خاطب دونالد ترامب اليوم السبت (3 سبتمبر/ أيلول 2016) من كنيسة في ديترويت المواطنين الاميركيين من اصل افريقي واعدا اياهم بوظائف، في حين ينظر اليه السود بكثير من الريبة ويميلون في شكل اكبر للتصويت لمنافسته هيلاري كلينتون.
وقال المرشح الجمهوري الى البيت الابيض في كلمة غلب عليها الهدوء بخلاف المداخلات النارية التي درج عليها في تجمعاته الانتخابية "انا هنا للاستماع اليكم".
وفي وقت لا يزال فيه متأخرا عن كلينتون في استطلاعات الرأي مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، يسعى رجل الاعمال منذ بضعة اسابيع الى مد اليد لهذه الفئة من الناخبين التي تصوت تقليديا للحزب الديموقراطي، بعدما تجاهلها الى حد كبير.
واظهر استطلاع لصحيفة "يو اس ايه توداي" وجامعة سوفولك نشرت نتائجه أمس الأول (الخميس) انه لا يحظى بتاييد سوى اربعة في المئة من الناخبين السود.
واذ شدد على الحق في العيش بامان مع "وظيفة ذات دخل محترم"، وعد ترامب بان يمارس السياسة في شكل مختلف ويعيد بناء ديترويت مع "مصانع ومدارس في كل مكان".
وقال ايضا "اريد ان احرك الامور من اجلكم"، مشيرا الى "المتاجر المغلقة والناس الجالسين على الرصيف من دون عمل". ثم انضم الى الحاضرين في الكنيسة مشاركا في الصلاة.
وكان نحو مئة متظاهر تجمعوا امام الكنيسة في حضور المنافس السابق لترامب في الانتخابات التمهيدية بين كارسون الذي كان المرشح الاسود الوحيد.
وكتب على لافتة رفعها المتظاهرون "لن يحصل ترامب على صوتي".
ويقر عدد من السود في ديترويت بان ظروف معيشتهم لم تتحسن في شكل كبير خلال ولايتي باراك اوباما، اول رئيس اميركي اسود في تاريخ الولايات المتحدة، لكن قلة قليلة منهم مستعدة للتجاوب مع مبادرة دونالد ترامب.
وقال اريك وليامز الذي يتولى مساعدة صغار المتعهدين السود في المدينة الكبيرة شمال الولايات المتحدة لفرانس برس "لقد درسنا برنامج الحزب الجمهوري ووجدناه غير كاف. لقد استمعنا الى مرشحه فأثار غضبنا".
واضاف "لا يستطيع دونالد ترامب القيام باي شيء لتلميع صورته لدى الاميركيين السود".
"لم ننس"
واعتبرت شاريل التي لم تشأ كشف اسمها الكامل ان مجرد تصور ان ترامب يعتزم فعلا تبديد قلق المواطنين السود هو امر "عبثي"، وقالت "انها فقط ذريعة لالتقاط صور والقول +انظروا، انا لست عنصريا+".
وكان لإغلاق مصانع انتاج السيارات اعتبارا من سبعينات القرن الفائت تداعيات كارثية على المدينة حيث تعاني احياء بكاملها الحرمان.
واورد رينولدز فارلي الاستاذ في جامعة ميشيغن التي تدرس التنامي السكاني في المدينة "الطبقة الوسطى السوداء هي التي دفعت الثمن الاكبر".
وفي ما يتجاوز برنامجه الانتخابي، فان شخصية ترامب ومواقفه لا تصب البتة في مصلحته لدى الناخبين السود.
فقبل ان يخوض السباق الرئاسي، قاد قطب العقارات حملة ذات بعد عنصري شككت في وثيقة الولادة العائدة لباراك اوباما وتاليا في جنسيته الاميركية.
وعلق اريك وليامز "لم ننس هذا الامر".
من جهته، رأى ديفيد بولوك الناشط دفاعا عن الحقوق المدنية والمرشح لعضوية مجلس بلدية ديترويت ان لكلينتون افضلية حاسمة على ترامب: "لقد بنت مع الوقت علاقة ثقة مع ممثلي مجتمع السود".
ولان قلب النتيجة لمصلحته تبدو مهمة شاقة، قد يكتفي ترامب باقناع قسم من الناخبين السود بعدم الاقتراع في الثامن من نوفمبر.
وقال بولوك ان لهذه الزيارة "من وجهة نظر ترامب مبرراتها. لكننا نعلم بان الغاية منها ليست مساعدة ديترويت".
لا أثق بأي وعود للسود أو المكسيكي لأنه سيقلب الطاولة على الجميع