دشن الحزب الإسلامي الحاكم في المغرب حملته للانتخابات البرلمانية في المملكة اليوم الأحد (25 سبتمبر/ أيلول 2016) مهوناً من حدة التوترات مع المؤسسة الملكية.
وسيكون الاقتراع المقرر في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل هو الثاني منذ اندلاع احتجاجات على غرار ما سمي الربيع العربي في 2011 وهي الاحتجاجات التي دفعت العاهل المغربي محمد السادس لوضع دستور جديد ينزع فتيل الاضطرابات ويمنح مزيداً من الصلاحيات للحكومة المنتخبة.
وبينما أسقطت احتجاجات 2011 حكام ليبيا وتونس ومصر نجح الملك محمد السادس في إخماد الحركة الاحتجاجية في بلاده من خلال نقل بعض صلاحياته وزيادة الإنفاق على الشئون الأمنية. ورغم ذلك حافظ الديوان الملكي على السلطة في النهاية.
ويسعى حزب العدالة والتنمية -الذي يقود الائتلاف الحاكم وهو حزب إسلامي- إلى تعزيز مكانته رغم عدم دخوله في تحد صريح مع المؤسسة الملكية التي ترتاب في شأن مشاركة السلطة مع الإسلاميين ولا تسير في هذا الاتجاه.
وقال رئيس الوزراء وزعيم حزب العدالة والتنمية عبد الإله بن كيران أمام آلاف احتشدوا في أحد الاستادات الرياضية في الرباط "هذه علامات النصر". وردد الموالون للحزب هتافات مناوئة للفساد والتي يعتبرها الحزب إحدى سياساته الرئيسية.
وأضاف بن كيران أنه "في 2011، العدالة و التنمية قال لا. لن نغامر بملكيتنا... الآن عدم الاستقرار انتهى بفضل الإصلاح".
ومن المقرر أن تختار الانتخابات 395 مشرعاً لمجلس النواب. وسيختار الملك رئيس الوزراء من الحزب الذي سيفوز بغالبية المقاعد. وعلى الأرجح سيظل حزب العدالة والتنمية هو الحزب الحاكم.
وسيكون على الحزب الفائز خوض أسابيع من الحوارات الشاقة لتشكيل ائتلاف مع الشركاء السياسيين التزاماً بقانون الانتخابات الذي لا يسمح لأي حزب بالاستئثار بالسلطة.
ويمثل حزب الأصالة والمعاصرة المنافس الرئيسي لحزب العدالة والتنمية. ويتعهد الأول بمواجهة التيار الإسلامي وإلغاء أي إصلاحات نفذها حزب العدالة والتنمية دون رضا شعبي وعلى رأسها إصلاح نظام التقاعد.
وفي محاولة منه لتخفيف حدة التوتر بين حزب العدالة والتنمية والمؤسسة الملكية قال بن كيران "طيلة خمس سنوات تعاملنا مع المؤسسة الملكية بمنطق التعاون وليس بمنطق المواجهة".
وكان حزب العدالة والتنمية وحليفه الأصغر اتهما المؤسسة الملكية بالانحياز لحزب الأصالة والمعاصرة.
ويقول الديوان الملكي إن العاهل المغربي يقف على نفس المسافة من كل الأحزاب السياسية.
وقال محمد الصديقي عمدة الرباط وعضو حزب العدالة والتنمية "اشتغلنا ونشتغل بكل رزانة وبكل هدوء لنحقق المراد بدون نزاعات وبدون مواجهات".