طالب عضو مجلس الحكم المعين في العراق، أحمد الجلبي بإجراء انتخابات مباشرة في العراق قبل موعد 30 يونيو/ حزيران المقبل بحسب الاتفاق المعقود بين المجلس وسلطة الاحتلال الأميركي يوم الخامس عشر من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وقال الجلبي في ندوة عقدت يوم الجمعة الماضي، في معهد أميركان انتربرايز الذي يعتبر معقلا للمحافظين الجدد إن «من الممكن إجراء انتخابات مباشرة». ويذكر أن الولايات المتحدة، تحاول بذل قصارى جهدها لتجنب اجراء انتخابات وفقا لنظام صوت لكل ناخب في العراق على الأقل هذا العام.
ولم تغب المفارقة عن أنصار آية الله السيد علي السيستاني المرجع الأعلى للشيعة، صاحب النفوذ الكبير في العراق، إذ يتساءلون عن السبب الذي يجعل الولايات المتحدة المتحمسة دوما إلى الانتخابات في أنحاء العالم لا تفعل الشيء نفسه في العراق. وقال الجلبي «إن الديمقراطية مرتبطة بالانتخابات»، وأضاف متسائلا: «ولكن كيف يمكن أن تكون هناك ديمقراطية من دون انتخابات؟».
وأشاد الجلبي بالسيد السيستاني وأنه من أنصار قيام دولة غير دينية في العراق بشرط أن تعمل على احترام الإسلام باعتباره دين الغالبية العظمى من العراقيين، مشيرا إلى أن السيستاني كان طالب بأن تكون لجنة صوغ الدستور هي الأخرى منتخبة، غير أنه قال إنه ليس هناك حتى الآن رأي قاطع بشأن الكيفية التي ستجري بها الانتخابات في العراق لتشكيل جمعية وطنية مؤقتة تنبثق عنها حكومة عراقية مؤقتة، مشيرا إلى أن مجلس الحكم كان طلب من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان إرسال فريق خاص من الخبراء إلى العراق لهذا الشأن. وقال الجلبي إنهم يعملون الآن على مواصلة التخلص من حزب البعث، إذ قال إن هناك لجنة خاصة تعمل في هذا الشأن لإلغاء ما أسماه «الأيديولوجية البعثية من المناهج الدراسية والإعلام والأنشطة الثقافية مثل المسرح والسينما والفنون الجميلة من رسم ونحت إلخ». وأضاف أنه لم يعد هناك مصطلحات معادية للإمبريالية والاستعمار والصهيونية في القاموس السياسي العراقي في الوقت الراهن. وفيما يتعلق بعلاقات العراق المستقبلية مع الدول العربية المجاورة وخصوصا الكويت قال الجلبي إن ما يحكم هذه العلاقات هو قرارات الأمم المتحدة وان الأمر المهم هو أن هناك اعترافا بدولة الكويت وبدولة العراق، وفقا لقرار مجلس الأمن 833. وأشاد الجلبي بموافقة الكويت على اقتراح الأمم المتحدة بخفض التعويضات المطلوبة من العراق البالغة 17 مليار دولار بنسبة 25 في المئة. أما بالنسبة إلى العلاقة مع إيران فقد اشاد الجلبي بها، مؤكدا على حسن العلاقة والجوار، وقال «إن إيران كانت أول من اعترف بمجلس الحكم، وهي لا تقدم أية مساعدة إلى المقاومة». فيما واصل غمزه من مواقف الأردن، وقال «إن هدف الأردن كان الحصول على النفط العراقي، وهو ما تم وقفه الآن». وردا على سؤال عن عودة اليهود العراقيين الذين هاجروا إلى فلسطين المحتلة قال الجلبي إنه من السابق لأوانه الحديث عن هذا الموضوع
العدد 508 - الإثنين 26 يناير 2004م الموافق 03 ذي الحجة 1424هـ