العدد 5089 - الجمعة 12 أغسطس 2016م الموافق 09 ذي القعدة 1437هـ

العداء الجيبوتي سليمان من جحيم المشاكل إلى بريق الأولمبياد

 

على رغم قسوة الحياة التي عاشها من الصغر، لا تفارق الابتسامة وجه العداء الجيبوتي عين الله سليمان الذي تغلب على كل الصعاب وأصر على تقديم بلاده بشكل جيد في المحافل العالمي.

وربما لا يجد سليمان ما يتمتع به الأبطال الرياضيين في العالم من دعم ومساندة وتشجيع من مختلف المؤسسات ولكنه يجد الحافز الأكبر له دائما هو حب الناس والآمال التي يعلقونها عليه.

كما لا يحظى سليمان بنفس وسائل التدريب الحديثة أو المنشآت الرياضية التي ينعم بها كثيرون في بلدان أخرى لجلب الميداليات في بطولات العالم والدورات الأولمبية.

ولكن هذا لم يضعف عزيمته وحرصه على بلوغ دورة الألعاب الأولمبية الحالية (ريو دي جانيرو 2016) وتقديم أفضل ما لديه سعيا لتحقيق حلم الميدالية الذهبية.

وأكد سليمان أنه لن يتنازل عن حلم الميدالية الذهبية في سباق 800 متر ضمن منافسات ألعاب القوى بأولمبياد 2016، مشيرا إلى أنه لم يجد صعوبة كبيرة في التصفيات وأنه يركز الآن على الدور قبل النهائي.

وتصدر سليمان المجموعة الأولى في تصفيات السباق على الاستاد الأولمبي في ريو دي جانيرو قاطعا مسافة السباق في دقيقة واحدة و45.48 ثانية ليحجز مكانه بجدارة في الدور قبل النهائي للسباق.

وأشار سليمان إلى أنه لم يجد صعوبة كبيرة في التصفيات موضحا أنه لم يقدم كل ما لديه حتى الآن وما زالت لديه طاقة كبيرة يمكنه تقديمها في الدور قبل النهائي وكذلك النهائي.

وأشار سليمان إلى أنه لم يحضر إلى ريو من أجل المشاركة فحسب وإنما للمنافسة على الميدالية الذهبية وأنه لن يتنازل عن تحقيق هذا الحلم رغم صعوبة المنافسة في هذا السباق لأنه يدرك تماما ما تعلقه عليه بلاده من آمال عريضة.

وأكد سليمان أنه يتوقع مستويات أقوى في قبل النهائي والنهائي ولكنه على استعداد تام لها خاصة وأنه يدرك أنه أمل بلاده في حصد ميدالية بهذه الدورة الأولمبية.

ولم تكن الحياة القاسية التي عاشها سليمان تصلح لإفراز بطل رياضي قادر على المنافسة على أعلى المستويات إلا من خلال تمتعه بعزيمة كبيرة.

وقال سليمان إن حياته مرت بكثيرمن المطبات الصعبة والمنعطفات الخطيرة حيث توفي والده وتزوجت والدته من عمه قبل أن تتوفى هي الأخرى ليتفرق هو وأشقائه حيث عاش كل منهم في مكان مختلف عن الآخر لدى ذويهم.

وأوضح أن له شقيقين وأربع شقيقات وأن العائلة لم تتجمع مجددا إلا بعد تحسن ظروفه المالية من خلال مسيرته في ألعاب القوى.

وقال سليمان : "بدأت مسيرتي الرياضية في كرة القدم ولكن أحد المدربين حضر إلى جيبوتي ذات يوم وشاهدني وأدرك سرعتي في الملعب وطلب مني تجربة نفسي في سباق خمسة آلاف متر. وبالفعل ، أقدمت على التجربة وقطعت المسافة بشكل سريع مما دفعه للتأكيد على موهبتي في سباقات العدو. ومنذ ذلك الحين اتجهت لألعاب القوى وكان هذا في 2009".

وأشار إلى أن ظروفه المالية كانت سيئة للغاية في البداية ولهذا بدأ الركض وهو يرتدي حذاء عاديا لأنه لم يكن قادرا على شراء حذاء رياضي.

وأوضح سليمان أن لديه أربعة أبناء أكبرهم في الخامسة من عمره وأنه يرغب في أن يتجهوا جميعا لممارسة الرياضة والتنافس القوي لرفع اسم جيبوتي عاليا.

وقال سليمان إنه على الرغم من الأوضاع السيئة التي سادت بلاده معظم الوقت في السنوات الماضية، فإنه يحرص على بذل أقصى جهد في التدريبات والتغلب على المشاكل التي تواجهه من أجل المنافسة على الساحة العالمية".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً