واجهت شرطة شارلوت في جنوب شرق الولايات المتحدة ضغوطا كبيرة اليوم الجمعة (23 سبتمبر/ أيلول 2016) لنشر تسجيل فيديو لمقتل رجل أسود برصاص شرطي، بعدما رفضت ذلك تكراراً رغم ليلة ثالثة من التظاهر خرقت حظراً للتجول.
ويناقض رفض الشرطة المحلية موقف السلطات في اوكلاهوما حيث جرت حادثة مشابهة الجمعة الفائت في تالسا. وسمح نشر التسجيلات بإحراز تقدم سريع في التحقيق وتوجيه التهمة بعد ايام الى الشرطية المعنية.
وليلة الخميس الجمعة كانت هادئة نسبيا في شارلوت بكارولاينا الشمالية مقارنة بالليلتين السابقتين رغم اعمال عنف متقطعة.
واستجابت الشرطة جزئيا لمطالب المتظاهرين الملحة بشأن تسجيلات الفيديو، فوافقت الخميس على ان يشاهد اقارب كيث لامونت سكوت (43 عاما) الذي قتل الثلثاء تسجيلات الحادث.
الا ان التسجيلات لا تحسم نقطة الخلاف الرئيسية بين الشرطة التي تؤكد انه كان يمسك سلاحا بيده واقاربه الذين يقولون انه كان كتابا، بحسب احد محامي الاسرة.
والجمعة صرحت رئيسة بلدية شارلوت جنيفر روبرتس عبر قناة "سي ان ان" "يجب نشر التسجيل" مؤكدة انها "مسألة توقيت".
واوضحت انه ما دام التحقيق جاريا "فان نشر عنصر (من الملف) في وقت سابق لاوانه قد يهدد التحقيق بمجمله".
اما قائد الشرطة المحلية كير باتني فأكد انه يدرك مدى الترقب لنشر الفيديو الذي بات يصور على انه "العلاج الناجع"، وتدارك "لكن يمكنني ان اؤكد لكم ان هذا ليس صحيحا".
وتابع "اذا نشرته هكذا، من دون الخلفية المناسبة، فقد يؤدي الى صب الزيت على النار وتدهور الوضع".
شفافية
شكل التصريح الاخير لكير ردا على وابل الانتقادات التي استهدفت الشرطة.
كذلك اعتبر وزير العدل في كارولاينا الشمالية روي كوبر الجمعة ان الطريقة الفضلى "للبحث عن الحقيقة" والعمل من اجل "التقارب" تكمن في "نشر التسجيلات".
وكانت وزيرة العدل الاميركية لوريتا لينش عبرت بالامس عن تاييد نشر التسجيلات وقالت "عندما يتم نشر معلومات، ولو كانت مشاهدتها قاسية...فان مجرد ابداء مزيد من الشفافية اكثر فائدة من القيام بالعكس".
وهذا الامر اثبت في تالسا حيث قتل اسود اخر هو تيرينس كراتشر يوم الجمعة الفائت برصاص الشرطة بعد ان سار الى سيارته رافعا يديه.
والخميس وجه الاتهام الى الشرطية التي اطلقت النار بالقتل غير المتعمد، وبانتظار المحاكمة افرج عنها الجمعة بكفالة 50 الف دولار.
على الارض، تحسنت الاجواء بشكل كبير الليل الفائت مقارنة بالعنف الذي ساد الليلتين السابقتين. واوقف الامن ثلاثة اشخاص مقابل 44 في الليلة السابقة بحسب باتني.
كما سعت الشرطة الى البقاء بعيدا عن المتظاهرين ولم تطبق منع التجول لتجنب تاجيج العنف.
وباستثناء متظاهرين على احدى الطرقات تم تفريقهم بالغاز المسيل للدموع، غاب العنف عن شارلوت حيث تظاهر مئات امام عناصر الحرس الوطني الذين حضروا تعزيزا للشرطة المحلية.
وتشهد الولايات المتحدة منذ سنتين تصاعدا في التوتر العرقي مع تكرار حوادث قتل سود غير مسلحين في أحيان كثيرة بأيدي شرطيين، وبسبب المعاملة العنيفة التي يلقاها السود من الشرطة.