قبل أيام كَتَبَت «رويترز» خبراً عن منطقة في محافظة «ريف» دمشق تسمى «دارَيّا». الحديث كان عن اتفاق تم بين الجيش السوري النظامي ومسلَّحي المعارضة في تلك المدينة يقضي بإجلاء خمسة آلاف مدني (من أصل ربع مليون كانوا يسكنونها قبل الحرب) سيذهبون إلى حرجلَّة في الغوطة الغربية لدمشق، بالإضافة إلى جميع المسلحين المعارضين (1000 مسلح) سيتوجهون إلى إدلب شمال سورية، في مدة أقصاها 4 أيام، مُنهياً ذلك الاتفاق صراعاً في المدينة بدأ منذ العام 2012م.
ويقضي الاتفاق المذكور أن يدخل الجيش السوري إلى دارَيّا ويبسط سيطرته عليها ويصادر الأسلحة الثقيلة على أن يكتفي منتسبو المعارضة بحمل الأسلحة الخفيفة فقط. فـ دارَيّا تبعد عن مركز العاصمة دمشق 7 كيلومترات، وهو ما يجعلها غاية في الأهمية. وربما كانت أسباب توقيع هذا الاتفاق الآن وليس قبل ذلك هو هدوء الجبهة الجنوبية، وورود أنباء عن نية الجيش السوري النظامي تنفيذ اقتحام واسع للمدينة، وكذلك بعد أن دُمِّرَ المستشفى الوحيد فيها بفعل القصف المتبادل.
الحقيقة، أن مسألة الاتفاقات والمصالحات التي تجري في العديد من المناطق السورية هي صورة غائبة عن الإعلام إلى حدّ كبير. فعلى الرغم من أن مثل هذه الاتفاقات أنهَت صراعات كادت أن تُخلِّف مئات القتلى لو أنها حُلَّت بالخيارات العسكرية أو الأمنية، بات يُنظَر لها بريبة من قِبَل الأطراف المتشددة في المعارضة السورية التي سعت دائماً لإفشالها في أكثر من منطقة سورية.
وقبل يومين نجا الشيخ أبو عبدو الهندي، أحد أعضاء لجنة المصالحة في بيت سحم من حادث اغتيال تعرض له بعد خروجه من صلاة الجمعة، حيث أصيب في الكتف واليد، فضلاً عن الحملات الإعلامية التي تتهم تلك اللجان التصالحية بأنها من «عَبَدَة الدولار».
كانت باكورة المصالحات التي تمّت هي في تل كلخ بريف حمص الغربي قبل ثلاث سنوات، حيث ألقى المئات من المقاتلين، وفي مرحلة ثانية 400 آخرين بأسلحتهم وعادت المياه إلى مجاريها في تلك المنطقة. تكرر هذا الأمر في قدسيا والهامة والضمير وبرزة والقابون وقطية والزبداني وفي قرى القنيطرة ودرعا وتلبيسة والرستن وفي ريف حمص الغربي، وإن بشكل جزئي ومرحلي في بداية الأمر.
وفي فبراير/ شباط من العام 2014م وقعت فصائل سورية معارضة في كل من بيت سحم ويلدا وببيلا جنوب العاصمة دمشق على هدنة مفتوحة مع الجيش السوري النظامي ظلت صامدة لغاية الساعة من دون خروقات تُذكر، حيث سمحت الحكومة السورية ببقاء عدة فصائل معارضة في تلك المناطق كـ أحرار الشام ولواء شام الرسول والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام من ندون أن تتعرض لها.
العامل الأساس في تلك المصالحات هو القيادات الاجتماعية الدينية في المناطق التي تجري فيها. فسورية بها خليط عرقي وطائفي وقبلي متداخل، فضلاً عن الخليط الطبقي، وهو ما يجعل الطبقة المتسيّدة على تلك الأعراق والطوائف والمنازل الاجتماعية في واجهة المشهد، بحيث يكتشفون أن مصالحهم الخاصة والعامة قد أصبحت في مستوى واحد من الكتف ضمن معركة وجود تجري تحت أرجلهم، ما يُحتم عليهم المبادرة كي ينجوا مع مَنْ هو موجود في السفينة.
وفي أحيان كثيرة حدث أن كان المشروع على مستوى فردي، سواء من خلال مبادرة اجتماعية أو دينية، أو حتى مستهدِفاً أفراداً كآحاد وليس كجماعات وكتل مسلحة صمّاء. يكون ذلك عبر أشخاص يلونه في العرق أو الطائفة فيتم إعادته بضمانات الانتماء. وفي أحيان أخرى تكون المصالحة مع فصيل مكون من مئات المسلحين عبر القنوات ذاتها. لنا أن نتخيل أنه وبين شهرَيْ أبريل/ نيسان وأكتوبر/ تشرين الأول 2015م ألقى ستة آلاف مقاتل معارض أسلحتهم في محافظة دمشق وحدها.
ومع نهاية العام الماضي وصل عدد مَنْ ألقوا سلاحهم قرابة الـ 10 آلاف مسلح في عموم المحافظات السورية. ولو تخيلنا أن كل هذه البنادق والزنود ظلت فاعلة في المعارك فلأي حدّ كانت المأساة ستستمر! ربما سيموت ضعفهم: عشرة أو عشرون أو ثلاثون ألفاً! فضلاً عن بقاء عشرات الآلاف من المهجّرين في خيامهم وملاجئهم. هذا أمر مدعاة للتأمل.
من الأشياء اللافتة في هذا الملف أن الروس يعملون بشكل قوي في مسألة المصالحات الأهلية في المدن والقرى السورية. بل وحتى إتمام تلك المصالحات مع سوريين موجودين خارج سورية، وإقناعهم بالعودة إلى مناطقهم وترك تأييدهم ودعمهم اللوجستي للمعارضة المسلحة كما حدث مع بعض السوريين في دولة أو دولتين عربيتين على الأقل.
وربما هَدَفَ الروس من ذلك أنهم يريدون أن يجعلوا عدد البنادق المرفوعة في سورية تنحسر بأيّ شكل من الأشكال كي يُساعدهم ذلك في التقدم العسكري على الأرض. حدث هذا بالتحديد في طرطوس وفي مناطق في حلب. كما ساهم ذلك في أن تخمد نار جبهة الجنوب إلى حد ما.
في أحيان أخرى لا يطلب الروس مصالحات «كاملة الدّسم» لكنهم يكتفون بعقد هُدَن كي تتوقف المعارك. ولغاية يونيو/ حزيران الماضي استطاعوا أن يُحيّدوا 129 بلدة سورية عن الصراع. وكان هذا الأمر فرصة كي يُحرك الجيش السوري والروسي قواته في مناطق ساخنة من سورية وبالتحديد حلب.
الحقيقة أن أيّ مسعى لإسكات بندقية أو مدفع أو قنبلة في سورية هو أمر مُلِح في ظل معركة مفتوحة وسوداء. هذا الأمر لا يتعلق بمواقف الناس السياسية وغير خاضع لمقاييسها بل هو مطلب إنساني عاجل جداً.
إقرأ أيضا لـ "محمد عبدالله محمد"العدد 5105 - الأحد 28 أغسطس 2016م الموافق 25 ذي القعدة 1437هـ
بعد ان كان الغربيون يدفدفون على ((المتجاهدين الارهابيين)) جاء الروس ليعيدوا التوازن لسوريا ويصعرعونهم صرعا. الف قتيل من الارهابيين في اسبوع والحسابة بتحسب
الجميل فيما يحدث في سوريا، أن المجاهدين الآن لا يحاربون ضد نظام بشار الأسد، بل ضد روسيا بكل ما تملكه من ترسانة نووية و أسحلة متطورة و نفوذ دولي. خسارتهم لا تعني شيء لأنها تعني خسارتهم أمام خصم يملك كل الأدوات التي تؤهله للإنتصار، أما صمودهم أو انتصارهم فيعني كل شيء ... فمن ينتصر ضد روسيا ينتصر ضد الجميع.
المُصالحات ضرورة إنسانية
نوجه تحيّة للذين يسعونَ للمُصالحات في سورية ، و نتمنى أن تشمل كامل الوطن السوري. سورية و أبناءها مع بعضهم ، و أما الذين يُموّلون الحرب و الإرهاب .. لا يهمهم السلام !
فقط مصالحهم القذرة !!
المستعمر الروسي لا يستطيع أن يدخل سوريا إلا من هذه البوابة، بوابة المصالحات الوطنية و حماية الأقليات. هذه اللعبة قديمة قدم الإستعمار الغربي للعالم العربي و لن تمر.... الحقيقة أن الروس الأغبياء ربطوا مصيرهم في سوريا بعائلة بشار الأسد، بزوالها تزول روسيا من الشرق الأوسط.... عكس الأمريكان الأذكياء، لم يربطوا مصيرهم لا بحسني مبارك و لا بزين العابدين بن علي ... بمجرد أن أحسوا أن عملائهم فقدوا قليل من السيطرة أمروهم بالإنصراف فورا.... أما الروس يصرون على خوض حرب أهلية نيابة عن طرف ضد طرف.
مهما تدخل الروس و الإيرانيين و الطائفيين من لبنان و العراق و الان هناك حديث ان الصينيين يريدون التدخل أيضاً سينتصر الشعب العربي السوري المنتمي ....
...
عندما قررت روسيا التدخل العسكري في سوريا، لاحظنا من هو الذي يحارب داعش ومن هو الممول الحقيقي لهذه الجماعة الإرهابية... انكشفت اللعبة بعد المكاسب والانجازات التي حققها الجيش السوري، بدءاً من تحرير مدينة تدمر وصولاً إلى داريا... والآن جاء دور حلب
وأما بالنسبة إلى المصالحات، فهذا أمر طبيعي موجود على مدار التاريخ
أعطنا معركة واحدة انتصرت فيها روسيا ضد داعش غير تدمر قبل 5 أشهر.
الزبدة من المقال روسيا زينة و هي تريد مصحلة العرب و المسلمين.
الكاتب ما قال ان روسيا زينة وتريد مصلحة العرب والمسلمين. قال لكي يحرك الجيش قواته في مناطق ساخنة من سورية وبالتحديد حلب. اما مصلحتها في هذا الشيء فقد ذكره في مقالات سابقة.
هذا الي فهمته الله ياعدك على روحك ههههههه الكاتب ذكر الي ذكره بناءا على معطيات قدام عيوينه ما جاب كلام من برة عاد انت وغيرك فسرها مثل ما تبغي لحوول اذا تكلموا وقالوا عن الوضع خمنوا هذا يقول هالحزب او هالدولة زينة او لا
كل المقالات السياسية التي تطرح وسواء في الوسط او اي جريدة اخرى بناءا على معطيات الكل يعرفها ويشوفها بس هو يجي يحللها بطريقة ممكن القارئ يستوعبها اكثر فهمت والا نشرح اكثر بعد
منطق حلف الممانعة الجديد:
أمريكا + بريطانيا + فرنسا = دول إمبريالية تسعى للهيمة و السيطرة على المنطقة و مقدراتها.
روسيا = جمعية خيرية لا هم لها إلا نشر العدل و السلام في أرجاء المعمورة.
قنابل أمريكا = تقتل و تفتك بالمسليمن.
قنابل روسيا = لا تقتل إلا المسلحين عملاء الإمبريالية و القوى الرجعية.
على الاقل روسيا علمت مهندسينا ومحامينا بالمجان في الستينات والسبعينات وبنت لنا السد العالي اما الغربيين فلم يخلفوا سوى الدمار لنا وبث الخلافات
تفضل شلخ، ماذا عن آلالف المهندسين الذين بعثتهم بريطانيا و فرنسا لبناء المستشفيات و المدارس لتسويق الإستعمار على أنه لنشر قيم الحضارة بين شعوب الشرق الأوسط الهمجية.
و كيف عرفت أنها مصالحات حقيقية و ليست بروباغاندا روسية للإعلام ؟؟... يعني تأتي بشوية رجال عجايز تلبسهم لباس بدوي أو عربي و تعزمهم على بوفيه و تخليهم يوقعون اتفاق و تسمي ذلك مصالحة؟ هؤلاء الذين ترونهم يوقعوا اتفاق مصالحات لا يملكون شيء على الأرض.
أما دارايا يكفيك أن الثوار و المجاهدين خرجوا بأسلحتهم رافعين علامات النصر، بعد أن أسقوا النظام السم الزعاف، 4000 من الجيش و الحرس الجمهوري و ميليشياته قتلوا في داريا خلال الأربع سنوات الماضية مع أن النظام لديه الغطاء الجوي!
وانت مستانس ان قتلوا الناس وسفكوا الدماء خل الارهابيين الغير سوريين يطلعون منها وهي سالمة الكل يعرف جنسيات هالارهابيين ومن وين جايين لا تصف حجي ما له معنى خلاص المفروض الناس صارت نفهم مو تنابل
والا لكن للحين في تنابل تصدق هالحجي الله المعين
مئتان واربعون ألفا من داريا تركوها وغادروا الى العاصمة دمشق لانهم لا يريدون العيش مع الظلاميين. من بقي لا يزيد عن الف مقاتل وعشرة الالاف من حاضنتهم الشعبية فقط وحتى هؤلاء ضغطوا على المسلحين كي يهادنوا ويخرج الجميع
الروسي لك يعمل المصالحات إلا بعد أن أيقن أن أنفه سيمرغ في التراب و كرامته ستداس في الطين... هذا الروسي جاء كمحتل مستعمر، تماما كما جاء جورج بوش إلى العراق ... قال ويش مصالحات ... على الرغم من بشاعة المشهد، إلا أن اليوم الذي تم سحل الطيارين الروس في إدلب كان من أجمل الأيام لدي في الفترة الأخيرة ... لا شيء يماثله إلا سحل الصوماليين للجنود الأمريكان الذين ذهبوا إلى الصومال تحت ذريعة محاربة القصرنة و الإرهاب، و لكن عندما شاهد الرأي العام الأمريكي جنديا أمريكيا يسحل في شوارع مقديشوا، آثروا الهروب.