الخسائر المالية التي عصفت ببنك البحرين الدولي وأدت إلى قرار بتسييل استثماراته هي أول حال من نوعها تحدث في البحرين لمصرف عريق منذ أن اتخذت هذه المصارف المملكة قاعدة لها في العام 1976 ولكنها مؤشر قوي لبعض المصارف الأخرى التي لاتزال تعاني من مصاعب مالية مشابهة.
كما أن ذلك مؤشر إلى عدم الاعتماد كليا على الاستثمارات الخارجية وخصوصا من الولايات المتحدة الأميركية التي كانت تعتبر في السابق السوق الوحيدة المزدهرة والتي يجني من ورائها المستثمرون أرباحا طائلة ويعتبرون الاستثمار في البلدان العربية غير ذي قيمة.
فهناك مصرف آخر يعاني تقريبا من المشكلات نفسها على رغم الثقة في أن يتجاوز المحن التي يمر بها حاليا. وهناك مصرف ثالث يحتمل أن يلحق به في المستقبل ما لم تتغير نظرتهم إلى الاستثمار في المنطقة العربية التي كانوا يعتبرونها من الأسواق المتخلفة.
فقد بادرت المؤسسة العربية المصرفية في أخذ الزمام في نقل بعض استثماراتها من الدول الأوروبية وكذلك الدول الأميركية إلى العالم العربي وهي خطوة ستعزز وضع المصرف المالي وتقود إلى تحقيق أرباح في أسواق عربية واعدة.
فمتى كان الاستثمار في المنطقة العربية التي كانت تشهد ومنذ عشرات السنين مشروعات إنمائية ضخمة يعتبر من المجازفة؟ هذه النظرة مهدت لشركات أجنبية بل ومصارف أيضا في استغلال الوضع الذي كان قائما آنذاك.
وحتى لا «تبكي على اللبن المسكوب»، على المصارف المحلية والأجنبية العاملة في البحرين أن تعيد حساباتها وتغير من السياسة المتبعة في وضع جميع استثماراتها في سلة الدول الأوروبية والأميركية والأجدر أن تنال المنطقة التي تخرج منها هذه الاستثمارات الجزء اليسير منها واستغلالها في تنمية عجلة التقدم.
فهناك الكثير من الفرص الاستثمارية التي تنتظر المستثمرين في البلدان العربية الإفريقية مثل السودان وهو أكبر بلد عربي يحتوي على فرص إذا تم استغلالها فستدر أضعاف ما يحلم به المستثمرون العرب على رغم أن لكل استثمار مخاطره
العدد 513 - السبت 31 يناير 2004م الموافق 08 ذي الحجة 1424هـ