علي خميس اسم بحريني قارع الكبار وبات السادس على العالم في سباق الـ 400 متر في إنجاز فريد يحسب لجزيرة صغيرة مثل البحرين، في محفل يشارك فيه نجوم العالم وعمالقتها من 6 قارات ومن تعداد سكاني يفوق الـ 6 مليارات إنسان.
أن يحقق متسابق من بلد لا يتجاوز تعداده مليون نسمة مثل هذا الإنجاز ويتأهل لنهائي سباق الـ 400 متر بل يحتل المركز السادس فيه بين 8 متسابقين في سباق شهد تحطيم الرقم القياسي العالمي الذي ظل صامداً منذ العام 1999، ليس إنجازاً عاديّاً بل هو إنجاز بمستوى بطولة عالمية.
البحرين لم تشتهر بسباقات السرعة كثيراً والبلدان العربية عموماً لا تمتلك خبرات كبيرة في هذا المجال، فصناعة بطل أولمبي ليست أمراً عاديّاً وقليلون هم، بل نادرون، العرب المتوجون في السباقات السريعة.
هذا البطل يستحق كل احتفاء وتكريم، فما قدمه أسعد الجميع، بل بات محط الأنظار داخليًّا وخارجيًّا باعتباره أحد الأبطال القادمين بقوة في سباقات السرعة.
هي المرة الأولى ربما منذ سنوات طويلة التي ألمس فيها هذا التفاعل الشعبي الكبير مع حدث رياضي، إذ إن الصغير والكبير يتحدثون عن هذا البطل نساء ورجالا.
مثل هذا الشعور عشناه خلال تصفيات كأسي العالم 2006 و2010 عندما كان منتخبنا الوطني لكرة القدم في أوج عطاءاته وقريباً من التأهل للمونديال، إذ التف الجميع حول المنتخب وكان مدار الحديث ونجومه باتوا رموزاً وطنية.
علي خميس أعادنا إلى الزمن الجميل، إذ بتواجد بطل بحريني بين أفضل 8 متسابقين في سباق الـ 400 متر حول العالم أشعرنا بالفخر الوطني، كما أهدانا سعادة رياضية قلما شعرنا بها في السنوات الأخيرة.
علي خميس نحن نفتخر بك، فقد أكدت مجدداً قيمة المواهب البحرينية وقدرتها متى ما توافرت لها ظروف التدريب العالمي والاهتمام الإداري والبنية الرياضية المناسبة على أن تحقق وتنجز وتقارع عمالقة العالم.
هذا البطل حطم رقمه القياسي مرتين خلال الأولمبياد وسجل خلال السباق النهائي أفضل زمن له وهو قادر مستقبلا على أن يحقق المزيد إن شاء الله على أمل أن يكون من المتوجين في الأولمبياد المقبل.
لحظات سعيدة تفاعل معها الجميع عشناها مع هذا البطل في السباقات التأهيلية المتتالية وصولا للنهائي الذي كان تاريخيا بكل ما للكلمة من معنى؛ لأن ما حققه بطل السباق الجنوب الإفريقي من تحطيم للرقم القياسي العالمي سيجعل من هذا السباق حاضراً لسنوات طويلة قادمة، وإلى حين أن يتمكن بطل جديد من تجاوز هذا الرقم.
ما تحظى به ألعاب القوى من اهتمامٍ عالٍ من القيادة الرياضية انعكس على ولادة أبطال عالميين، ونتمنى أن يشمل مثل هذا الاهتمام العالمي جميع الرياضات؛ لأن مواهبنا قادرة على العطاء في كل الألعاب بلا استثناء.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 5092 - الإثنين 15 أغسطس 2016م الموافق 12 ذي القعدة 1437هـ
هذا هو المواطن الاصلي . رفع راس البحرين