في الأعوام الأخيرة حرم عشرات الطلبة والطالبات المتفوقين والمتفوقات من تحقيق رغباتهم الدراسية، التي من أجلها بذلوا الجهود الكبيرة وسهروا الليالي منذ دخولهم المرحلة الإعدادية، هم وأولياء أمورهم وأمهاتهم وأسرهم، فكان أملهم أن تتكلل تلك الجهود التي بذلوها في المرحلة الثانوية بحصولهم المعدلات التراكمية العالية، التي تؤهلهم للحصول على استحقاقاتهم في البعثات الدراسية. ولكن ما يحدث هو أن كثيرين منهم يدخلون المقابلات الشخصية التي استقطعت الوزارة لها 40 في المئة من معدل الطالب التراكمي، التي لم يحصل عليه إلا بعد جهد جهيد، بسبب هذا المشروع الذي أثبت أنه لا يعتمد على أسس علمية أو منطقية، فتتبخر آمالهم وأمنياتهم الدراسية التي كانوا يأملون تحقيقها، لكي يخدموا وطنهم في مختلف التخصصات المهمة.
إن عدم إعطاء الفرصة كاملة لهذه الفئة المتميّزة دراسياً وسلوكياً من الطلبة والطالبات، المتفوقين والمتفوقات، لا شك أنه يسبب ضرراً كبيراً للوطن، ليس من المعقول إنسانياً ووطنياً أن الطالبة الحاصلة على معدل تراكمي يصل إلى 99 في المئة، لا يُسمح لها أن تحقق رغبتها الأولى، وتعطى بكل بساطة رغبتها السادسة.
كثيرٌ من التربويين وأولياء الأمور ومؤسسات المجتمع المدني قد طالبوا بإلغاء مشروع (60 ـ 40) في المئة، والاعتماد في توزيع البعثات والرغبات الدراسية على المعدلات التراكمية لأنه المقياس الصحيح لتقييم الطلبة، والأخذ بمبدأ الشفافية في كل خطوات التوزيع. وهذا يتطلب من وزارة التربية والتعليم أن تشكّل لجنةً خاصةً لتوزيع البعثات والرغبات الدراسية، يُشارك فيها عدد من التربويين والحقوقيين والقانونيين، والقيام بنشر أسماء ومعدلات الطلبة والطالبات الحاصلين على البعثات في الصحافة المحلية كما كان يحدث سابقاً، وعلى موقعها الإلكتروني، من أجل إزالة الشكوك لدى المتفوقين والمتفوقات وأولياء أمورهم وأسرهم والرأي العام عموماً.
لقد تكررت تظلمات الكثير من المتفوقين والمتفوقات في السنوات الخمس الأخيرة، ومطالبتهم الملحة بإنصافهم في البعثات والرغبات الدراسية، وإبعاد كل المؤثرات النفسية والاعتبارات غير التربوية عن هذا الجانب التعليمي المهم، لما لهذه المسألة من أهمية كبرى على مستقبل الوطن. لن نتحدث عن عدد المتفوقين والمتفوقات الذين لم يسمح لهم بتحقيق رغباتهم الدراسية التي يستحقونها في السنوات الخمس الماضية، لأن وزارة التربية والتعليم هي أعلم من غيرها بعددهم ومعدلاتهم التراكمية العالية، وهي تعلم يقيناً بالأسباب التي منعتهم عن تحقيقها لأمنياتهم الدراسية، وتعلم عن التداعيات والانعكاسات السلبية، التي تؤثر مباشرة على الأسر وما تضيفه على كاهلها من أعباء مالية فضلاً عن تأثيرها في النهاية على مستقبل البلاد، رغم علم الوزارة الموقرة بأن تطبيق هذا المشروع المستحدث، قد ساهم بنسبة كبيرة في عدم إنصاف مئات الطلبة المتفوقين والمتفوقات، وأن له الدور الكبير في إيجاد الإحباط والتثبيط في أوساط الطلبة والطالبات في المرحلة الثانوية. ويقال لولا وعيهم ووعي أولياء أمورهم وأمهاتهم وأسرهم ومؤسسات المجتمع المدني بأهمية طلب العلم على مستقبل البلاد، لتأثرت سلباً نسبة النجاح والتفوق في نهاية العام، فالوعي يحتم عليهم الجد والاجتهاد والمثابرة في طلب العلم وتحقيق أعلى المعدلات التراكمية واحترام معلميهم وإداراتهم المدرسية والتعليمية، والمطالبة الحثيثة باستحقاقاتهم التعليمية في البعثات والرغبات الدراسية بمختلف الطرق القانونية، لأنهم أبناء هذا الوطن الذي نذروا له كل قدراتهم وإمكانياتهم العقلية، في مختلف الظروف والأحوال. ومن حق الوطن بكل فئاته وشرائحه وأطيافه أن يفخر بهذه الفئة الصادقة في طلبها للعلم وتفوقها وتميزها ورغبتها المخلصة في خدمة وطنها.
إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"العدد 5087 - الأربعاء 10 أغسطس 2016م الموافق 07 ذي القعدة 1437هـ
اذا كان عدد المتفوقين بنسب 99 فمافوق يفوق عدد المقاعد الشاغرة المخصصة للطب البشري فلماذا كل هذا التهويل أصلا ؟!! شي طبيعي سيكون هناك أشخاص لايحصلون على رغباتهم الأولى والتي هي دايما وابدا تكون تخصص الطب البشري لأن بعملية حسابية بسيطة كيف يمكن لخمس بعثات مخصصة للطب البشري أن تستوعب أكثر من 40 متفوق ؟ !! يعني بالعربي الفصيح حتى لو لم يكن هناك نظام مقابلات ونسب كما تفضلتم .. عدد المقاعد أصلا قليل جدا لايستوعب العدد الهائل من المتفوقين وحسب علمي 5 مقاعد فقط
اذا كان الموضوع كذلك فليلغوا لعبة 40و 60 و خلنا نرجع لمجهود الطالب فقط و بشفافيه.
يشكون اغتيال أحلامهم وآمالهم وما أفاض الله به عليهم من نعمة التفوّق والنبوغ والتي يقوم بني الإنسان بمحاولة التلاعب بنعم الله على خلقه
الأمر واضح وضوح الشمس في رابعة النهار، ومن يدعي خلاف ما يقول فليثبت العكس فالمثل يقول البينة على من أدعى واليمين أو النشر على من أنكر.