النتائج الإيجابية في الرياضة تأتي إما من خلال تخطيط طويل الأمد أو بالظروف على قاعدة (مصائب قوم عند قوم فوائد) أو بالصدفة (بالتلويص - كما نقول باللغة العامية الدارجة).
الطرق الثلاث وإن كانت مختلفة في تفاصيلها وظروفها المحيطة، قد توصلك إلى النتيجة المطلوبة، والتاريخ في النهاية لا يعترف بالتفاصيل بل النتائج والأرقام المسجلة.
الذي يبحث عن النتائج من خلال الظروف أو الصدفة ليس من حقه البكاء على الخيبة إن حلت، بينما الذي يعمل بخطط طويلة الأمد فمن حقه أن يبكي وينعى نفسه لأن الخيبة تحمل الحرقة.
منتخبنا الوطني للشباب لكرة اليد العائد من تصفيات كأس العالم بنتيجة سيئة جدا بحث عن التأهل عن طريق (الصدفة) أو (الظروف)، لذلك جاءت النتيجة طبيعية جدا وغير مستغربة بالنسبة للكثيرين.
هناك من عبر عن استيائه عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع عما حدث، البعض يحمل اتحاد اليد المسئولية الأكبر، والبعض الآخر يحمل الجهاز الفني، وهناك رأي يحمل اللاعبين المسئولية أيضا.
لما يوفر الإعداد المناسب والوقت الكافي، وتأتي أخطاء قاتلة من الجهاز الفني تتسبب في النتيجة المخيبة، فسأقول اتحاد اليد واللجنة الأولمبية البحرينية قاما بالمطلوب، ولكنهما مع الأسف لم يقوما بذلك.
أتفق في أن قناعات الجهاز الفني للمنتخب في التصفيات على مستوى التكتيك الدفاعي ومراكز اللاعبين زاد الطين بلة، ولعبت دورا هاما في عدم الخروج بأقل الخسائر تحت قاعدة (كان بالإمكان أفضل مما كان)، ولكن ليس معنى ذلك أنها السبب الأكبر في عدم التأهل.
أتصور بأن 5 مباريات قوية كافية لإعداد منتخب كمنتخبنا الوطني الأول، لديه خبرات تراكمية، ومعظم لاعبوه محترفون محليا وخارجيا، وخاضوا بطولات إقليمية وقارية مع أنديتهم، هذا الكم ليس كافيا لإعداد منتخب فئات سنية.
أنا أكثر من أشدت بعمل اتحاد اليد مع المنتخبات الوطنية، والكل شهد الفوارق في النتائج والأداء في عهد الرئيس علي عيسى سواء في الدورة السابقة أو الحالية، ولكن ما يحدث اليوم هو تراجع قلت عنه قبل أسبوعين (العودة إلى المربع الأول).
اليوم يجب أن أقف مجددا لأقول بأن العودة للمربع الأول سيضر باللعبة في المستقبل القريب، شاهدوا منتخب العراق كيف تطور وطالعوا منتخب السعودية كيف ولماذا تقدم، ولا تغفلوا قطر وكوريا الجنوبية واليابان وإيران، ولا تنسوا أن الكويت قادمة.
بصراحة، لست مستاء من النتيجة السيئة التي حققها منتخب الشباب في الأردن، بقدر ما أنا مستاء جدا من المستوى الذي لا يليق بسمعة ومكانة كرة اليد البحرينية التي تعززت في السنوات الثماني الماضية.
أعتقد بأن اتحاد اليد يمتلك القدرة على وضع مثل هذه الاستراتيجيات، ولكن ذلك يتطلب توفير المادة، ففي الوقت الذي يعجز الاتحاد عن إيجاد الراعي، من الواجب على اللجنة الأولمبية البحرينية أن تنظر للعبة وهي تعيش أيام التقشف نظرة مختلفة.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 5081 - الخميس 04 أغسطس 2016م الموافق 01 ذي القعدة 1437هـ