افتتحت اليوم الأحد (4 سبتمبر/ أيلول 2016) الغرفة الترفيهية بقسم عبدالله كانو لعلاج أورام الأطفال بمستشفى السلمانية، والذي تكفلت جمعية أمنية طفل بتجديدها وإعادة صيانتها وتزويدها بعدد من الألعاب الترفيهية والتثقيفية بهدف إسعاد الأطفال خلال فترة علاجهم بالقسم، وذلك برعاية وزيرة الصحة فائقة سعيد الصالح.
وأعربت وزيرة الصحة عن سعادتها بافتتاح مثل هذه الغرفة للأطفال المصابين بمرض السرطان، منوهة بأن الترفيه شيء مهم للطفل الذي يخضع للعلاج حتى لا يشعر بالوحدة والعزلة، ودمجهم مع بعضهم بعضاً في مثل هذه الغرفة، عامل نفسي كبير يساعد على الشفاء، وينسي الطفل أغلب أوجاعه وآلامه، بخلاف عزلة المريض في غرفة مغلقة بعيداً عن الأطفال والحركة واللعب، وقدمت شكرها لجمعية أمنية طفل على مبادرتها وانشائها هذه الغرفة وكل المساهمين والمتبرعين.
وقالت إنه تم التنسيق مع وزارة التربية والتعليم لتوفير المدرسين للأطفال الذين يعانون من مرض السرطان أو أي مرض آخر لمتابعتهم طيلة فترة تواجدهم في المستشفى وحتى لا يتأخروا دراسيّاً عن ركب زملائهم بما فيه خيرهم ومصلحتهم، وعندما يعودون الى مقاعد الدراسة سيكون هناك اهتمام ورعاية من قبل الادارة المدرسية والمشرف الاجتماعي لحالة الطفل الخاصة ومراعاته في الكثير من الامور، مشيدة في هذا الصدد بزيارة وزير التربية والتعليم للأطفال المرضى خلال الأسبوع الماضي في مجمع السلمانية الطبي، وتأكده من توافر جميع احتياجاتهم وهذا ما يضمن إلزامية التعليم.
من جانبها، أثنت رئيسة جمعية أمنية طفل، منال العوضي على تعاون وزارة الصحة وسيدة الأعمال صفية كانو من خلال السماح للجمعية بتجديد وإعادة تجهيز الغرفة الترفيهية التي كانت تعد إحدى أمنيات الأطفال الذين يتعالجون في القسم وسعت الجمعية إلى تحقيقه.
وقالت: "تتشرف جمعية أمنية طفل بأن تترك بصمتها في كل ما من شأنه إسعاد الاطفال، فالاستقرار النفسي للطفل كان أحد أهم أولويات الجمعية التي عملت على وضع الخطط وسعت نحو تنفيذ المشاريع التي لها أثر إيجابي على نفسية وصحة الاطفال المرضى بالذات، وكان تجديد الغرفة الترفيهية أحد تلك المشاريع التي عملت على تنفيذها بمساعدة عدد من اصحاب الايادي البيضاء الذين دعموا الجمعية ماديا ومعنويا من اجل إظهار الغرفة بهذا الشكل المميز والمريح للطفل وذويه".
وأضافت "فرحتنا اليوم لا توصف، فكيف ستكون فرحة الاطفال الذين يقيمون لفترات طويلة في القسم للعلاج من السرطان، والذي نتمنى أن تكون هذه الغرفة أحد أسباب إسعادهم وتخفيف الآمهم خلال فترة العلاج، حيث تم وضع أحدث الألعاب الترفيهية والإلكترونية الى جانب ركن خاص بالقراءة، وتم تصميم حديقة داخليه خضراء زجاجية تدخلها أشعة الشمس من كل جانب يستطيع الطفل فيها الاستمتاع باللعب في الرمل العضوي وألعاب أخرى تمت مراعاة أن تكون جميعها مصنعة من مواد صحية وعضوية غير ضارة وتناسب وضع الطفل الصحي في القسم. ولم ننس اًولياء الامور ايضا عند التخطيط للغرفة حيث تم تخصيص ركن خاص يحوي جلسة مريحة ومكتبة واجهزة الكترونية حتى يستطيع ولي الامر الاسترخاء خلال الساعات النهار ونوم الطفل، لذلك لا يسع جمعية أمنية طفل إلا أن تتقدم بالشكر الجزيل لكل من مكتب "دكان" للتصاميم الهندسية الذي تكفل بالتبرع بهندسة وتنفيذ المشروع بالكامل، وشركة بتلكو وجميع الأفراد والمؤسسات التي حرصت على دعم الجمعية ومساندتها طوال فترة العمل على تجديد الغرفة، مؤكدة استمرارها في العمل الجاد الذي من شأنه أن يسعد الأطفال".
وقامت الوزيرة بتكريم الجهات التي تبذل جهودا كبيرة في قسم أورام الأطفال بمجمع السلمانية الطبي.
من جهتها، أشارت منسق وحدة عبدالله كانو لعلاج أورام الأطفال خلود الساعي إلى انه بلغ عدد حالات مرضى السرطان لدى الأطفال منذ (يناير/ كانون الثاني 2016) عشرين حالة جديدة بعضها لاتزال خاضعة للعلاج والبعض تحت المراقبة سواء في الوحدة أو في العيادات الخارجية في مجمع السلمانية الطبي".
وأضافت "بلغ عدد الحالات الى ما يقارب 700 حالة في عشر السنوات الاخيرة"، مبينة أن أكثر أنواع السرطانات المتفشية هو سرطان الدم الذي يشكل 30 في المئة من عدد الحالات بالإضافة الى سرطان المخ وسرطان الغدد اللمفاوية.
وأوضحت أن عدداً كبيراً من الأطفال تعافوا من هذا المرض وأنهوا خمس سنوات من العلاج، مشيرة إلى ان وزارة الصحة ستقوم قريبا وبالتعاون مع الجمعيات الأهلية بالاحتفاء بشفاء هذه الحالات التي بلغت لدى الأطفال 75 في المئة بشكل عام، اي ان 25 في المائة لا يتماثلون للشفاء ومعظم هذه الحالات الصعبة هي الحالات التي تقاوم عملية العلاج من المرض، مشيرة إلى أن خمس حالات من مرضى سرطان الأطفال خاضعة للعلاج الدائم في الوحدة، وهناك حالات إقامة قصيرة يوميا تتراوح بين الخمس الى ثماني حالات.
ويشمل قسم أورام الأطفال ست غرف بمعدل غرفة لكل مريض، وأن هناك خططا مستقبلية لتوسيع وحدة أورام الأطفال في ضوء تزايد عدد الحالات وتضاعفها بمعدل ثلاثة أضعاف في السنوات الاخيرة بالإضافة الى خطط لزيادة عدد الممرضين وتدريبهم في الخارج وزيادة نسبة البحرنة.
من جانب آخر، أكد المريض السعودي حمزة إسكندر الذي تعافى من مرض السرطان أن وحدة الترفيه هذه تعد نموذجا رآه في الدول المتقدمة ويأمل ان تطبقه بقية دول الخليج، مؤكداً أن الحالة النفسية لمريض السرطان تنعكس سلباً أو إيجاباً على جهاز المناعة لديه والذي يؤثر على تعافيه من المرض، لذلك فمثل وسائل الترفيه هذه تساعد في شفاء المريض وتقوية جهاز المناعة لديه.