي أضافت للحضارة و لو قرأت سيرة علمائها لعرفت من له الفضل في ذلك. " وهم زووها عن وصي مُحَمَّدٍ....فأصبحت فلتةً في الفلتاتِ.
رواية (من كان من العلماء صائنا لنفسه مخالفا لهواه فللعوام ان يقلدوه) هذي رواية شعيفة ويضعفونها خميني وخوئي! وهي الوارية الوخيزة لديهم حول التقليد! ولهذة الرواية تكملة تذم العلماء ولكنهم لا ينقلونها. على وزن (ويل للمصلين) ولكنهم يقتطعونها ولا يقولون (الذين هم عن صلاتهم ساهون) كل هذا سعيا لاضلال الناي
ماً رأيك بنصيحة المرجع الاعلى الاخيرة في هذا الشأن (الاحاديث الضعيفة)
بارك الله فيك استاذي وثبتك علي الحق وقواك وحفظك من المحرفين ومن الغلواء والحاقدين .
احد الخطباء يقول العصفور كان بحجم النعامة وكان اسمه فور ولانه كفر بالولاية قالو عنه عصا فور وصار حجمه حجم العصفور ماذا تقول في تلك الرواية اين العقول
أيام عاشوراء فرصة لعشاق الحسين بتعريف العالم بالحسين وبما حدث للحسين (ع) وليس للبدع والمشي على النار او الزحف على البطون
للاسف تناقلنا واقعة كربلاء وما وقع على اهل البيت عليهم السلام وتناسينا اخلاق الحسين واهل البيت عليهم السلام
من قال لك الضعيف لايؤخذ به؟ هل انت فقيه ؟محقق؟ متخصص في هذا المجال؟ هل هو مجالك العلمي؟ هل درست علم الاصول وعلم الرجال ؟؟ الروايات الضعيفة المتواترة يؤخذ بها ان لم تتعارض مع الروايات الصحيحة ، لماذا تتحدث في اختصاص ليش اختصاصك ولا تعلم به الف باء علم الرجال والحديث وعلم الاصول؟ ليست مشكلتنا ان كنت ولا زلت تعيش في محيط يغلبه الجهل ولم تحضر مجالس تستفيد منها وربنا المشكلة في ادراكك، واما المجالس الحسينية غيرك ومن هم اعلى منك قدرة لم يستطيعوا تخطأتها ولو بمقدار ذرة، ومن ثم افهم اعرف ان الروايات الض
الكاتب قد لا يكون فقيه، و لكن افكاره صحيحه، كثير من الشيوخ يستند لك على الاحلام في كلامه، و كثير منهم كلامهم بدون مصدر، المنبر هدفه التوعية، فكونوا زينا لنا
انت تتكلم عن جهل وعناد
الروايات الضعيفة السند لا يعتمد عليها
ان واقعة كربلاء درس كبير ومسؤولية الخطباء كبيرة ...
يا رجل انت تهرف بما لا تعرف ،انت وامثالك في البلد تقدسون عمائم لا تمتلك اي وصيد علمي وتسجدون لهم وتعتبرونهم اصنام تستفيدون منهم بسبب غبائهم امثال المعتوه المحاصر حاليا، ومن جهة اخرى تريد ان تنقذ على فقيه كبير مثل كاتب كتاب الفخري المحدث الطوريحي؟؟ او ابن طاووس؟؟ انت يا جويهل لا تعلم بان كتبت المقاتل هم فقهاء في. زمنهم لم يكتبوا مصنافتهم وهم نيام بل حققوا ومحصوا ما وصلهم ولم يقرأوا. الصحف والمجلات وتكونت لهم ثقافة انهزامية والفوا المقاتل منها!! بل ذلك علم سعوا لع وجمعوا الروايات التي تقول عنها ضع
يجب على خطيب المنبر الحسيني ان يبتعد عن الأحلام والقصص الخيالية التي تسيء لواقعة كربلاء بشكل كبير
2- من وجهة نظري على الكاتب ان يتعرض لبعض النقاط التي تسالم عليها المؤرخون ولا تمثّل أي تناقض وأن يبحث بعض الروايات الأخرى التي ربما يصيبها بعض التوهين ويذكر الأسباب.
لأن ضرب الأمثلة والتمثيل ببعض الحوادث يقرّب المعنى للقارئ ويوضح وجهة نظر الكاتب بصورة افضل واسلس واسهل ويضع اليد على مكامن الخلل وعلى ضوء ذلك تقاس باقي القضايا المتشابهة
1-الشكر للكاتب ولكني توقعت مع تكرار طرح الحلقات أنني سأجد أمثلة لأن الموضوع بلا تمثيل له يبقى غائم وربما يؤثر على مجمل القضية فللكاتب حقد النقد ولكن لا بدّ ان يضع يده على بعض الأمثلة التي يريد حصحصتها والبحث فيها كما يجب طرح بعض الأمثلة للأمور الموثقة والمتواترة روائيا من قبل رواة التاريخ.
الكلام الغائم من وجهة نظري لا يخدم مسألة التنقيح والانتقاء وانما يجعل الشكّ في جلّ القضية بحيث ان القارئ وهو بسيط يشكك في كل حيثيات الثورة الحسينية .