العدد 5085 - الإثنين 08 أغسطس 2016م الموافق 05 ذي القعدة 1437هـ

هل تملك البرازيل بصمة كروية؟

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

نتيجة ساحقة تعرض لها المنتخب البرازيلي في نصف نهائي كأس العالم 2014 على يد المنتخب الألماني قوامها 7 أهداف مقابل هدف واحد، مثلت في حينها قمة الانحدار للكرة البرازيلية التي أمتعت وأطربت العالم على مدار عقود.

التراجع البرازيلي بدأ منذ انتهاء كأس العالم 2002 الذي توج به جيل الظاهرة رونالدو وإلى جانبه ريفالدو ورونالدينهو، إذ منذ انتهاء هذه البطولة والكرة البرازيلية في تراجع مخيف، على صعيد النتائج وعلى صعيد الأداء، وكذلك على صعيد المواهب.

المدرسة التدريبية البرازيلية لم تعد المدرسة الرائجة حول العالم، بل باتت من اضعف المدارس التدريبية، وهذا ما يفسر غياب المدربين البرازيليين حتى عن تدريب المنتخبات الخليجية.

دوام الحال من المحال، هذا بالفعل حال الكرة البرازيلية في الوقت الحالي بعد أن فقدت بريقها وبصمتها الكروية المميزة ولم تعد تمتلك السحر الكروي الخاص الذي سحر قلوب وعيون العالم على مدار عقود.

المنتخبات البرازيلية المتعاقبة باتت من دون بصمة أو هوية خاصة، فلا هي قادرة على تأدية الواجبات الدفاعية بالطريقة المثالية ولا تمتلك القوة والاندفاع البدني والكرات الرأسية ولم تحتفظ بأسلوبها السلس في اللعب القائم على التمرير القصير والمهارات الخارقة للاعبين؛ ما أدى إلى ضياع كامل للهوية.

الترجمة الفعلية للكرة البرازيلية حاليا بعد كارثة مونديال 2014 هو المنتخب الأولمبي البرازيلي الذي يخوض غمار بطولة الألعاب الأولمبية الجارية حاليا على أرضه وجماهيره وهو يضع كل ثقله التاريخي لانتزاع لقب أولمبي أول ظل عصيا عليه طوال التاريخ.

هذا المنتخب الذي تعقد عليه آمال الكرة البرازيلية ويضم أهم المواهب الحالية والمستقبلية بدا ضعيفا مهزوزا، والأهم من ذلك كله فاقدا للهوية وللبصمة الكروية، فأنهى مباراته الأولى ضد جنوب إفريقيا بالتعادل السلبي، وتبعها بتعادل مماثل مع المنتخب العراقي، في مباراة ظلت فيها جماهير البرازيل تهتف لمصلحة العراق!

البرازيل على مدار تاريخها الكروي كانت تخسر الكثير من الألقاب، ولكنها لم تكن مرة غير مقنعة وخصوصا من الناحية الهجومية ولناحية السحر وروعة الأداء.

أن تخرج البرازيل من كأس العالم 2010 ومن كأس العالم 2014 من دون أن تقدم أي أداء مقنع ليتبعها الخروج من الدور الأول في كوبا أميركا الأخيرة، وأن تخوض الأولمبياد على أرضها وتتعادل سلبيا في مباراتين متتاليتين مع منتخبات من الدرجة الثالثة أو الرابعة فهذا يشي بواقع مرير جدا لكرة القدم البرازيلية.

منتخبات البرازيل كانت تمتلك في كل مرة من الكفاءات الفردية ما يمكنها من صناعة الفارق وتسجيل الكثير من الأهداف، وفي السنوات الأخيرة غاب الأداء الفردي وتراجع بشكل مخيف الأداء الجماعي الهجومي، فكانت القمصان الصفراء أكثر تأثيرا من الأقدام.

لم يعد من المجدي التمسك بالتاريخ، وعلى البرازيليين النظر لواقعهم والنزول للأرض للتعرف على آخر ما وصلت له كرة القدم العالمية وتحديدا في أوروبا التي تتسيد المشهد حاليا.

هناك حيث يصنع اللاعبون المتكاملون نفسيا وبدنيا وفنيا، هناك حيث تدار الرياضة كما تدار كبرى الشركات، وحيث تحولت اللعبة إلى علم يدرس ويطبق وليس الاعتماد فقط على ما تنتجه سواحل الكوبا كبانا.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 5085 - الإثنين 08 أغسطس 2016م الموافق 05 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 2:23 ص

      موضوع رياضي مثير لا لكوني رياضي أو أحب الرياضة، لكن موضوع كأس العالم وارتباطه بإنجازات الشعوب له أهمية كبيرة خاصة عند التعرض لأخطاء الآخرين والاستفادة منها. إذا احببنا أن نعرف سبب الانحدار البرازيلي يجب علينا أولا معرفة أسباب تألقها منذ خمسينيات القرن الماضي وما عاصرته من أحداث رياضية. البرازيل كانت تعتمد على النجومية والمهارات الفردية الخارقة والمبتدعة وقتها، فديموغرافيا معظم نجوم البرازيل نشأوا في بيئات المعدمة والفقيرة والتي لعبت دور المحفز. أما اليوم فالإعلام الأصفر يقرر من يجب أن يفوز.

    • زائر 1 | 11:31 م

      كلام جميل

      البرازيل تعج بنجوم على مستوى العالم في أوربا لاكن المنتخب يفتقد إلى مدرب قريب من الاعبين في أوربا ولا أعلم كيف يصر الاتحاد البرازيلي إسناد مهمة التدريب إلى مدربين فاشلين مثل دونغا ولاافهم كيف يصر المدرب على العتماد لاعب اناني مثل نيمار وكل الفرق تعلم بأنه كل الهجمات تبدأ وتنتهي من نيمار حتى أصبح المنتخب صيد سهل لكل الفرق المنافسة

اقرأ ايضاً