يتولى الرئيس التشادي ادريس ديبي اليوم الإثنين (8 أغسطس / آب 2016) مهامه رسميا لولاية خامسة في اجواء من التوتر الشديد في البلاد غداة مقتل متظاهر الاحد في نجامينا، على اثر انتخابات وصفتها المعارضة بانها "عملية خطف انتخابية".
وسيجري حفل التنصيب في فندق كبير في نجامينا بحضور رؤساء حوالى عشر دول افريقية ومدعوين آخرين بينهم وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان.
واعلنت المعارضة التي دعت الى تظاهرات في الايام الاخيرة، ان يكون الاثنين يوم "مدينة ميتة في جميع انحاء الاراضي" التشادية بمناسبة تنصيب ديبي.
وكان ادريس ديبي الذي وصل الى السلطة على اثر انقلاب في 1990، انتخب رئيسا لولاية خامسة من الدورة الاولى بحوالى ستين بالمئة من الاصوات، اي بفارق كبير عن خصمه صالح كيبزابو (12,7 بالمئة).
ويعترض كيبزابو ومرشحون آخرون هزموا في الاقتراع على النتيجة التي يصفونها "بعملية خطف انتخابية".
وتجمع 29 حزبا سياسيا في نهاية تموز/يوليو حول ستة مرشحين هزموا في الاقتراع الرئاسي ليشكلوا "جبهة المعارضة الجديدة للتناوب والتغيير".
وعشية حفل التنصيب قتل شاب في تظاهرة للمعارضة الاحد.
وقال ضابط في الشرطة طالبا عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس الاحد ان الشاب التشادي قتل بالرصاص بينما كان يتظاهر في نجامينا تلبية لدعوة المعارضة وقام "بتمزيق راية الحركة الوطنية للانقاذ" حزب الرئيس ديبي.
من جهته، قال زعيم المعارضة صالح كيبزابو ان الشاب توفي متأثرا بجروحه بعد "اطلاق قوات الامن رصاصا حقيقيا" لتفريق المتظاهرين.
واضاف ان شابا آخر "اصيب برصاصة في الصدر" ونقل الى المستشفى لاجراء عملية جراحية له. لكن لم يؤكد مصدر مستقل اصابة الشاب الثاني.
وقال كيبزابو انه تم تفريق التظاهرة اولا بالغاز المسيل للدموع. لكن عددا من الناشطين "الغاضبين جدا" عادوا الى الشارع متحدين ترهيب الشرطة ودارت مواجهات.
- احتجاجات غير مسبوقة - اعلنت المعارضة الجمعة انها قدمت شكوى بتهمة "الخيانة العظمى" ضد الرئيس التشادي. وقد اشارت خصوصا الى "استيلائه على السلطة عن طريق العنف" و"انتهاك خطير لحقوق الانسان" و"اختلاس اموال عامة وفساد".
وطلبت المعارضة من الاسرة الدولية الاعتراف "بالطبيعة الاستبدادية" لنظام ادريس ديبي.
وهي تأخذ على فرنسا خصوصا القوة الاستعمارية السابقة غض النظر عن "انتهاكات حقوق الانسان" داخل هذا البلد المتحالف مع الغربيين في مكافحة جماعة بوكو حرام الاسلامية. وتضم نجامينا مقر قيادة العملية العسكرية الفرنسية برخان ضد الجماعات الجهادية في منطقة الساحل.
وما زال اعتقال واختفاء معارضين شائعا في هذا البلد الذي يضم 12 مليون نسمة، كما حدث في شباط/فبراير 2008 عندما اختفى زعيم المعارضة ابن عمر محمد صالح الذي يعتقد انه قتل لكن لم يعثر على جثته.
وعلى الرغم من النظام الامني الذي لا يتيح هامشا كبيرا للاحتجاج، شهدت تشاد منذ بداية العام توترا اجتماعيا غير مسبوق في مؤشر الى استياء متزايد.
ادى اغتصاب جماعي لطالبة في المرحلة الثانوية من قبل ابناء وجهاء، في شباط/فبراير الى تظاهرات غضب في عدد من مدن البلاد، قمعتها السلطات بعنف.
وخلال الحملة الانتخابية نظم المجتمع المدني عددا من المسيرات السلمية التي منعت في كل مرة.
من جهة اخرى، دانت منظمات غير حكومية بينها "انترنت بلا حدود" مؤخرا "الرقابة" التي فرضت على شبكات التواصل الاجتماعي التي قطعت منذ ثلاثة اشهر في البلاد.
وما يزيد من ضعف النظام هو الوضع الاقتصادي الصعب المرتبط بانخفاض اسعار النفط. وقد ضاعف الموظفون الذين يتلقون رواتبهم بتأخير كبير، منذ اشهر الاضرابات التي تشل الادارة.