غادر رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو بيرلسكوني المستشفى اليوم الثلثاء (5 يوليو / تموز 2016)، بعد ثلاثة أسابيع من إجراء عملية القلب المفتوح، وأرسل إشارات مختلطة حول رغبته في مواصلة تولي المناصب السياسية.
وكان بيرلسكوني الذي سيبلغ 80 عاما من العمر في أيلول/سبتمبر المقبل قد دخل مستشفى سان رافاييل في ميلانو في 7 حزيران/يونيو الماضي، بعد أن شعر بأعراض أزمة قلبية، وأجرى بعد ذلك بأسبوع عملية جراحية لتغيير صمام تالف بالأورطي كان سيعرض حياته للخطر.
وقال للصحافيين عقب خروجه من المستشفى إنها كانت " محنة مؤلمة للغاية، ولم أكن أتوقع أن أعاني كل هذا الألم، وعلى أية حال أنا أشعر بقدر من التحسن الآن، وفي انتظاري شهران من فترة النقاهة، وبعد ذلك آمل أن أكون لا زلت مفيدا لإيطاليا وللإيطاليين، بطريقة أو بأخرى ".
وكان بيرلسكوني يرتدي قميصا من طراز بولو أزرق اللون ويضع وشاحا أسودا فوق كتفيه، وتحدث بيرلسكوني ببطء بعد أن كان معروفا عنه أنه متدفق الكلمات والمشاعر، وبدا أنه يحتاج إلى مساعدة لكي يستطيع الوقوف والمشي، حيث كان يمد ذراعه اليمنى فوق كتف مساعد له.
وأضاف أن هاجسه الأكبر أثناء وجوده بالمستشفى هو " الألم وعدم القدرة على النوم ".
وعندما سأله الصحفيون عما إذا كان لا يزال يشعر بأنه على استعداد لقيادة البلاد، رد قائلا بغموض " آمل ألا تكون هناك حاجة لذلك، ولكن إذا تطلبت الضرورة فإنني آمل أن أتمتع بالقوة لكي أكون قادرا على تقديم قدر من المشورة ".
وأعرب عن رغبته في التعليق على الشؤون الجارية، معربا عن قلقه إزاء حوادث الإرهاب، ومستقبل أوروبا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ووعد بأن يشن حملة ضد الإصلاحات الدستورية التي اقترحتها الحكومة، والمقرر إجراء استفتاء بشأنها في تشرين أول/أكتوبر المقبل.
وأكد أيضا أنه يعتزم بيع فريق أيه.سي ميلان لكرة القدم الذي يمتلكه لمشترين صينيين، ولكن بشرط أن يتعهدوا باستثمار " 400 مليون يورو (445 مليون دولار) على الأقل خلال العامين المقبلين "، لتدعيم وضع الفريق.
وكان رئيس الوزراء الأسبق قد قاد إيطاليا عام 1994، ثم خلال الفترة 2006-2001ن ومرة أخرى خلال الفترة 2011-2008، غير أنه تم إسقاط عضويته في البرلمان بعد ذلك وفرض حظر على توليه المناصب العامة عام 2013 لمدة ست سنوات، في أعقاب إدانته بالغش الضريبي، ولكنه لا يزال يشغل منصب رئيس حزب " فورزا إيطاليا " المحافظ المعارض.
وأثرت المتاعب الصحية بشكل متزايد على حياته.
وقبل إجراء جراحة القلب المفتوح، تم إدخاله مستشفى سان رافاييل مرتين خلال الأشهر الأخيرة، وأجريت له في كانون أول/ديسمبر عملية لتغيير منظم القلب الذي يضعه منذ 2006، وفي آذار/مارس الماضي أجرى جراحة لعلاج إعتام عتمة العين، ويتضمن تاريخه الطبي عملية جراحية أجراها عام 1997 لإزالة ورم سرطاني في البروستاتا