لو لم تحز صفقة تبادل الأسرى بين حزب الله و«إسرائيل» على موافقة مجلس الوزراء لما تمت. رئيس الوزراء الإسرائيلي كان يعول كثيرا على وزرائه والشارع، في الحصول على مكاسب جديدة من عملية التبادل، التي وصفها مراقبون إسرائيليون بأنها انتصار جديد لحزب الله وفرض لشروطه في هذه اللعبة.

يقول المعلق العسكري في «يديعوت أحرونوت» أليكس فيشمان: «لو لم نكن نعرف الشخصيات ذات الصلة، لكان يمكننا أن نعتقد بأن العملية التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي في جنوب لبنان، تمت بطلب من حزب الله» في إشارة إلى العملية التي نفذها الجيش الإسرائيلي بعيد مقتل جندي وإصابة آخر في عملية لحزب الله استهدفت جرافة إسرائيلية. ورأى فيشمان أن حزب الله قد حصل على ضوء أخضر من إيران لإتمام عملية التبادل. وفيشمان من الذين أصروا على عدم إتمام الصفقة من دون الحصول على معلومات فعلية عن الطيار رون آراد.

أما المعلق العسكري في صحيفة «هآرتس» زئيف شيف فقد قال: إن عملية الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين إنجاز مهم لحزب الله، ورأى أن حزب الله اضطر إلى التنازل عن بعض مطالبه حتى يبذل «جهودا قصوى» من أجل البحث عن «معلومات أكثر جدية» حول مصير رون آراد.

ولم يخف ناحوم برنييع من صحيفة «يديعوت أحرونوت» امتعاضه من الصفقة التي وصفها بأنها «نهاية غير سعيدة» وقال: «ها هي إسرائيل بالذات، تجري مفاوضات مع تنظيم إرهابي، تتوصل إلى تسوية معه وتمنحه مكانة محترمة وشرعية. لقد وعد أبومازن بمحاربة الإرهاب من دون أن يحصل على أي أسير، أما نصرالله فيعد بمواصلة الإرهاب، ويحصل على مطالبه. يمكن فهم كيف حدث ذلك، لكنه يصعب التصفيق».

وقالت افتتاحية «هآرتس» في اليوم الذي تلا اعلان الصفقة إن نصر الله هزم «إسرائيل» بعد شمول الصفقة لمئات من الفلسطينيين والعرب والألماني الذي اتهم بالتعاون مع حزب الله. وأضافت «هذا الأمر إسهام مباشر في تشجيع التيار المقاتل في المجتمع الفلسطيني». من جانبه قال رونين بيرغمان من «يديعوت آحرونوت» إن هذه الصفقة لم تكن لتتم لولا التدخل الإيراني، وإن حزب الله كان الحلقة الأضعف في مقابل إيران التي كانت تجذب خيوط اللعبة من أجل الحصول على مصالح أكبر من أن تتوقف عند سمير القنطار الذي لا يهم إيران بالدرجة الأولى، وقال: «خلال المفاوضات التي أجرتها المخابرات الألمانية في طهران وعد الإيرانيون بهبوب رياح منعشة وودية جهة الولايات المتحدة، مقابل ما ستقدمه من لفتة إنسانية في قضية الأسرى والمفقودين»