بدا البريطاني لويس هاميلتون سائق مرسيدس محتفظا بثقته وتحدث عن مواصلة الكفاح خلال الفترة المقبلة على رغم الأحداث التي شهدها سباق الجائزة الكبرى الماليزي الذي أقيم أمس (الأحد) ضمن منافسات بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا 1.
وكان محرك سيارة هاميلتون تعطل مجددا واشتعلت النيران بالسيارة ليضطر إلى الانسحاب ويتراجع بشكل أكبر خلف زميله الألماني نيكو روزبرغ في الترتيب العام لفئة السائقين، وبالتالي تقلصت فرص هاميلتون في الحفاظ على لقب بطولة العالم.
وأبدى هاميلتون إحباطه عقب انسحابه أمس واتساع الفارق الذي يفصله عن روزبرغ إلى 23 نقطة وقال في تصريحات صحفية "سؤالي لفريق مرسيدس. لدينا عدد كبير من المحركات، وأنا الوحيد الذي يتعطل محرك سيارته".
ومع تبقي خمسة سباقات فقط على نهاية بطولة العالم، بات هاميلتون بحاجة إلى ما يشبه "المعجزة" لانتزاع الصدارة والتتويج ببطولة العالم للموسم الثالث على التوالي، وللمرة الرابعة في مسيرته.
ومع ذلك، قال هاميلتون "مازلت متمسكا بالأمل. إنه شيء قوي".
ولا شك أن هاميلتون بحاجة إلى استعادة توازنه بأسرع شكل إذ يأتي أول هذه السباقات الخمسة بعد أيام قليلة، عندما تستأنف منافسات بطولة العالم بإقامة سباق الجائزة الكبرى الياباني يوم الأحد المقبل.
وأبدى رئيس فريق مرسيدس توتو فولف ثقته في قدرة هاميلتون على العودة بقوة، وصرح قائلا "البطولة لم تنته بعد. لويس تلقى ضربة فاسية، هذا أمر واضح. ولكن ليواجهها وسننتظر لنرى ما يحدث".
وكان هاميلتون يبدو في طريقه إلى تحقيق انتصار مريح على مضمار سيبانج، لكن النيران اشتعلت في محرك سيارته قبل 15 لفة من النهاية ليضطر إلى الانسحاب.
وجاء ذلك ليمهد طريق دانييل ريكياردو نحو تحقيق الفوز بالسباق متفوقا على ماكسفيرستابن زميله بفريق ريد بول.
واستعاد روزبرغ توازنه بعد أن تعرض لاصطدام من جانب مواطنه سيبستيان فيتيل سائق فيراري في المنعطف الأول، لينهي السباق في المركز الثالث.
وأعلن روزبرغ أنه تلقى مكالمة هاتفية من فيتيل اعتذر له خلالها عن الاصطدام، وسيخضع فيتيل لعقوبة التراجع ثلاثة مراكز لدى انطلاقه في سباق الجائزة الكبرى الياباني حيث أقر مراقبو السباق بأنه ارتكب "خطأ بسيطا" تسبب في الاصطدام.
وبعد أن كان ضحية للمشكلات الفنية بسيارته للسباق الرابع هذا الموسم، بدا هاميلتون غاضبا في البداية لكنه تحلى بعدها بالمزيد من الفلسفية بشأن مصيره.
وقال هاميلتون: "على رغم أن المعاناة قائمة الآن كما كانت في أوقات سابقة من العام، فإنني بصدق أرى ذلك بمثابة اختبار لإصراري وروحي ، ليكشف مدى قدرتي على العودة ومواصلة الكفاح. الأمر لا يتعلق بكيفية السقوط وإنما بكيفية نهوضك من جديد".
وأضاف "سأواصل الكفاح، وإن لم أوفق في نهاية الموسم، سأتقبل الأمر".
أما روزبرغ، فكان صعوده على المنصة في نهاية السباق بمثابة مفاجأة بعد تراجعه بشكل كبير بسبب التصادم من جانب فيتيل، وقد أبدى تعاطفه مع زميله البريطاني.
قال روزبرغ: "إنه شعور فظيع لكنني واثق من أنه سيعود بقوة، إنه محارب. لكن هذا يجعلني أعود للتمسك بأسلوب التركيز في كل سباق على حدة. فلا أحد يعلم ما سيحدث لاحقا. لن أبدأ التفكير بشكل مختلف (بشأن الاقتراب من التتويج باللقب)".