تشهد أسطح المباني في مدن فرنسية عدة منذ سنوات انتشاراً مطرداً للقفران، غير أن تربية النحل في الاوساط الحضرية دونها عقبات كما أنها لن تحل يوما محل هذا النشاط في الحقول الموجودة في الارياف.
ففي مدينة ليل شمال البلاد، يحقق منحل مقام في مدرسة خلف محطة القطارات وموجه للعامة نجاحا كبيراً اذ ان قائمة الانتظار تشتمل على حوالي عشرة قفران للسنتين المقبلتين.
فبالانضمام الى المشروع الوطني المسمى "النحل حارس البيئة" سنة 2007، كانت ليل عاصمة شمال فرنسا من المدن الرائدة الى جانب مونبيلييه في جنوب البلاد في هذا التوجه المدافع بشراسة عن النحل ومواقع انتشاره الطبيعية. وقد تخلت تاليا عن استخدام المواد الكيميائية في معالجة النحل لصالح المنتجات الطبيعية وباتت تزرع انواعها الخاصة من النباتات.
وفي العام التالي، استحدثت ليل منصب مستشار بلدي مكلف شؤون تربية النحل في الاوساط الحضرية، وهو اول منصب من نوعه في فرنسا.
ومذاك، تم رصد 80 فصيلة من النحل البري كان فقد اثرها على اراضي ليل.
وتقول المندوبة البيئية في المجلس البلدي للمدينة ليز دالو "على صعيد التنوع، 2015 سنة جيدة مع اكتشاف ثلاثة اجناس جديدة من النحل البري".
35 % معدل نفوق
ففي الارياف، تسجل قفران النحل معدلات نفوق متزايدة.
ويقول المتحدث باسم الاتحاد الوطني لمربي النحل الفرنسيين دومينيك سينا "بعد ان كانت نسبة الخسائر في التسعينات تبلغ 5 %، ارتفعت هذه النسبة حتى 35 % حاليا".
هذا التراجع يتزامن مع "الاستخدام المفرط للنيونيكوتينوييديات" وهي مبيدات حشرية تضر بالجهاز العصبي المركزي للحشرات وسيتم منعها جزئيا اعتبارا من ايلول/سبتمبر 2018.
وفي هذه الظروف، يمكن للمدن التي غالبا ما تعاني مستويات عالية من التلوث البيئي، ان تصبح ملاذا للملقحات التي تتكيف مع الضجيج السائد في الاوساط الحضرية.
كما أن معدلات النفوق في هذه الاوساط ادنى وانتاجيتها احسن بواقع الثلث، وفق سينا.
لكن على رغم كل هذه الجهود، تضم المدينة حاليا ما لا يزيد عن 1 % من النحل. ويشير الاخصائي في المبيدات الحشرية المسممة للجهاز العصبي جان مارك بونماتان الى ان هذه الخطوات المتخذة في المدن تمثل "واجهة جميلة تسمح بتوعية العامة لكن ما يشبه الموضة هذه لن يحل المشكلة".
ويتساءل "ما الذي تمثله عشرة قفران على سطح مبنى عام" مقابل الاف القفران في الارياف.
كذلك لا تقدم الاوساط الحضرية سوى مساحات ضيقة لاستقبال القفران كما ان التشريعات تبقى محدودة: ويتعين اقامة جدار بطول مترين لحماية الجيران المتاخمين لهذه القفران التي يتعين اقامتها على بعد 3 الى 50 مترا من المساكن او الطرقات العامة.
ومن أصل 17 الف طن من العسل انتجتها فرنسا سنة 2015، كانت حصة المدن ضئيلة للغاية وفق الاتحاد الوطني لمربي النحل الفرنسيين. ومع معدل استهلاك سنوي يبلغ 40 ألف طن، تواصل فرنسا استيراد كميات كبيرة من العسل.