العدد 5117 - الجمعة 09 سبتمبر 2016م الموافق 07 ذي الحجة 1437هـ

دول تتسلى بأخطر لعبة.... «الطائفية»

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

بالمناسبة، وتوضيحاً للتوضيح، فبادئ ذي بدء، حين نهاجم خطر «الطائفية»، فإننا بذلك لا نقصد ديناً عن دين أو طائفة دون طائفة أو بلداً دون آخر، فالطائفية مدمرة لكل الأوطان ولكل المكونات ولكل الشعوب، ولا حاجة لأن «يقفز» فلان وعلان ليكرر العبارة السمجة ذاتها: «ولماذا لم تذكر الطائفة الفلانية... ولماذا لم تذكر الدولة الفلانية... ولماذا ولماذا؟».

حسناً، لو طرحنا سؤالاً نوجهه إلى جميع العرب والمسلمين «تحديداً» مفاده: «هل تعتقد أن الدول العربية والإسلامية تعاني من ظاهرة «الطائفية والتشدد والتكفير والتطرف؟»، وبالطبع، ليس هنا السؤال في سياق بحث علمي، ولكنه ارتجالي بحت، ولنسأله لأنفسنا أولاً... بالتأكيد، لن يجرؤ أحد منا على القول إن البلدان العربية والإسلامية «سمن على عسل»، والمواطنة فيها متساوية والحقوق والواجبات على ثنائية ميزان العدالة... و... و... بل سنصاب بالكثير من الوجع مما نعيشه من تفاقم دموي فتاك للطائفية وممارساتها، إلا أن السؤال المهم الذي كررته كثيراً: «لماذا تتحدث الكثير من الدول العربية والإسلامية عن حقوق كل المواطنين، أقليات أم أكثريات، مسلمون أم غير مسلمين، موالون أم معارضون... في العيش الكريم وممارسة حرياتهم ومعتقداتهم وأفكارهم، ثم بعد ذلك لا يعدو ذلك الكلام الحبر الذي كتب به؟ ولماذا في كل البلاد العربية والإسلامية هناك جوقة من الفاسدين الفاشلين في الشئون الإسلامية والإعلام والتربية والتعليم وفي أكثر من قطاع حيوي، يتضامنون جميعاً ويحصلون على النفوذ والسطوة ليفعلون ما يشاءون من إضرار بالسلم الاجتماعي والوحدة الوطنية ولا يمكن الوصول إليهم بالقانون لأن «الجدار القوي من الحماية» يمنع ذلك؟

هناك دول عربية وإسلامية تتسلى بالطائفية وتتسلى بسياسة «فرق تسد»، ولننظر إلى البقعة العربية والإسلامية على الخارطة، ولنقدم بلداً عربياً أو إسلامياً تميز بحملة قوية إعلامياً واجتماعياً وفكرياً ومهنياً ليزرع في نفوس أبنائه الانطلاقة الأهم والأقوى لبناء المجتمع، وهي «المواطنة» الكاملة من دون تمييز وتفرقة ومذهبية واستهداف وقمع وظلم وجور؟ ألا يمكن قراءة ما يحدث في اليمن، ليبيا، سورية، العراق، لبنان، مصر (سيناء)، ومتفرقات هنا وهناك، ألا يمكن أن نعتبر ذلك تحت عنوان «المؤامرة الغربية على الأمة»؟ وهل سنبقى نكرر هذا العبارة ونحن ندرك تماماً أن النار الطائفية وإشعالها وإذكاءها والنفخ فيها لم تعد مهمة الغرب... بل مهمة العرب والمسلمين ضد بعضهم البعض! وما يثير الضحك هو أن أجهزة الإعلام العربي والإسلامي تضحك على نفسها وهي تعيد وتكرر في البرامج التي تتحدث عن «حلاوة التسامح والأسرة الواحدة وحق الناس في اعتناق الأديان والمذاهب»، وفي الوقت ذاته، الإعلام ذاته هو الذي يحرض ويثير التناحر والاضطرابات...

هل يمكن أن نعيد قراءة توصيات مؤتمر «هرتزيليا»؟ يبدو ذلك، لكنه لن يكون نافعاً لطالما المجتمعات العربية والإسلامية أصبح «أفيونها» الطائفية، وزراعة ونشر الكراهية هي أسلوب للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى... بالمناسبة، عندما كتبت وكتبت وكتبت عن سلطنة عمان واعتبارها الأنموذج الأسمى و «الأجمل» في العالم العربي والإسلامي لمعنى «الأسرة الواحدة»، قال بعض الأصدقاء إنني أبالغ، لكنهم حين زار بعضهم عمان صيف هذا العام، عاد ليقول ما قلته وأكثر... فسلام إلى سلطنة عمان.

أما عن مؤتمر «هرتزيليا»، فليت القارئ الكريم يبحث عن هذه المفردة في محرك البحث «غوغل» لتنقل له ما يغنيه... فنحن أمام لعبة خطيرة... هي لعبة أصبحت الكثير من الدول تتسلى بها، وإن قال قائل إن كل ذلك يأتي من الغرب، فليس صعباً مشاهدة حجم الإعلام الفضائي العربي الذي تم تخصيص جزء منه «للنيل من الشيعة)»وجزء منه «للنيل من السنة» وجزء آخر للنيل من كل صوت يؤمن بأن المواطنة من حق الجميع، وحرية ممارسة المعتقدات من حق الجميع، على أن تعدو وتخرج من الأوراق في الأدراج ومن لقلقات الألسن وتدخل مدخل الممارسة الحقيقية... من حقي كمواطن أن أدين بالدين الذي يناسبني... وأعتنق المذهب الذي أريده... وأتحدث وفق حقوقي في التعبير... من دون أن يتقافز إعلاميو زبالة الطائفية وكتاب «مرواس الطرب المذهبي» وفضائيات «الراقصة بشرف وعفة» لتنال من حقي في الحياة.

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 5117 - الجمعة 09 سبتمبر 2016م الموافق 07 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 3:55 م

      بالله عليكم ما دخل القضايا والاحكام وخاصة المتعلقة بالامن من حرمان مواطن من حقوقه الاساسية الأساسية واضع تحتها مليون خط.

    • زائر 21 | 8:24 ص

      فى اناس من المسلمين عندهم كل المسلمين كفار ماعدا هم مسلمين وكل المسلمين سيدخلون النار بس هم اصحاب الجنه كانهم يعلمون قاتل الله الجهل وقاتل الناس السدج الذين يتبعونهم

    • زائر 19 | 7:45 ص

      وأزيدك زيادة قرآنية..أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
      بسم الله الرحمن الرحيم
      《لكم دينكم ولي دين》
      خلق الله الخلق مختلفين اختلاف بألسنتكم بألوانكم بالتفكير بالرأي إذ ﻻبد للبعض من اقحام رأيه ومعتقده على الجميع هذا خلاف العقل السوي وفي نهاية المطاف إن لم تكن معي فأنت ضدي فإذا كنت ضدي فلابد من... وﻻ بد من... طبعا هذا تفكير أعوج منحط وغلط فالتركيز ينبغي أن يكون على المشتركات فيما بينك وبين الخلق للأسف تسوون روحكم أنكم تعتنون بالقرآن وحفظه وتلاوته و تفسيره

    • زائر 17 | 6:19 ص

      ويفكرون ببث الطائفية سينجحون مايدرون ان الطائفية بترتد على الجميع ولا احد فيها سالم والتاريخ فيه عبر ودروس

    • زائر 16 | 5:43 ص

      يا احي العزبز و في الدول الخليج العربي في اسرة فقط

    • زائر 15 | 5:19 ص

      ما هي الطائفية؟ ما هو التعريف الصحيح للطائفية؟

    • زائر 14 | 3:25 ص

      أصبح المذهب هو البوصلة لتهام هذه الدولة أو هذه القنواة بالطائفية ويستوي في هذا ألمواطن العادي والمثقف حتى الصحفيين في نفس الدولة الواحدة أصبح انتمائهم المذهبي هو بوصلتهم للوقوف مع هذا الطرف أو ذاك والمحايدين أصبحوا عملة نادرة ومايهمنا هنا هو وطننا البحرين الغالي نبعده عن هذه الفتنة الكبرى في المنطقة وهذا لا يأتي بالكلمات بل بقبولنا جميعاً كشعب بالعمل السياسي المشترك بيننا فما يقرب حل ازمتنا إلا بو حدتنا في جمعيات سياسية وهذا العمل هو الذي يعزز الثقة بيننا وأي مطالب أو تغيير انشاء الله لاتفرقنا

    • زائر 10 | 2:23 ص

      لم نعرف الطائفية القذرة في المشرق العربي قبل عام ١٩٧٩

    • زائر 13 زائر 10 | 3:21 ص

      صدقت قبل علم ١٩٧٩ انتشر الفكر الطائفي

    • زائر 7 | 1:09 ص

      من سل سيف البغي رد عليه و لكنهم لا يدركون هذا الا بعد فوات الاوان

    • زائر 6 | 1:09 ص

      دائما أذكّر بما يتناساه المسلمون ما ويتساهلون في أمره فقد قال تعالى في آيتين منفصلتين :(والفتنة أشد من القتل )
      (والفتنة أكبر من القتل) والمعنى واضح من خطورة الفتن التي يتساهل البعض في اشعال نارها واذا نظرنا الى ما أعدّ الله للقاتل من عذاب مخلّد في النار فكيف بمن يكون فعله اكبر وأشدّ من القتل؟

    • زائر 5 | 1:08 ص

      المشكلة انهم لا يقرؤون التاريخ و يأبون الا أن يكونوا عبرة لمن تعتبر

    • زائر 4 | 12:47 ص

      أمران خطيران جدا وهما:1- تشجيع الارهاب وزجّ الشباب المسلم في حروب وقتال للتخلّص منهم ومن مطالبهم.
      2-اشعال الفتن الطائفية للتخلص والتهرّب من الاستحقاق الشعبية .
      نحن الآن نعيش بداية الخطر الذي سوف يتفاقم حتى يفلت زمام الأمور ويأسف من أسس ذلك

    • زائر 2 | 11:43 م

      اتفق معك أخي الكاتب تماما
      وفي جزئية سلطنة عمان الله يحفظها اتفق معك تمام التمام
      وعن الطائفية الرسمية فأكثر منطقة في العالم تعتتقها رسميا فهي دول الخليج العربي

    • زائر 9 زائر 2 | 2:14 ص

      الدستور الإيراني لايحق ان يكون رئيس الدوله الا جعفري اثني عشري
      وتقول الخليج العربي بتبني الطائفيه

    • زائر 1 | 11:13 م

      الفتن وتدمير الأوطان والطائفية

      لنتحتكم إلى أروقة الأمم المتحدة ودول العالم وقادتها ، لقد حددوا دوله بعينها بالموضوع الذي تتكلم عنه في مقالك هذا ؛ أعطيك مثال واحد فقط (سوريا ) السوريين أصحاب الحضاره الضاربه في التاريخ ، هل من المعقول أن يأتي أحدهم من قحالة الصحراء لكي يحدد مصيرهم ؟

    • زائر 3 زائر 1 | 11:45 م

      أحسنت. ..وأحسن الكاتب المبدع. . ولهذا فإن ذلك القاحل المربي للفتن والطائفية والدمار غرته أمواله وجاء الدور الذي ينقلب فيه السحر على الساحر.

اقرأ ايضاً