تميز اتحاد الطائرة منذ سنوات بأن هناك استمرارية في عمله بالمنتخبات الوطنية، وهذا أعطاه فرصة لتحقيق الألقاب على صعيد منتخبات الفئات العمرية سواء خليجياً أو عربياً، وهذه شهادة حق يجب أن تقال، وخصوصاً أن الاتحاد يعتبر من أبرز الاتحادات الرياضة الجماعية من هذه الناحية... إذ هناك عمل مكمل لعمل الأندية منذ سنوات، وهناك اهتمام كبير بمخلف المنتخبات.

غير أن الاتحاد، اتخذ منحى آخر هذا العام... حيث فضّل اتباع استراتيجية تمتد لخمس سنوات بهدف بناء جيل جديد للكرة الطائرة البحرينية. إذ من ناحية المبدأ فإن هذا التوجه رائع، ولهذا سخر الاتحاد إمكاناته من أجل بناء «منتخب المستقبل»، وما إلغاء منتخب الشباب والتضحية بتحقيق لقب بطولة الخليج لهذه الفئة إلا خير دليل على هذا التوجه الذي تم الإعلان عنه في مؤتمر صحافي خلال شهر مايو/ أيار الماضي.

لا يوجد أحد متابع للكرة الطائرة البحرينية، لا يثني على هذا التوجه... صحيح أن هناك بعض الانتقالات (وهذه أمور واردة الحدوث)، ولكن هناك ترقب لما ستؤول له هذه الاستراتيجية انطلاقاً من العام المقبل.

لكن الخطأ الذي وقع فيه اتحاد الطائرة بحسب اعتقادي، هو بعد أن ألغى منتخب الشباب بهدف إفساح المجال لمنتخب الناشئين للمشاركة في العديد من البطولات انطلاقاً من هذا العام، هو أنه أهمل منتخب «الأشبال». إذ تم إسناد مشاركة البحرين في المهرجان الخليجي الثاني للكرة الطائرة لمنتخب الناشئين أيضاً، لتكون هذه مشاركته الثالثة هذا العام، في حين أن منتخب الأشبال اكتفى بخوض الحصص التدريبية فقط «ومن يدري ماذا سيحدث لهذا المنتخب في العام المقبل وخصوصاً أن الاتحاد سيكون مقبلاً على (4) مشاركات لمنتخب الناشئين ومشاركتين لمنتخب الرجال»... وهنا السؤال الذي يطرح نفسه، هل تطوير الكرة الطائرة البحرينية سيكون حكراً على منتخب واحد فقط؟

طبعاً لا... نحن ندعو اتحاد الطائرة إلى دراسة كل القرارات التي يتخذها بكل روية ويجب عليه دراسة سلبياتها وايجابياتها، وإن كنا نقول إن فكرة «منتخب المستقبل» رائعة، فإن إهمال الجيل التالي أمر غير مقبول إطلاقاً، وخصوصاً أن منتخب الناشئين شارك في بطولتي آسيا والخليج للشباب هذا العام، وأن يشارك في المهرجان الخليجي أيضاً (ربما لن يضيف له الكثير بعد أن لعب ضد مستويات أعلى). إذ ربما تكون الفائدة أكبر لو شاركنا بمنتخب «الأشبال» حتى نضمن وجود الاستمرارية التي دائماً ما تميزت بها المنتخبات الوطنية للكرة الطائرة.