أصبح الحديث عن المستحقات المتأخرة لحكام كرة القدم مبعثاً للملل والضجر؛ نظراً لكثرة تكراره في وسائل الإعلام والصحف، ولكن إلى الآن لم يجد الآذان الصاغية، كونهم لم يستلموا المبالغ المستحقة لهم ليس عن الموسم المنصرم 2015-2016 الذي انتهى قبل أقل من شهرين، ولكن عن الموسم الذي سبقه وهو 2014-2015، وهذا بالتأكيد أمر غير مقبول، فإذا كان اتحاد الكرة يتأخر في مثل هكذا مستحقات، فالعذر كل العذر للأندية التي يطالبها أغلب اللاعبين برواتبهم، بل ويرفعون عليهم شكاوى في لجنة شئون وانتقالات اللاعبين بالاتحاد البحريني لكرة القدم!.

مستحقات الحكام كانت من المفترض أن تكون من الأولويات قبل كل شيء داخل بيت الكرة البحرينية، فهذه حقوق لأشخاص لم يتوانوا ولو للحظة واحدة عن أداء واجباتهم ومهماتهم، وفوق كل ذلك هم يكونون بمثابة «الطوفة الهبيطة» التي يرمي الفاشلون بفشلهم عليهم! فما من فريق يخسر إلا وصب جام غضبه على التحكيم، فهم يعانون من هذه الناحية ومن الشتائم التي تأتيهم باستمرار من المدرجات بلا حسيب أو رقيب، ومن ناحية أخرى لا يحصلون على حقوقهم الكاملة، ولكن على رغم ذلك لم نجدهم يتراجعون لحظة واحدة عن أداء كل ما هو موكل لهم، فلو في مجالات أخرى أو دول أخرى فإننا ربما نجد إضرابات وما شابه!

فكل التحية لهم على هذا الموقف المشرف على رغم كل المعاناة التي يعانوها، إذ أصبحوا في موقفٍ صعب للغاية، وتصوروا أن أحدهم ومن غير ذكر أسماء قد باع سيارته الخاصة من أجل إكمال علاجه؛ كي يعود من جديد للتحكيم بعد أن انقطع عنه، وطبعاً غيرهم بالتأكيد يمر بالكثير من الظروف، وصحيح ان مكافآت التحكيم ليست مبلغاً ثابتاً بشكل شهري من المُمكن أن يتم وضع بعض الخطط والآمال عليه، لكنه في النهاية حق من حقوق الحكام يجب أن يستلموه بأسرع وقت ومن دون أي تأخير أو إلى هذا الحد غير المعقول.

نعلم أن هنالك الكثير من المصاريف على اتحاد الكرة، لكن هذا الأمر ما كان يجب أن يصل لهذا المستوى من التأخير الذي لا يقبله أحد، وكان من الأجدى تنظيم العملية بصورة وتخطيط أفضل، لأن الأمر فيه الكثير من التناقض، إذ كيف يتم التعاقد مع جهاز فني أجنبي للمنتخب بالملايين، بينما مكافآت الحكام في «خبر كان»، وهذا ليس سوى غيض من فيض، فأيضاً ملتقطو الكرات ومسئولهم لم يستلموا مكافآتهم أيضاً، فهل كان الجهاز الفني للمنتخب سيقبل بهذا التأخير الذي يُطبق على الحكام حالياً؟ وهل سيؤخر الاتحاد في الأساس بتسليمه رواتبه! الجواب معروف بالتأكيد!.