التضامن بين أقطاب المعارضة حلقة مفقودة، ولكنها غير ملموسة لدى قطاع كبير من مريدي هؤلاء الرموز، ولكونهم يرون هؤلاء الرموز وفق الصورة الجميلة والناصعة المرسومة في مخيالهم للرمز المضحي والمتفاني، وهم فعلا كذلك، ولكنها تتطور إلى ثغرات خطيرة يمكن استثمارها من قبل أطراف عدة، وخصوصا مع وضوح التباين في خطاب الرموز، واللعب على هذا التباين.
قبل فترة فقدت الساحة السياسية رمزا من أهم رموز البلد، وكان له دور محوري ومؤثر في التصويت على الميثاق هو عبدالوهاب حسين، بسبب غياب آليات التنسيق بين الرموز، وغياب التضامن على مستوى الخطاب والموقف نتيجة عدم وحدة الخطاب السياسي تجاه القضايا المصيرية، ما سبب افتراقا حقيقيا بين إخوة النضال السابقين، ولا يمكن الادعاء بأن الرموز كانوا يقصدون الوصول بالحال السياسية إلى هذا المستوى، ولكن يمكن تشخيص عدم التفات الرموز لخطورة الافتراق في الموقف والخطاب بهذه الحدية نتيجة الاختلاف على أولويات الساحة الدينية والسياسية.
يمكن تأكيد أن حسين تعرض إلى هجوم الصحافة والحكومة معا بشكل متكرر أثناء تصديه للعمل السياسي، ولم يجد تضامنا كافيا من بقية الرموز، واليوم نائب رئيس جمعية الوفاق حسن مشيمع يتعرض للهجوم نفسه، وربما يكون أكثر شراسة خصوصا مع ابتعاد حسين - الذي يشاكله في الخطاب والموقف - عن الساحة، واختبرت الرموز والجمعيات في مطب ندوة لندن قبل الأخيرة، فوقعت في فخ التصريحات الخاطئة غير المقصودة، وها هو الاختبار الثاني وضحت معالمه بدعوة وكيل وزارة الداخلية لشئون الجنسية والجوازات والإقامة الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة مشيمع للمناظرة التلفزيونية بشكل شخصي ومقصود، فهل يقع الرموز في المطب الثاني، بشخصنة المناظرة والموقف من التجنيس تحديدا بين مشيمع والشيخ راشد، مع تأكيد المشيمع أن الموقف من التجنيس يخص الجمعيات ولا يخصه شخصيا؟
إقرأ أيضا لـ "سلمان عبدالحسين"العدد 507 - الأحد 25 يناير 2004م الموافق 02 ذي الحجة 1424هـ