رونالدو يخرج مصابا في منتصف الشوط الأول من المباراة النهائية على كأس أمم أوروبا، ليضع البرتغال ومدربه سانتوس في وضع لا يحسد عليه؛ كون كل الآمال كانت معلقة على الفتى الذهبي للبرتغال، من أجل التتويج باللقب الأول في تاريخها.
البرتغال قدمت على مدار تاريخها نجوما ومنتخبات مميزة ومدربين عالميين، ولكنها أخفقت دائما في التتويج، وليس بعيدا عنا نهائي 2004 في العاصمة البرتغالية لشبونة، حينما كان رونالدو في بداياته ومنتخب البرتغال في أوج عطائه بقيادة المدرب البرازيلي الشهير سكولاري، ويلعب المباراة على أرضه ضد اليونان المتواضع ولكنه خسر اللقب.
المنتخب البرتغالي جاء لهذه البطولة بعيدا عن الترشيحات وبنجم وحيد هو رونالدو، ولم يتوقع الكثيرون وصوله لدور الثمانية فضلا عن تتويجه باللقب.
أن تلعب النهائي في سان دوني على الأرض الفرنسية التي لم يخسر منتخبها أي نهائي في تاريخه، باستثناء نهائي كأس العالم 2006 بركلات الحظ الترجيحية ضد إيطاليا، والأدهى أن البرتغال خسرت في آخر 10 مباريات أمام فرنسا، ليكتمل المشهد بإصابة النجم الأول للبرتغال رونالدو.
ولكن كما يقول المثل «رب ضارة نافعة»، فالبرتغال وبعد خروج رونالدو وباتفاق جميع النقاد قدمت أفضل مبارياتها في البطولة تكتيكيا وجماعيا، والمدرب سانتوس تعامل بمثالية مع الوضع، واللاعبون أظهروا قدرة كبيرة على الصمود والالتزام بالأدوار الدفاعية والهجومية.
النجم القديم ناني هو الآخر تحمل المسئولية وأظهر معدنه الحقيقي، كما أن المنتخب لعب بثقة عالية وبقدرة فائقة على التعامل مع مختلف الظروف والتحولات.
أيضا أسهم خروج رونالدو في تحرير الكثير من اللاعبين على أرض الملعب، كما أنه أتاح للمدرب سانتوس الدفع بالمهاجم ايدير، بعد أن كان يعتمد طوال البطولة على رونالدو وناني في الهجوم، وهما في الأصل ليسا مهاجمين بالمعنى الصريح.
دخول ايدير أعطى العمق الهجومي المطلوب للمنتخب البرتغالي في الوقت المناسب، وأسهم بتحركاته وبقدرته على حجز الكرة في تخفيف الضغط على زملائه، وكذلك في قيادة هجمات فريقه، إلى أن سنحت له الفرصة لإظهار قدراته الكامنة، فتحرر من كوسليني على رغم الرقابة اللصيقة مستخدما مهارته وقوته البدنية، وأطلق قذيفة لا ترد أذهلت الجماهير الفرنسية في ملعب سان دوني، ليسجل هدفا قاتلا في الوقت الإضافي الثاني.
البرتغاليون أنفسهم لم يصدقوا ما حدث، وأظهرت الكاميرات أن رونالدو نفسه في خارج الملعب كان مذهولا مما حدث.
البرتغال بطلة لأوروبا بفوز واحد فقط في الوقت الأصلي وبفوزين في الوقت الإضافي وبثلاثة تعادلات في القسم الأول، لتتأهل ضمن قائمة أفضل أصحاب المركز الثالث في المجموعات.
رونالدو أكمل أسطورته، فمن التتويج والتألق مع مانشستر يونايتد إلى النجومية المطلقة في ريال مدريد، وصولا للقب الأهم على مستوى المنتخبات في تاريخ بلاده، ليحفر اسمه بالذهب في التاريخ الكروي.
وحده المدرب سانتوس من كان يؤمن بتتويج البرتغال قبل الذهاب لفرنسا، إذ قال في أحد تصاريحه خلال البطولة انه أخبر عائلته أنه لن يعود للمنزل قبل 12 يوليو/ تموز الجاري؛ أي بعد يوم واحد من النهائي، ما يشير إلى ثقته الكبيرة في بلوغ المباراة النهائية.
سانتوس بتكتيكه العالي ودفاعه المحكم واختياراته المميزة، وقدرته على التعامل مع مختلف الظروف وتحويلها إلى فرص، ومنها خروج رونالدو الذي حوله إلى درس تكتيكي بطريقة استغلاله لاعبه ناني، وبإدخاله المهاجم ايدير وتوظيفه بقية اللاعبين.
البرتغال بطلة لأوروبا، هل استحقت اللقب بالفعل؟! تبقى البرتغال مستحقة وبطلة غير متوجة على مدار تاريخ البطولة، ومتى ما حققتها فإنه لا يعدو أن يكون حقا قد عاد لأصحابه.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 5057 - الإثنين 11 يوليو 2016م الموافق 06 شوال 1437هـ
مرحبا
نعم عندما يدخل لاعب بمستوى جيد ويغطي محل لاعب بمستوى رونالدو سيكون الأعطاء كبير وحافزلجميع الاعبين لتعويض النقص وعموما التاريخ لن يتكلم عن المستوي الفني للبرتغال والفرق الأخرى بل عن البطل في 2016 البرتغال
فعلا مقالك صحيح و كأنك كتبت ما يدور في فكرتي من تحليل ز لا نغفل دور المدرب الذي تعامل مع كل مباراة و ظروفها بعيد عن الاعلام و يكفيه انه فاز على فرنسا في ارضها و في عودة تالق لاعبيها
بارك الله فيك استاذ محمد
فوز البرتغال بالبطولة مثله مثل فوز الدانمارك ببطولة 92 واليونان 2004 كلاهما مجرد طفرة ولا دخل للتكتيك ولا المستوى, في حين ان البرتغال نفسها كانت تستحق البطولة في عام 2004م ومع هذا خسرتها امام فريق متواضع وهذا من عجائب كرة القدم