أيتها الموسيقى... إن في أنغامك الساحرة ما يجعل جميع لغتنا عاجزة قاصرة، ايها الكمان في نغماتك سحر لا يعرف كنهه غير عشاق الحياة والحلم، أيتها القيثارة رفقا بالحالمين فموسيقاك ساحرة حد الجنون، أيها الإيقاع رويدك فالجمهور وصل حد النشوة بالموسيقى فعجيب أمر هذه الموسيقى لا تمس شيئا إلا جعلته صافيا نقيا كذلك نغمات كمان ياسمين عزيز في البازيليك بلسم للقلوب المرهقة والنفوس الحالمة بالأفضل.
جميلة وحضورها على الركح مميز، تخاطب الكل وتضاحك الجمهور وتدعوه كل مرة لمشاركتها حلمها، تعانق كمانها مثل حلم صغير تخاف انسيابه من بين يديها، في سهرة استثنائية ومع فنانة أكثر من استثنائية كان لقاء أبناء طبرقة مع عازفة الكمان التونسية الهوى عالمية العزف ياسمين عزيز» التي تحضر للمرة الأولى في طبرقة... قالت «سعيدة أنني هنا ألعب موسيقى الجاز وقد غيرت البرنامج كليا ليتلاء مع المهرجان فأرجو وأن تستمتعوا كما استمتع بمغازلة الكمان» هكذا قالت وهي ترحب بجمهورها، بحسب تقرير لصحيفة "المغرب" الاثنين (5 سبتمبر/ أيلول 2016).
على الركح تتماهى الموسيقات، انصهار موسيقى القيثارة مع الإيقاع وصوت الكلافيي يعاند الألوان التي امتزجت مع النغمات فبدا الركح كلوحة تشكيلية جميلة الألوان كلما نظرت إليها إلاّ وطلبت المزيد.
الصوت والضوء مثلا نقطة قوة في مهرجان الجاز او «ويكاند الجاز» كما سموه، تكلفته ليست بباهضه «35 ألف دينار» لتكون النتيجة صوتا واضحا وضوءاً مثيراً يلفت الانتباه ويحقق المتعة للمتفرج.
توسطت الركح كأميرة تحيط بها وصيفاتها، أميرة تتغنج بأجمل النغمات، موسيقى وكأنها رحلة قدسية إلى عالم يسوده الحب، ياسمين عزيز فاحت موسيقاها كما شذى الياسمين أمتعت جمهور طبرقة بموسيقى رقيقة حينا وصاخبة حينا آخر، في البازيليك وبعزف ياسمين عزيز يمكنك ان تستمتع بتغاريد الطيور وتنتشي بإلياذة الحب وتهاب العاصفة وتعاند النجوم في عليائها.
ياسمين عزيز عزفت لجمهور طبرقة مجموعة من أغاني الجاز العالمية، غنت وتفاعلت مع الموسيقى، ياسيمين عزيز يعرفها الجمهور التونسي بإبداعها في عزف أغاني تونسية قديمة منها «يا خليلة» و«تحت الياسمينة في الليل» ولكن في طبرقة خيرت برنامج جاز فقط كما هو اسم المهرجان مع تقديم معزوفة «سيدي منصور» التي تعزفها ياسمين اينما حلت لتقديم الموسيقى التونسية للآخر، وعزفت وغنت تونس يا غالية التي اهدتها لتونس اغنية ومعزوفة تفاعل معها جمهور الجاز وصفقوا لتونس كثيراً.
تتمايل نغمات الكمان في رقصة الحياة تصاحبها بقية الآلات في معزوفات تخلب الروح، ياسمين عزيز عزفت ونقرت على الكمان وتلاعبت بأوتار التها وكان صوت داخلي يقول «أحاول أن أنسى كل شيء وأعبر مثل الفراشة فوق ألسنة النار. أن أنام وسط الألوان يخلقها قلبي ويؤثثها جنوني الخفي. أراني أحيانا طفلة صغيرة تركض وسط قوس قزح، تسير في التيه الجميل، في خط مستقيم قبل أن تعبث بالألوان بمتعة غريبة وبعبثية مطلقة» كما كتب واسيني الاعرج في مملكة الفراشة.
ياسمين عزيز تجربة نسائية استثنائية في العزف على الكمنجة، تغازل الكمنجة وتدللها كطفلتها الصغيرة، ألوان زاهية انتشرت في فضاء البازيليك التاريخي، فزادت الفضاء بهجة، موسيقى عالمية ومتعة تذوقها جمهور الجاز، موسيقى هي الحب يبحث عن كلمة وياسمين عزيز غنت أجمل الكلمات ليكتمل مشهد الحب تماما كاكتمال القمر وتبدو ياسمين عزيز طفلة الكمان الجامحة والمدللة مثل نجمة تلألأت في سماء طبرقة في ليلة صيفية زينتها الموسيقى وفاح الحب في كل اركانها.
في 2017 سيكون مسرح البحر جاهزاً... مليار ونصف اعتمادات رئاسة الحكومة لإنجاز المسرح
1200 متفرج هي سعة فضاء البازيليك ولكن ابناء طبرقة مستعدون لانجاز تظاهرات في الفضاء الجديد «مسرح البحر» وفي لقاء مع «المغرب» أشار امين مال مهرجان الجاز حكيم عماري أن الاشغال انطلقت وسيحرصون على ألا تتجاوز التسعة أشهر لتكون الدورة القادمة من المهرجان في مسرح البحر.
وأضاف أن أسباب التعطيل تمثلت في عدم ملكية العقار وأشار أن رئيس الحكومة وعد بمليار ونصف لاستكمال الأشغال وحُوّلت الاعتمادات ولكنها بقيت في وزارة المالية لحين الحصول على ملكية العقار وقيمته «120 الف دينار» من منتز طبرقة وفي البداية ارادوا من البلدية التدخل وشراء العقار وفض الأشكال ولكن أمام عدم تدخل البلدية تدخل الوالي ورصد الـ «120 الف دينار» عن طريق المجلس الجهوي و تم اقتناء العقار ثم قامت بلدية جندوبة بطلب عروض و تم ترشيح احد المقاولين لإتمام الأشغال وسنحرص على أن لا تتجاوز التسعة اشهر كما هو متفق عليه في طلب العروض.