انييستا أحد أبرز لاعبي الجيل الذهبي في برشلونة ومنتخب إسبانيا. فاز بكل الألقاب مع ناديه وبأهم الألقاب مع منتخب بلاده. كان انتقاله إلى برشلونة أشبه بدواء مر عليه أن يتجرعه، لكنه من اختار ذلك، حسب سيرته الذاتية.
قدم أندرس انييستا من نادي "الباسيتى بالومبيه"، بمسقط رأسه، منطقة "الباسيتى" بشرق إسبانيا، إلى نادي برشلونة، عندما كان عمره 12 عاما فقط.
وربما يعتقد كثيرون أن يوم وصول هذا الصبي الصغير إلى العملاق الكتالوني بأقصى شمال شرق إسبانيا هو أسعد أيام حياته، لكن المسألة على النقيض تماما، حسب ما ذكر انييستا في كتاب يتضمن مسيرته بعنوان "خطوة حياتي".
وكتب مهندس خط وسط برشلونة والمنتخب الإسباني: "نعم، تبدو المسألة غير معقولة، لكنها صحيحة: أسوأ يوم عشته في حياتي كان في لا ماسيا".
شعرت بالخسارة والوحدة في لا ماسيا
"لا ماسيا" هي أكاديمية إعداد وتدريب الناشئين بفريق برشلونة، وتقع بالقرب من الملعب الشهير "كامب نو" وافتتحت في العام 1979.
ويرجع الفضل في سمعتها الكبيرة من بعد إلى فترة السنوات الثماني، التي تولى فيها أسطورة برشلونة الراحل يوهان كرويف، تدريب الفريق، إذ نقل إليها أفكار أكاديمية فريق أياكس أمستردام الشهيرة، التي افتتحت في ستينات القرن الماضي، وتخرج منها لاعبون صنعوا مجد أياكس في السبعينات.
وقد تخرج من "لا ماسيا" باقة من ألمع النجوم الإسبان وغير الإسبان، وفي العام 2010 وقف ثلاثة من خريجي تلك الأكاديمية، للتنافس على لقب أفضل لاعب في العالم وهم: ميسي، انييستا، وتشابي، ومعلوم أن ميسي فاز باللقب.
ويقول أندرس انييستا (32 عاما) عن بدايته في "لا ماسيا": "كان لدي شعور بالخسارة والوحدة، كما لو كنت فقدت شيئا عميقا بداخلي. كان وقتا عصيبا جدا، لكني كنت أريد أن أكون هنا، لأنني كنت أعرف أنه الأفضل لمستقبلي - قرار إنييستا بترك مسقط رأسه والمجيء إلى برشلونة كان في منتهى الصعوبة –"، وتابع نجم خط الوسط: "وجوب تركي لأسرتي وعدم قدرتي على رؤيتها كل يوم كان (أشبه بـ) حبة دواء شديدة المرارة، وكان يجب علي بلعها... لكن أنا نفسي من اتخذت القرار وقد أثر ذلك في".
حذاء رياضي يذكره من أين جاء
يرتبط انييستا وجدانيا بأسرته ومسقط رأسه كثيرا. وحينما خاض مباراة مع منتخب إسبانيا أمام جورجيا في "الباسيتي" في أكتوبر/ تشرين الأول 2013، وانتهت بفوز إسبانيا 2- صفر ضمن تصفيات مونديال البرازيل 2014، قال إن تلك المباراة كانت ذات طابع خاص بالنسبة له.
وعبر عن مشاعره تجاه أهل مدينته بقوله "انتابتني مشاعر فياضة للغاية هذه الليلة. هؤلاء الناس يحملون حماساً شديداً تجاهي، وهو إحساس متبادل". في "الباسيتي" قضى إنييستا طفولته المبكرة، ولا ينساها وقال ذات مرة: "أدخر والدي من أجره لثلاثة أشهر كي يشتري لي حذاء رياضياً، واليوم أملك المال ولكن في كل مرة أنظر فيها إلى زوج الأحذية ذاك، أعرف من أين أتيت".
مر الآن 20 عاما منذ قدم انييستا إلى برشلونة، ومنذ انتقل للعب في الفريق الأول في برشلونة قبل 14 عاما استطاع النجم، الذي يجيد اللعب بكلتا قدميه أن يحرز مع الفريق 27 لقبا بين الدوري الإسباني وكأس إسبانيا ودوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية. كما فاز مع منتخب بلاده بأمم أوروبا مرتين وكأس العالم مرة، وهو واحد من أهم لاعبي الجيل الذهبي في ناديه ومنتخب بلاده.
وفي الموسم الـ 15 مع برشلونة لم يستطع انييستا اللعب حتى الآن بسبب إصابة في ركبته، لكنه اليوم الاثنين (الخامس من سبتمبر/ أيلول 2016) أصدر سيرته الذاتية في كتاب "خطوة حياتي"، يتذكر فيها أهم لحظات مسيرته العامرة.
خوش لاعب من القلائل الي حافظوا على مستواهم من الفريق الي فاز بكاس العالم.