بعد مرور يومين على المناظرة التلفزيونية الأولى للانتخابات الرئاسية الأميركية، مازال المرشّحان الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون يدّعيان الفوز.
وسائل الإعلام الأميركية نفسها انقسمت على نفسها في ترجيح أحدهما على الآخر، ما يعكس الإنقسام الحاد في المجتمع الأميركي، الذي خُيّر بين مرشحين فاشلين، أحدهما يجنح نحو الغطرسة والغرور، والأخرى شخصية ضعيفة تفتقر إلى أية رؤية أو مشروع.
كلّ من المرشحَين يمكنه بسهولة الحصول على نقاط ضعف ليهاجم الآخر ويسخر منه، وهو ما يقدّم مادةً مسليةً للجمهور الأميركي المتعطش لمثل هذه الجولات المسلية من مناوشات الديكة، كما لو أنه يتابع بعض جولات المصارعة الحرة بين جون سينا وجواني شينا!
كلينتون ليس لديها جديد تقدّمه، فقد عملت وزيرةً في ظل باراك أوباما، واستبدلها بعد أربع سنوات بجون كيري. وكانت إحدى هجماتها على غريمها أنه بنى نشاطه السياسي على كذبة سياسية ظلّ يكرّرها باستمرار، وهي أن أوباما (الذي أصبح رئيساً) ليس مواطناً أميركياً! أما ترامب فردّ بأنها اعترفت بلسانها بتأسيس ودعم «داعش»، والآن تدّعي أنها ستحاربه إذا فازت في الانتخابات! وحاول أن يستغل الوعكة الصحية التي تعرّضت لها مؤخراً، بالتشكيك في قدرتها على إدارة البلاد، فقال إنها لا تتمتع بالطاقة الكافية للرئاسة التي تحتاج إلى «طاقة هائلة»، وهو ما يمتلكه هو طبعاً!
إحدى النقاط الخلافية في السياسة الأميركية، الموقف من الحلفاء، فقد شاركت أميركا في ثلاثة حروب في منطقة الشرق الأوسط في العقود الثلاثة، بمعدل حرب كل عشر سنوات! وكان الجميع يشارك معها، على طريقة منا المال ومنك العيال، إلا أن أوباما فكّر بطريقةٍ مختلفة! منكم المال ومنكم العيال أيضاً! فأنتم تحارَبُوا فيما بينكم، وسنوفّر ما تحتاجون إليه من عتاد وسلاح، وإذا احتجتم إلى بعض المقاتلين فسنرسل لكم عشرات أو مئات الجنود فقط، لتوجيهكم إلى الطريقة الأفضل لقتل بعضكم بعضاً! فلا يجوز بعد اليوم أن يُقتل جندي أميركي واحد في أرضٍ بعيدة!
من الواضح أن كلينتون لا تملك جديداً تضيفه على عقيدة أوباما وسياسته، لكن ترامب يعد بتقديم الجديد! فهو يقول: «أريد أن أساعد جميع حلفائنا طبعاً، لكننا نخسر المليارات من جيوبنا، ولا يمكن لأميركا أن تكون شرطي العالم، ولا يمكننا حماية كل دول العالم عندما لا يريدون دفع المتوجب عليهم»! إنها الجزية إذاً! فادفعوا وعوا... فلا مساعدة أميركية بعد اليوم، ولا حماية، ولا مساعدات مجانية، وكأن الحروب الثلاث التي خاضتها في منطقتنا، كانت مجانيةً ولوجه الله تعالى وطمعاً في جنته، وليست طمعاً في البترول!
ترامب هاجم كلنتون كثيراً، وسخر منها، خصوصاً لادعائها امتلاك خطة لمحاربة «داعش»! فقال لها: من المؤكد أنك ستُطلعين «داعش» على خطتك لمحاربته أولاً بأول، بيت بيت! دار دار! ولا غرابة فقد أمضيت أغلب حياتك وأنت تحاربين هذا التنظيم؛ ولكنه ازداد انتشاراً وتمدداً!
كلينتون جاءت إلى المناظرة، بقميصٍ أحمر بلون الدم، وهو اللون الذي تفضّله كما يبدو، حيث ارتدته يوم زفاف ابنتها تشيلسي، ويوم زارت ميدان التحرير في القاهرة، ويوم التقت صديقها أردوغان في أبريل/ نيسان 2012، وتحدثت معه ساعات عن كل شيء، كما تقول في مذكراتها، «من إيران إلى ليبيا فسورية»، وكأنها تتكلّم عن عزبةٍ ورثتها عن أبيها.
حتى الآن... الأميركيون منقسمون على الاختيار بين أسوأ مرشحَيْن للرئاسة في التاريخ! وعموماً هم سيختارون ونحن سندفع الأثمان!
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 5137 - الخميس 29 سبتمبر 2016م الموافق 27 ذي الحجة 1437هـ
السياسة الامريكية غير مرهونة بالرئيس بل بالشركات ، هناك دول ممكن تغير الرئيس يأثر أمريكا لا يمكن ذلك والدليل ٧٠ عام من الحروب
اتوقع 99% سيفوز اترامب .
حسب حسابات الخاصه.
كل من سياتي سيمتطي ظهورنا ويسوقنا كالدواب.
أضحكني كثيراً أسلوبك الساخر ، والشيق . لك الشكر يا أستاذ .
على قول جدتي الله يرحمها لا خيرة الله في الحولة ولا القلابة
القادم ادهى وامر
وهذه نتيجة سياسة التبعية
سيكون نفطنا وثرواتنا مرهونة لدى الحليف الامريكي
كلينتون أو ترامب
أستاذي العزيز صدقني ليسوا حائرين ؛ ما في فرق علينا و على السياسة الأمريكية في الداخل أو الخارج.
الأمريكان لا يحكمهم شخص ، بل مؤسسات و قوانين و تشريعات.
الرئيس القادم إمّا احمق اخرق والله المستعان وإمّا الوليّة وأيضا يعين الله الشعوب حين تتولّى أمورهم صاحب الكيد والمكر العظيم .. وطبعا نحن جالسين فقط لنتلقّى الضربات من هذا او ذاك حيث سياسات الدول العربية جعلتها تابع وإمّعة