أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف راشد الزياني على عمق العلاقات التاريخية الخليجية البريطانية والرغبة الأكيدة في تعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات خدمة للمصالح المشتركة، معربا عن ثقته في قدرة الجانبين على تطوير التعاون المشترك الى آفاق أشمل وأوسع.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الأمين العام في الجلسة الافتتاحية لأعمال المنتدى الخليجي البريطاني الذي بدأ أعماله اليوم الخميس (21 يوليو/ تموز 2016) في لندن بتنظيم من الغرفة التجارية العربية البريطانية، وبحضور الأمير أندرو دوق يورك وعدد من وزراء التجارة بدول المجلس وسفراء دول مجلس التعاون لدى المملكة المتحدة وممثلي غرف التجارة الخليجية ورجال المال والأعمال.
وأشاد الأمين العام في كلمته باستمرار الحوار الاستراتيجي الخليجي البريطاني، مشيرا الى أنه تم التوافق في الاجتماع الوزاري المشترك لوزراء خارجية دول مجلس التعاون وبريطانيا الذي عقد في جدة في شهر مايو الماضي على عقد اجتماع مشترك بين القطاعين العام والخاص في لندن في شهر أكتوبر المقبل مما سوف يعزز من فرص تبادل التجارب في خطط التنمية الوطنية والتنويع الاقتصادي. وقال إن فرص التعاون الاستثماري بين الجانبين الخليجي والبريطاني متوفرة، وينبغي الاستفادة من الفرص المتاحة في الوقت الحاضر، مشيرا الى أن الجانبين بما لديهما من علاقات محلية واقليمية ودولية ينبغي أن يعملا على تعزيز الشراكة والتعاون بما يخدم مصالحهما المشتركة.
وأضاف إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي لن يغير شيئا في متانة العلاقات الخليجية البريطانية الوطيدة، مؤكدا أن دول مجلس التعاون سوف تواصل جهودها لتعزيز العلاقات الوثيقة والثقة المتبادلة والتعاون المشترك مع المملكة المتحدة بما يخدم مصالحهما المشتركة.
وأوضح عبداللطيف الزياني إن دول مجلس التعاون تشغل موقعا مركزيا في المنطقة، وهي دول مؤثرة من الناحية التاريخية و الثقافية والدينية، كما أنها قوة مؤثرة في مجالات الاستثمار بما تملكه من موارد مالية محفزة للنمو الوطني والاقليمي والدولي، وهي تمتلك من الطموحات والتصميم والإرادة لتحويل الرؤية الى واقع ملموس، مشيرا الى أن قرار المجلس الأعلى لمجلس التعاون بإنشاء هيئة للشؤون الاقتصادية والتنموية سوف يمكن دول المجلس من تعزيز التعاون والتنسيق والتكامل فيما بينها في المجالات الاقتصادية والتنموية.
وأشار الأمين العام الى أن تحقيق الأمن في المنطقة هو محل اهتمام رجال الأعمال والمستثمرين لتحقيق الشراكة الاقتصادية مع دول مجلس التعاون أو دول المنطقة، مشيرا الى أن العالم لايزال يواجه تهديدات الارهاب والتطرف والفكر المنحرف، ويعمل على طرد تنظيم داعش من معاقله، وتسوية الصراعات في سوريا والعراق وليبيا واليمن، مؤكدا أن دول مجلس التعاون تلعب دورا مهما في تخفيف حدة الصراعات في المنطقة.
وقال الأمين العام إن دول مجلس التعاون، بالرغم من أنها تقع في منطقة متوترة، فهي تعمل على أن تكون جزيرة تنعم بالهدوء وتصدر السلام والنصح والمشورة، مؤكدا أن دول مجلس التعاون سوف تحافظ على استقرارها وسمعتها كمنطقة استثمارية آمنة وواعدة، وأن الاستثمار فيها أكثر أمانا من الاستثمار في الكثير من مناطق العالم الأخرى.
وأعرب عبد اللطيف الزياني عن تطلع دول مجلس التعاون الى أن تكون علاقاتها مع ايران قائمة على حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى واحترام سيادة الدول والالتزام بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، معربا عن الأمل في أن توجه ايران الأموال بعد رفع العقوبات عنها في مصلحة شعوبها واستقرار المنطقة.
ودعا الأمين العام المشاركين في المنتدى الى التركيز على القضايا المتعلقة باشراك الشباب في مسيرة التنمية وسبل إعدادهم للمستقبل، وبالأخص في ريادة الأعمال، مشيرا الى ضرورة توفير الفرص أمام رواد الأعمال الشباب وخريجي الجامعات للانخراط في هذا المجال الذي سوف يساعد على تطوير مهاراتهم وتعزيز الثقة لديهم مما سوف يسهم في نمو الشراكات التجارية، معربا عن اعتزازه بأداء الطلبة الخليجيين الدارسين في الجامعات البريطانية، وتطلعه الى مساهمتهم مستقبلا في النهضة الخليجية وتعزيز العلاقات المشتركة بين الجانبين.