أدان مجلس الأمن الدولي بشدة أمس الجمعة (26 اغسطس / آب 2016) كوريا الشمالية لقيامها بإطلاق صواريخ بالستية، ووافق على اتخاذ "تدابير مهمة" للرد على تجاربها التي كان آخرها اطلاق صاروخ من غواصة قطع 500 كلم باتجاه اليابان.
وأعرب المجلس بأشد العبارات عن إدانته لكوريا الشمالية في بيان صدر بالإجماع وبموافقة الصين، الحليف الرئيسي لبيونغ يانغ.
ووفقا للبيان، وافق أعضاء المجلس على "مواصلة مراقبة الوضع من كثب واتخاذ المزيد من التدابير المهمة الاضافية"، من دون الخوض في التفاصيل.
وكان مجلس الامن الدولي اجتمع الاربعاء بعد اطلاق الصاروخ.
واكد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ان الصاروخ دخل منطقة تحديد الدفاع الجوي الياباني منددا بما اعتبره "تهديدا جديا لامن اليابان وعملا غير مسؤول لا يمكن التسامح معه".
-"نجاح كبير"-
وكان زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون اعتبر الخميس ان الصاروخ البالستي الذي اطلقته بلاده من غواصة شكل "نجاحا كبيرا"، وقال ان البر الاميركي والمحيط الهادئ اصبحا "ضمن مدى ضربات" جيش كوريا الشمالية.
واطلق الصاروخ من غواصة مقابل سواحل ميناء سينبو الاربعاء، على ما اعلنت كوريا الجنوبية، واجتاز 500 كلم في اتجاه اليابان عابرا مسافة تتجاوز اي تجربة صاروخية من غواصة في السابق.
وفي بداية آب/اغسطس اطلقت كوريا الشمالية من اليابسة صاروخا بالستيا للمرة الاولى سقط في المياه اليابانية، مثيرة ردا غاضبا من طوكيو.
لكن تعذر على مجلس الامن الدولي ادانة تلك الخطوة بعد سعي الصين الى تضمين البيان عبارات ضد نظام الدفاع الصاروخي (ثاد) الذي تنوي الولايات المتحدة نشره في كوريا الجنوبية.
واعتبر كيم ان الصاروخ الاخير اثبت ان كوريا الشمالية انضمت "الى طليعة القوى الكبرى عسكريا والمجهزة بالكامل بقدرات هجومية نووية".
وبث التلفزيون الرسمي الكوري الشمالي فيديو قصيرا صور من مختلف الزوايا بدا فيه الصاروخ وهو ينطلق من تحت الماء ثم يشتعل قبل ان يواصل ارتفاعه افقيا.
-"سنوات اخرى"-
لكن بحسب خبراء اميركيين فانه وان كانت بيونغ يانغ حققت فعلا تقدما اسرع من المتوقع في مجال الصواريخ التي تطلق من غواصات، فان تطوير قدرة صاروخية فعلية من غواصات سيحتاج سنوات اخرى.
وقال المعهد الاميركي الكوري في جامعة هوبكينز بواشنطن مساء الجمعة على موقعه "ان نسق وطريقة تجارب اطلاق الصواريخ البالستية من غواصة لكوريا الشمالية يؤشر الى نشر محتمل لقدرة عملانية في النصف الثاني من 2018 على الاقرب".
وسبق أن فرضت الأمم المتحدة خمس حزم من العقوبات على كوريا الشمالية منذ قيامها بأول تجربة نووية في العام 2006.
وتبنى مجلس الامن في آذار/مارس عقوبات اقتصادية وتجارية اشد وغير مسبوقة بحق بيونغ يانغ، تستهدف تجارة المعادن وتشديد القيود المصرفية.
وعقد مجلس الأمن جلسة مغلقة الأربعاء بعدما أطلقت بيونغ يانغ صاروخا من غواصة باتجاه اليابان.
وأدان المجلس عملية إطلاق صاروخ باليستي في الثاني من آب/أغسطس، سقط للمرة الأولى في المياه اليابانية، بالإضافة إلى تجربتين أخريين في 9 و18 تموز/يوليو.
واعتبر الأعضاء أن كل هذه التجارب تشكل "انتهاكا خطيرا" لقرارات الأمم المتحدة.
وتحظر قرارات عدة للامم المتحدة على كوريا الشمالية اي نشاط نووي او صاروخي، لكن ذلك لم يمنعها من اجراء اربع تجارب نووية آخرها في كانون الثاني/يناير وعدة تجارب صاروخية.
واعتمد المجلس بيانه بعد جولات عدة من المفاوضات مع الصين، التي أصرت على مدى الأسابيع الأخيرة على ضرورة تجنب تصعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية.
وبعد التجارب الكورية الشمالية اعتبر خبراء ان العلاقات بين الكوريتين لم يسبق ان توترت كما هي اليوم منذ سبعينات القرن الماضي.